سعر سبيكة الذهب اليوم الجمعة بعد الارتفاع الكبير.. «بكام سبائك ال5 جرام؟»    عاجل| سعر الدولار اليوم الجمعة 23 مايو 2025 بعد قرار خفض الفائدة    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 23 مايو بسوق العبور للجملة    منتدى القطاع الخاص بالجزائر يشهد توقيع 26 اتفاقية بمبلغ 3.6 مليار دولار    الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل: أي تصرف «متهور» سيقابله رد مدمر    تظاهرة في تل أبيب احتجاجًا على تعيين رئيس جديد للشاباك: «نتنياهو فقط عقله»    القنوات الناقلة مباشر ل مباراة الأهلي ضد وادي دجلة في نهائي كأس مصر للكرة النسائية    شوبير الأب والابن الأفضل في تقييم إكرامي.. والحضري يتفوق على الشناوي (فيديو)    هالة صدقي تحتفل بحرية المخرج عمر زهران وتؤكد ثقتها بنزاهته وسط استمرار نظر القضية    القبض على عاطل وسيدة لقيامهما بسرقة شخص أجنبي بحلوان    القصة الكاملة لجدل انفصال مسلم ويارا تامر بعد ساعات من زفافهما (تفاصيل)    4 حالات وفاة و9 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا    "س. ج" كل ما تود معرفته عن مدارس السيمي انترناشونال في مصر؟    "دكتور زكي نجيب محمود وتجديد الفكر العربي" على طاولة الأعلى للثقافة    في يومه العالمي.. احتفالية بعنوان «شاي وكاريكاتير» بمكتبة مصر العامة بالدقي    «التنسيق الحضاري» يطلق حفل تدشين تطبيق «ذاكرة المدينة» للهواتف الذكية    مصر ضمن أكثر 10 دول حول العالم استهدافًا بالهجمات الرقمية    مجدي البدوي: علاوة دورية وربط بالأجر التأميني| خاص    جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أٌطلق من اليمن    ذهبت للمذاكرة.. السجن 4 سنوات لمتهم اعتدى على ابنة جاره في الإسكندرية    بسمة وهبة لمها الصغير: مينفعش الأمور الأسرية توصل لأقسام الشرطة    قائمة أسعار تذاكر القطارات في عيد الأضحى 2025.. من القاهرة إلى الصعيد    شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    صبحي يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة ويؤكد: الشباب محور رؤيتنا للتنمية    تكريم سكرتير عام محافظة قنا تقديراً لمسيرته المهنية بعد بلوغه سن التقاعد    لجنة التقنيات بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تعقد اجتماعها الأول    سقوط مروجي المواد المخدرة في قبضة مباحث الخانكة    مراجعة مادة العلوم لغات للصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني (فيديو)    كنيسة بالسويس تساهم في مشروع صكوك الأضاحي (صور)    مصرع 4 أشخاص وإصابة آخر في تصادم سيارتي نقل على طريق إدفو مرسى علم    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. النيران تلتهم عشرات السيارات والمنازل بكاليفورنيا جراء تحطم طائرة.. نتنياهو يتحدى القضاء ويعين رئيسا جديدا للشاباك.. بوتين يعلن منطقة عازلة مع أوكرانيا    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    صراع ناري بين أبوقير للأسمدة وكهرباء الإسماعيلية على آخر بطاقات الصعود للممتاز    وزير الشباب ومحافظ الدقهلية يفتتحان المرحلة الأولى من نادي المنصورة الجديد بجمصة    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير مباحث الدقهلية: أعضاء الخلية الإرهابية لا يحفظون حرفاً من القرآن.. ومقتنعون بأننا «كفرة»
المتهمون تعرضوا ل«غسيل مخ».. وسعداء جداً بجريمتهم.. و«السجينى» قاد منفذ العملية للمبنى ب«موتوسيكل»
نشر في الوطن يوم 07 - 01 - 2014

قال اللواء سعيد عمارة، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمديرية أمن الدقهلية، إن «السيارة المستخدمة فى الحادث الإرهابى، الذى استهدف المديرية مؤخراً، كانت مُحمّلة بطن ونصف الطن من المتفجرات»، مشيراً إلى أن مُنفذ الهجوم حضر بالسيارة من الإسماعيلية، وأن متهماً هارباً يدعى أحمد السجينى كان يقود الانتحارى إلى المبنى ب«موتوسيكل».
«الوطن» التقت اللواء «عمارة» فى غرفة مكتب تم تجهيزها على عجل.. «كراكيب» وملفات وأوراق مكدسة فوق بعضها البعض، منها ما تم ترتيبه ومنها ما يزال مهملاً فى الأركان، أشياء ومتعلقات مبعثرة هنا وهناك فى غرفة لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار فى 6.
من مكتبه الجديد داخل أحد مبانى شركة «سماد طلخا»، يؤدى «عمارة» مهام عمله، إذ لا يزال مكتبه قيد التجهيز، وكأن شيئاً لم يتغير، يحتفظ الرجل بهدوئه واتزانه، ويدير عمله باللياقة الذهنية نفسها، وبتلك اليقظة والدقة التى مكنته فى غضون أيام قليلة أعقبت حادث تفجير مبنى المديرية من القبض على المتهمين فى ضربة واحدة وفى توقيت واحد، وهى تلك اليقظة التى لم تمنعه من أداء مهامه من الشارع لأيام عدة وبنفس الطريقة، وبدأب وإصرار يواصل متابعة ضباطه لتأمين احتفالات أعياد الميلاد ومراجعة خطة «الداخلية» لتأمين الاستفتاء على الدستور يومى 14 و15 من هذا الشهر.. وإلى نص الحوار:
* أين كنت ليلة 24 ديسمبر الماضى ليلة الحادث؟
- (ضاحكاً): أنت تريد معرفة إجابتى على ما أثير عن كونى متورطاً بشكل أو بآخر فى التفجير أو على الأقل كنت على علم به.. يوم التفجير ليلة 24 ديسمبر غادرت مبنى المديرية فى السادسة مساءً، كلنا تقريبا بنروح فى الوقت ده، اللى هياكل لقمة واللى هيريح شوية، لأننا بنرجع تانى على الساعة التاسعة والنصف، الضباط الذين يعملون معى كانوا عارفين إنى مش هارجع على المديرية لأننى كنت أبلغتهم أننى سأذهب إلى قسم ثانى المنصورة، وكنا قد اتفقنا على أن فريق البحث هيجتمع هناك لإنجاز بعض الأمور التى تخص العمل، فقد كانت عندنا قضية سرقة بالإكراه كبيرة، وكنا هنشوف الأمور وصلت فيها لفين، وكمان كنا هنتابع التحريات فى قضية «ذبيح المنصورة»، سواق الميكروباص اللى قتله الإخوان فى إحدى المظاهرات مؤخراً.
* لكن ما حدث أنك ذهبت إلى مبنى المديرية وغادرت قبل التفجير ب7 دقائق؟
- نعم، ففى الطريق اتصلت بالعميد مجدى القمرى، رئيس فرع الأمن العام وكان هناك فى القسم، وقلت له: «إيه الأخبار؟»، قال لى: «الأمور ماشية عادى»، قلت له: «خلاص أنا هروح المكتب فى المديرية أمضى الورق والبوسطة وأخلص الشغل الروتينى العادى بتاعى وأجيلكم آخر الليل وانا نازل».
وبالفعل غيرت وجهتى إلى مبنى مديرية الأمن وأنهيت الأعمال الروتينية العادية، وحضر أثناء ذلك أحد المواطنين وقدم لى شكوى أن هناك مجموعة من البلطجية يحصلون على الخبز المدعم من أحد الأفران بكميات كبيرة، فاتصلت بالعميد أسامة فرحات، رئيس مباحث التموين، وقلت له: «يا أسامة بيه، عايزين نعمل حملة على الأفران دى وكل من يتاجر بدعم الفقراء والمواطنين»، واتفقنا بالفعل على شن حملة موسعة ضد هذه المخابز المخالفة.
* نرجو تحديد التوقيت بدقة؟
- نحو الساعة 12 والربع، وبعده بعشر دقائق اتصل بى العميد عاطف مهران، رئيس مباحث المديرية، من قسم ثانى المنصورة وقال لى: «تعالى بسرعة، لإننا مسكنا ولد من المتهمين فى قضية قتل سائق الميكروباص، والواد بيقول كلام مهم جداً تعالى اسمعه بنفسك عشان تشوف هنعمل إيه»، وأضاف على سبيل المداعبة: «يا عم إنت قاعد عندك بتعمل إيه؟ انت هتبات عندك؟»، ثم طلبنى العميد مجدى القمرى قائلا: «تعالى حالاً»، قلت له: «نصف ساعة وجاى»، قال: «لأ تعالى حالاً».
* ومتى حدث ذلك؟
- كانت الساعة وقتها 12 ونص، فاتصلت باللواء محمد قنديل، مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بشرق الدلتا (أحد المصابين فى الحادث)، ومكتبه كان فى الدور اللى فوقى، وقلت له: «تعالى يا محمد بيه نشوف البهوات فى قسم ثانى بيقولوا وصلوا لحاجات مهمة»، وكمان كان بيته مجاور للقسم يعنى طريقه، فقال لى: «أنا عندى ضيف (استشهد فى الانفجار)، روح انت وانا هابقى أعدى عليك هناك».
* كم كانت الساعة وقتها؟
- كانت بالضبط 12.38 دقيقة.. كلمت السواق بتاعى قال لى إنه راح يمون العربية، قلت له: «أنا هانزل أستناك قدام المديرية»، وانا نازل عديت على المقدم سامح عبدالفتاح قلت له: «أنا رايح قسم تانى، لو فيه حاجة كلمنى هناك»، طبيعى وانا نازل باعرفهم أنا رايح فين، عشان لو فيه حاجة يعرفوا يوصلوا لى.
* ونزلت؟
- (يهز رأسه متنهداً) سبحان الله! أنا رايح عند الأسانسير لقيته واقف قدامى مفتوح، أنا لو كنت إتاخرت 7 دقائق كنت اتنسفت لأن المكان اللى كنت واقف فيه عند الأسانسير كان قريب جداً من مركز الانفجار، وطبعاً نزلت وحصلنى السواق وركبت العربية، وبالضبط كنت فى قسم تانى الساعة 12.48 لأنه قريب من المديرية والشوارع كانت فاضية.
* ثم ماذا حدث؟
- فى اللحظة اللى دخلت فيها القسم وكنت لسه ماقعدتش، يدوبك سلمت على الناس وشاورت بإيدى للعميد عاطف مهران، رئيس مباحث المديرية، لأنه كان بيتكلم فى التليفون مع العقيد عبدالعزيز فهيم، وكيل المباحث، اللى كان وقتها فى المديرية، وفجأة لقيت العميد عاطف بيصرخ ويقول: «فيه إيه يا (عبدالعزيز)؟ إيه الصوت اللى عندك ده؟»، وانقطع الاتصال.
* ألم تسمع أنت أى صوت؟
- لا لم يصل إلينا الصوت ولم نعرف مصدره، ولكننا جرينا فى الشارع وجدنا الناس يتكلمون عن حدوث انفجار، لكن لم يكن أحد يعرف مصدره، مرة يقولوا فى مبنى كلية الآداب ومرة فى طلخا، ثم تأكدنا بعد دقائق أن الانفجار وقع فى مبنى مديرية الأمن، فأسرعنا بالذهاب إلى هناك، لكن لم نتوقع أن يكون بهذه القوة، فأنا أول مرة أشوف تفجير أو حادث إرهابى بالقوة دى.
* وماذا شاهدت فور وصولك؟
- كان الدمار هو العنوان، لم يكن هناك شىء سوى الدمار والدماء، منظر مرعب، مبنى المديرية مهدم، جميع المكاتب مدمرة، آلاف المواطنين حول المبنى، ناس بتجرى وناس بتصرخ وناس بتفقد وعيها وتقع من طولها.. كانت كارثة لم أشاهد مثيلاً لها، وبكيت عندما شاهدت أشلاء ناس كنت بقضى معاها حوالى 18 ساعة فى اليوم.
* وماذا فعلتم؟
- الحمد لله، ربنا ألهمنى وألهمنا كلنا الثبات وسرعة التصرف، وبدأنا نبحث عن المصابين ونحصرهم وننقلهم للمستشفيات، وبسرعة شكلنا فريق عمل، ووزعنا أنفسنا على المستشفيات، وقدرنا بسرعة نعرف خسائرنا ومن أصيب ومن استشهد، ثم تواصلنا مع الوزارة والإسعاف، وفرضنا كردوناً أمنياً بعد استدعاء الأمن المركزى لإبعاد المواطنين عن مبنى المديرية خشية وجود قنبلة أو حدوث تفجير آخر، لأن الوضع كان مرتبكاً والفوضى تعم المكان كله.
والمنظر العام وقتها تلخصه 3 كلمات، هى «الفوضى والهلع والدمار»، ولاحظت أن الجانب الأيمن من مبنى المديرية هو الذى كان فى مركز الموجة الانفجارية، وده تقريباً الجانب الذى تقع به مكاتب القيادات، لكن أعتقد أنها صدفة أن يقع التفجير فى هذا المكان، يعنى هى جت كده.
* هل تعرضت المديرية للنهب بعد وقوع الحادث كما قيل؟
- بعض البلطجية استغلوا الحادث وتسللوا إلى داخل المديرية وسرقوا متعلقات شخصية من مكاتب الضباط، فيه فلوس اتسرقت وورق، بس ورق مش مهم، وسراير ومكتب وكاميرات وحاجات بالشكل ده.
* واللواء سامى الميهى، مدير الأمن، ماذا حدث له؟
- أنا جريت طبعاً أنا والضباط ولفينا على المكاتب، كان اللواء «الميهى» قد نُقل إلى المستشفى للعلاج.
* حدوث التفجير بهذا الشكل ألا يشير إلى وجود تقصير فى إجراءات التأمين؟
- لأ طبعاً، فكلنا نعرف أن المديرية من السهل استهدافها، لأنها وسط كتلة سكنية من ناحية، ويمر من أمامها طريق رئيسى فى مدينة المنصورة، ومع ذلك كنا عملنا خطة جديدة للتأمين، وكمان فيه أسوار خرسانة بسمك نصف متر حول المبنى كله، وهذا ما ساعد على تقليل الخسائر، والشوارع المحيطة بالمبنى كانت مغلقة كلها أيضاً.
* وما الذى خرجتم به من معلومات عن الحادث؟
- علمنا فيما بعد من اعترافات المتهمين أنهم كانوا يخططون لنسف المديرية من على وجه الأرض، وخطتهم كانت اقتحام البوابة الرئيسية، وهى تقع فى منتصف المبنى بالضبط، وهذا لو حدث كان كفيلاً بنسف المبنى كله، وكانت الخسائر ستقدر بمئات الجرحى والقتلى. وهنا أحب أن أؤكد أنه من الصعب تفادى جريمة انتحارية، لأن مثل هذه الجريمة مفيش حد فى أى مكان فى العالم يقدر يمنعها.
* كم عدد المتهمين فى تلك القضية؟
- 12 متهماً، ألقينا القبض على 8 منهم وما زلنا نلاحق 4 حتى الآن.
* اشرح لنا كيف تمكنتم من ضبطهم بهذه السرعة؟
- ألقينا القبض على المتهمين فى غضون أيام قليلة بعد الحادث، ربنا كرمنا طبعاً، ولو كان التفجير ده اتأخر يومين فقط كنا قبضنا على أفراد الخلية الإرهابية بالكامل.
* كيف؟
- كان لدينا أكثر من عملية إرهابية مفتوحة، شغالين فيها يعنى، فقد كنا نعمل فى واقعة تفجير المديرية القديم، الذى حدث فى 24 يوليو الماضى، وحادث استشهاد 3 أمناء شرطة فى كمين طلخا، الذى وقع فى 28 أكتوبر الماضى، وطبعاً قضية السائق «ذبيح الإخوان». وكان هناك فريق بحث على أعلى مستوى من مباحث المديرية والأمن العام و«الأمن الوطنى». وبعد أن تمكنا فى وقت سابق من المتهمين فى واقعة قتل السائق وخلية الإخوان التى كانت مسئولة عن تصفية المعارضين للرئيس المعزول محمد مرسى - توصلنا من خلال اعترافاتهم إلى أن هناك خلية تابعة لتنظيم «بيت المقدس» موجودة فى الدقهلية، لكن لم نكن نعرف مكانها ولا أسماء أعضائها.
وقبل تفجير مبنى المديرية بيومين نجحنا فى التوصل إلى معلومات مؤكدة أن أعضاء هذه الخلية يتمركزون فى «بلقاس»، وأن بعضهم من الدقهلية والبعض الآخر تم توطينهم فى بلقاس أيضاً، كما علمنا أيضاً أنهم يستخدمون أسماء حركية، وصباح يوم الحادث توصلنا إلى أن أحمد السجينى، أحد المتهمين الهاربين، ضمن تلك الخلية، ثم وقع التفجير ولو كان تأخر يومين كنا جبناهم.
* وماذا فعلتم بعد التفجير؟
- كثفنا التحريات بعد أن أمسكنا بطرف الخيط من «السجينى»، وفى غضون أيام قليلة نجحنا فى تحديدهم، وخرجت 15 مأمورية سرية من مباحث المديرية والأمن العام والأمن الوطنى والأمن المركزى، وتمكنت القوات من إلقاء القبض عليهم فى توقيت واحد فى مدينة بلقاس وقرية «المعصرة» التابعة لها.
* هل قاوموا أثناء القبض عليهم؟
- لا، لأن عملية القبض عليهم كانت سريعة وخاطفة، وهو ما تسبب فى عجزهم عن أى رد فعل، ثم إنهم لم يتوقعوا أن نقبض عليهم أصلاً بعد الانفجار.
* وما أغرب شىء سمعته من المتهمين أثناء استجوابهم؟
- فوجئت بأنهم مش حافظين أى حاجة من القرآن الكريم ولا فاهمين هما عملوا كده ليه.. ناس معمول لها «غسيل مخ»، بس الغريب إنهم مقتنعين بأننا كفرة ولازم يقتلونا، ولسه مُصرين على ما فعلوه وفرحانين إنهم عملوا كده، وفخورين إنهم سرقوا محلات عشان يحصلوا على أموالها ك«غنيمة».
* فى رأيك، لماذا تم استهداف محافظة الدقهلية بالذات بهذا العدد من العمليات الإرهابية؟
- الدقهلية كانت من أهم المحافظات التى كشفت كذب الإخوان، وكان لها دور واضح فى انكسارهم، وكنا أول من ألقى القبض عليهم متلبسين بممارسة العنف، وهم يحاولون معاقبة الأهالى على خروجهم فى ثورة 30 يونيو.
* كيف وصلت السيارة التى نفذت الهجوم إلى مبنى المديرية من دون أى اعتراض؟
- السيارة «نصف النقل» التى نفذت التفجير تم تحميلها بطن ونصف طن من المتفجرات من الإسماعيلية، وفى نفس يوم تنفيذ الهجوم خرجت من هناك، وكان يسير أمامها المتهم الهارب أحمد السجينى مستقلاً «موتوسيكل»، لكى يرشد الانتحارى، ويدعى «أمير»، إلى مبنى المديرية، ووصلت السيارة مباشرة إلى المبنى، واستغلت خروج سيارة شرطة ودخلت شارعاً مغلقاً بجوار المديرية وانفجرت.
* مَن فى تقديرك مصدر الشائعة التى تزعم أنك كنت على علم بحدوث التفجير قبل وقوعه؟
- الإخوان وراء هذه الشائعة.
* هل صحيح أنك تلقيت تهديدات منهم؟
- أيام «مرسى» طلبوا من قيادات الوزارة نقلى من الدقهلية وتغييرى، وعندما رفضت القيادات أشاعوا أننى أتاجر فى السلاح. وبعد 3 يوليو هاجمونى على صفحاتهم وهددونى بإيذاء أسرتى وأولادى.
* وكيف استقبلت إشادة وزير الداخلية بك؟
- كانت الإشادة رداً قاطعاً على تلك المهاترات، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، عارف الناس اللى معاه بتشتغل إزاى، ودى بصراحة كانت شهادة فخر واعتزاز لى، والوزير يعلم جيداً أننى أمارس عملى بوطنية، وأعتقد أن هذه الإشادة من الوزير كانت رسالة للضباط مفادها أن الوزارة تقف فى ظهورهم وهم يحاربون الإرهاب، وأنها ستحمى كل من يؤدى عمله بوطنية وبما يرضى الله.
* وماذا عن القبض على باقى المتهمين؟
- نحن نلاحقهم حالياً بعد تحديدهم، وإن شاء الله سنلقى القبض عليهم قريباً.
* حدثنا عن الاستعدادات لتأمين احتفالات أعياد الميلاد والاستفتاء على الدستور؟
- قبل ذلك أود أن أوجه الشكر إلى رئيس مجلس إدارة شركة «سماد طلخا»، الذى وفر لنا هذا المكان بعد 48 ساعة من الحادث، لكن فى نفس الوقت إحنا مش بتوع مكاتب إحنا شغلنا ميدانى فى الشارع، وأحب أن أطمئن الإخوة الأقباط بأننا اتخذنا كل التدابير اللازمة لاحتفالاتهم، وأقول لهم: «احتفلوا واحنا معاكم، ومش هنسمح لحد يمسكم بسوء».
* والاستفتاء؟
- لن نسمح لأى أحد مهما كان بتعطيل هذا العرس الديمقراطى، وأود أن أناشد المواطنين النزول بكثافة عالية دون خوف حتى نعبر هذه المرحلة الفارقة فى حياتنا.
* أخيراً، متى ستعودون إلى مبنى مديرية الأمن؟
- شركة المقاولون العرب، التى تتولى أعمال الترميم، قالت إن المبنى سيكون جاهزاً بعد 6 أشهر من الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.