اشتعل الصراع داخل ما يسمى ب"تحالف دعم الشرعية"، المؤيد ل"مرسي"، وشهد حالة انقسام حادة بين قيادات "التحالف"، حول رفض المبادرات التي طرحت للجلوس مع النظام لحل أزمة "المعزول" وبين التهدئة مع السلطة الحالية والتخلي عن "التنظيم"، خصوصًا بعد مطالبة قيادي بالتحالف، القيادات الإسلامية الاعتراف ب"خارطة الطريق" والتهدئة مع النظام. وقالت مصادر سلفية، ل"الوطن"، إن محمد زايد، الأمين العام لحزب الوسط، طالب الإخوان بالتخلي عن الشرعية الممثلة في "مرسي" وإنه لابد من الجلوس للحوار ولا سبيل غير ذلك، مشيرًا إلى أن الوسط أكد على ضرورة قيام الإسلاميين بذلك حفاظاً لهم، وأوضحت المصادر أن التحالف يشهد انشقاقات كثيرة وإضرابات داخله وداخل تنظيم الإخوان، وقال عمر فارس، أحد الكوادر الشبابية في جماعة الإخوان المسلمين، إن هناك قيادات من التحالف الوطني لدعم الشرعية أخبرته أن التحالف وافق بالإجماع - بما في ذلك قيادات الإخوان - على التنازل عن التمسك بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم مرة أخرى ولكن غضب شباب الإخوان وهجومهم الشديد على التحالف تسبب في تراجع القيادات عن ذلك. فيما أقر مصطفى السيوطي، أحد شباب الإخوان، بوجود خلافات حادة بين قيادات التحالف جراء رغبة حزب الوطن السلفي وتنظيم الجهاد الدخول في تفاوضات مع القوات المسلحة حول الأزمة السياسية ولكن قيادات الإخوان تتخوف من شبابها حال الإقدام على التفاوض. وقالت مصادر إخوانية، ل"الوطن"، إن هناك عددًا من الأحزاب هددت بالانسحاب من التحالف على خلفية أزمة المبادرات الأخيرة ل"بشر"، مشيرًا إلى أن البعض يرى أن "التنظيم" يستغل أحزاب التحالف لإعطاء غطاء سياسي لقضية "مرسي"، الأمر الذي وصل إلى توريطهم في أعمال العنف التي تشهدها البلاد بشكل قد يهدد بقاء الأحزاب في الحياة السياسية من الأساس. من جانبه، بدأت الجماعة الإسلامية في الانسحاب من جانب الإخوان، وقال خالد الشريف، القيادي بحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، إنه على القوى السياسية والحكومة، عقد هدنة سياسية وإجراء حوار وطني جاد لإخراج مصر من حالة الاقتتال والصراع الداخلية، مضيفاً: "على الإسلاميين الاعتراف بشرعية 30 يونيو، فالوطن تسيطر عليه أجواء الانتقام ويسوده الانقسام والاستقطاب ما يستوجب من الجميع خلع رداء الحزبية والانتماءات السياسية والجلوس على مائدة الحوار بعد أن أصبحت دماء المصريين تسيل في كل مكان، فعلى الإسلاميين تجميد المظاهرات طوال فترة الحوار أملاً في تهدئة المناخ والأجواء لإجراء حوار مثمر بين الجميع". وأكد الدكتور مجدي قرقر، القيادي بحزب الاستقلال وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، أن حل الأزمة السياسية يأتي من خلال الاستفتاء والاختيار الديمقراطي وليس بحشد الملايين هنا وهناك.