رغم أن رانيا يوسف كانت تصور دورها فى مسلسل «خطوط حمرا» وسط أجواء شخصية صعبة، ومع حالة من الانهيار الكامل لحياتها الشخصية، وطلاقها من زوجها، إضافة إلى اتهامها بقضية حيازة المخدرات الشهيرة، فإنها استطاعت الفصل بين حياتها الخاصة وعملها الفنى، وقدمت دورا مميزا نال الرضا والاستحسان والإشادة، لا على مستوى الجماهير فقط، ولكن على المستوى النقدى أيضا. حول دور «حكمت» فى «خطوط حمرا»، وإلى أى حد يتطابق مع شخصيتها، وكيف ساعدها فى حياتها الخاصة، ورأيها فى أداء نجمى العمل أحمد السقا، والأردنى منذر رياحنة، يدور هذا الحوار الحميم والصريح مع رانيا يوسف. * منذ أن سطع نجمك الفنى انقلبت حياتك الشخصية رأسا على عقب فهل تعتقدين أنك غير محظوظة؟ - لا، فأنا مقتنعة تماما أن الله لا يعطى كل شىء للإنسان، وقد منحنى من قبل نجاحا وسعادة فى حياتى الشخصية مع تراجع فنى، والآن أعطانى نجاحا وتحولا فنيا مع انهيار لحياتى الشخصية، وفى كلتا الحالتين أنا راضية والحمد لله على كل شىء. * ولو اعتبرنا أنك تملكين الاختيار هل كنت ستختارين النجاح الفنى أم النجاح الأسرى؟ - كنت سأختار النجاح على المستويين بشكل وسطى، فخير الأمور دائما هو الوسط. * غيرت جلدك تماما بتقديمك دور «حكمت» هل جاء هذا الاختيار بالصدفة أم أنك كنت حريصة عليه؟ - لا طبعا كنت حريصة عليه، لأنى رفضت العديد من أدوار البطولة المطلقة التى عرضت علىّ، لأنى لم أجد فيها أى شىء مختلف، ليجذبنى ويكون فيه تحد حقيقى، بالإضافة إلى أن الإنتاج أيضا لم يكن قويا، فاعتذرت عن عدم تقديمها جميعا، ولم تفرق معى البطولة المطلقة بقدر ما كانت تفرق معى فكرة أنى أدخل فى عمل إنتاجه قوى وورقه قوى، فاخترت البطولة الجماعية وقبلت أداء دور «حكمت»، أيضا كان من المفترض أن أدخل تصوير بطولة فيلم «الزوجة الثانية»، ولكن شركة الإنتاج لم يسعفها الوقت ولم توفر الأمور المادية المناسبة. * هل الشخصية التى قدمتها كانت مكتوبة هكذا على الورق أم أنك أدخلت عليها تعديلات شكلية وصلت لهذه الدرجة من الإتقان؟ - لا أنا قدمت «حكمت» بالشكل الذى كانت مكتوبة به، لأنى اقتنعت بها جدا ووجدتها مصاغة بحرفية عالية، ومعنا مصحح لهجة صعيدية هو الذى أفادنى كثيرا فى نطقى للحوار. * هل إتقان الدور متعلق بالتقمص والتفرغ لشخصية واحدة؟ - إلى حد كبير جدا، لأنى تقمصت وأحببت «حكمت» لدرجة أنى كنت أحلم بها فى نومى، لأنها مثال للست المصرية الجدعة الحقانية بعنف، وهذا نموذج أنا أحبه، و«حكمت» ساعدتنى كثيرا فى الظروف الصعبة التى أمر بها مع طليقى، ومنها تعلمت كيف أواجهه وأكون قوية ولن أترك حقى منه. * هل كنت تحتاجين أن تكونى «حكمت» حتى تستطيعى التعامل مع طليقك عمرو الشبراوى.. ألم تصلح شخصيتك الحقيقية لهذه المواجهة؟ - لا «رانيا» لا تصلح لمواجهة طليقى، وكان يجب أن تتعامل معه «حكمت» لأنها قوية حتى فى عز لحظات ضعفها. * إذن أخبرينى ماذا ستفعل «حكمت» مع طليقك عمرو الشبراوى؟ - ضاحكة: لا أريد حرق الأحداث، ولكنها ستنتقم منه وستجعله يدفع ثمن كل خطأ ارتكبه فى حقها، وإذا أراد عمرو الشبراوى أن يعرف ماذا سأفعل فيه فليتابعنى فى مسلسل «خطوط حمرا». * أفهم من ذلك أن «حكمت» هى رانيا يوسف مع إضافة تعديلات بسيطة؟ - فعلا.. فقد صدمت فى زوجها مثلى، وتنتقم منه مثلما سأنتقم أنا من طليقى، وبقربها منى وجدت نفسى أستمد نفس انفعالات الإحساس بالظلم والقهر التى وضعنى فيها طليقى. * تردد أنك تزوجت من عمرو الشبراوى بعد طلاقك مباشرة من محمد مختار نكاية فيه وهى الخطوة التى دفعت ثمنها بعد ذلك؟ - لا طبعا تزوجت «الشبراوى» سريعا ليس كيدا فى «مختار»، ولكن لأنى أخاف من كلام الناس، وأخاف على سمعتى، وسمعة بناتى من الأقاويل والتلسين فى أوساط النميمة، وقد دفعت الثمن غاليا بسبب هذا التسرع. * هل أحسست بقسوة وتحامل الرأى العام عليك عقب الإعلان عن ضبط مخدرات بسيارتك؟ - لا أبدا.. لأن المشاكل كانت معروفة للجميع، وكنت قد حررت قبلها محاضر فى الشرطة لطليقى بعدم التعرض، وذكرت فيها التهديدات التى كان يوجهها لى، وبالتالى كان من المتوقع أن يحدث ما حدث. * عودة إلى دورك فى «خطوط حمرا» الفنان الأردنى منذر رياحنة أدى أداء كاسحا فى المسلسل، وأكد بعض النقاد أنه تفوق على «السقا» نفسه، ولك مشاهد عديدة معه فى المسلسل، ألم تخشى أن تطغى نجوميته عليك؟ - هو ممثل مختلف وموهوب جدا، ولكنى أرى أن هذا حال أى وافد جديد يأتى إلى مصر، فمثلا جمال سليمان عندما جاء وقدم «حدائق الشيطان» كان الجمهور منبهرا به لدرجة كبيرة، ومع الوقت المسألة أصبحت فى شكلها الطبيعى، فنحن شعب يتنبه لكل جديد يقدم أداء مميزا، ولكن فى النهاية «السقا» فى مكانه قدم أداء قويا وهو نجم وله استايل، و«منذر» فى مكانه قدم أداء قويا، وأنا تقمصت «حكمت» لدرجة خيالية كما وضحت من قبل، وعموما النجاح فى النهاية هو نجاح للعمل ككل. * ما أصعب المشاهد التى قابلتك أثناء التصوير؟ - جميعها مشاهد صعبة وكانت تحتاج لتركيز عال جدا لأن «حكمت» عندها مراحل تحول كثيرة، أولا لأنها تتزوج من شخص لا تعرفه أو لا تحبه، لا لشىء إلا أن يحميها ويرد لها ورثها، ثم تدخل فى مرحلة «ثأر» بعد مقتل أخيها، ثم تجد نفسها بمثابة أب روحى للعائلة، وفى كل موقف توضع فيه تجد نفسها على قدر المسئولية. * هل يمثل لك التصوير فى رمضان مشكلة؟ - أنا معتادة على هذه الأجواء منذ صورت مسلسل «عائلة الحاج متولى»، ومشكلتى الوحيدة هى السهر لأنى عادة أنام مبكرا. * أخيرا ما جديدك السينمائى؟ - تعاقدت على بطولة فيلمين أحدهما «هز وسط البلد» مع إلهام شاهين، ولكنى لا أعرف هل سننفذهما الآن أم لا فى ظل الظروف السياسية التى يمر بها البلد، ووصول الإخوان إلى الرئاسة.