أشارت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة لشؤون البيئة، خلال بيانها الذي أعدّته للوزارة حول "جهود الرصد للطيور المهاجرة بمصر منذ الثمانينات وأوائل التسعينيات"، إلى أن الاستراتيجية العالمية لحماية الطيور تندمج في 3 عناصر أساسية أولها حماية الأنواع الفردية من الطيور وتشمل تحديد كل الطيور البرية العالمية وإصدار قوائم ولوائح لأوضاعها حسب المعايير الدولية. وثانيًا حماية المواقع المهمة للطيور وتشمل تحديد كل المواقع المهمة للطيور على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية، وثالثًا حماية البيئة العامة للطيور وتشمل تحديد الآثار السلبية التي تتعرض لها الأنواع المختلفة والإجراءات اللازمة لحمايتها على كل المستويات وإيجاد سبل التعاون والتنسيق لتحقيق حماية وإدارة أفضل للأنواع. وأوضحت وزيرة البيئة، في بيانها، أنه يوجد في مصر حوالى 150 نوعًا من الطيور المقيمة والباقي إما مهاجرة أو زائرة شتوية، ويوجد في مصر أنماط مختلفة من البيئات الطبيعية المتناقضة بين وادي النيل والدلتا من جانب والصحاري المحيطة بها من جانب آخر، وتقع مصر في قلب واحدة من أكبر المساحات الجافة في العالم ولكن جغرافية وتضاريس مصر سمحتا بوجود اندماج فريد من البيئات الطبيعية. وأضافت أنه يوجد طيور مقيمة بكثرة في جبال سيناء والصحراء الشرقية وهي غالبًا طيور المناطق شبه الصحراوية وقليل من الطيور الجبلية، كما يوجد كثير من أنواع الطيور الجارحة، ويوفر البحر الأحمر بيئة طبيعية مناسبة لأنواع الطيور المائية والطيور البحرية، وتستوطن الطيور المكيفة لحياة الصحراء مساحات واسعة من الصحاري المصرية تكيفت لتعيش أقصى الظروف الصحراوية. وقالت الوزيرة إن الموقع الجغرافي الفريد لمصر كجسر بين ثلاث قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا هو سبب تركّز ملايين الطيور المهاجرة في هذه المنطقة، ففي كل خريف وربيع تمر ملايين الطيور المهاجرة عبر مصر قادمة من مواطنها الأصلية خاصة من الدول الإسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبريا ووسط آسيا وذلك في طريقهم من وإلى شرق وجنوب أفريقيا. وذكرت إسكندر، في بيانها، أن الطيور المحلّقة مثل البجع الأبيض واللقلق الأبيض والطيور الجارحة الكبيرة لها طرق واضحة للهجرة مستخدمة تيارات الهواء الدافئة الصاعدة المناسبة للتحليق، ولما كانت هذه التيارات الهوائية الدافئة لا تتكون فوق الماء فقد بحثت الطيور عن معابر قصيرة فوق المياه وبالطبع أصبح البحران المتوسط والأحمر يمثلان حاجزاً للطيور المحلقة، لذلك فإن كثيراً من الطيور المحلقة قد تركزت في سيناء كمنطقة اتصال بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وفي الشتاء تستضيف مصر كمية هائلة من الطيور بصفة خاصة الطيور المائية حيث تمثل بحيرات شمال الدلتا مأوى رئيسيًا لأنواع عديدة من البط والطيور المائية الخواضة المشتية بمنطقة البحر المتوسط.