فى فجر 29 يناير 2011 هرب محمد مرسى من سجن وادى النطرون مستغلاً حالة الانفلات الأمنى وعمليات اقتحام السجون التى أعقبت جمعة الغضب، وبعد أقل من 3 سنوات عاد مرسى إلى السجن، أمس، بقرار المستشار أحمد صبرى يوسف، رئيس محكمة جنايات القاهرة التى تنظر محاكمة الرئيس المعزول و14 قيادياً إخوانياً فى قضية التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية. وقررت المحكمة فى ختام جلسة أمس تأجيل القضية إلى 8 يناير المقبل. وقال مصدر أمنى مسئول فى وزارة الداخلية إن المعزول سيحضر الجلسة القادمة مرتدياً ملابس الحبس الاحتياطى البيضاء وليس ملابس مدنية كما حدث فى جلسة الأمس. وأضاف ل«الوطن»: «كان لا بد أن يحضر مرسى رغماً عنه مرتدياً ملابس بيضاء كأى متهم آخر، وهو ما سنفعله معه فى الجلسة القادمة». ونُقل المتهم، عقب الجلسة، بطائرة إلى سجن برج العرب بالإسكندرية. وكانت بدلة مرسى الزرقاء أثارت جدلاً واسعاً، خاصة بعد قرار رئيس المحكمة رفع الجلسة لإلزام المتهم بارتداء ملابس الحبس الاحتياطى. وقال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إن أجواء محاكمة المعزول محمد مرسى كانت هادئة، وإن اليوم مرّ بسلام، مؤكداً أن الاستعداد الجيد من الأجهزة الأمنية المشاركة فى عمليات التأمين وتأهب رجال الشرطة فى المحافظات وحمايتهم لجميع المنشآت ساعد على الظهور بهذا الشكل اللائق والمحترم من جميع أجهزة وقطاعات الوزارة. وأضاف أن الإخوان فقدوا قدرتهم على الحشد بعدما تجمع العشرات أمام مقر المحكمة وبدأوا توجيه السباب والشتائم للقوات التى رفضت الانجراف خلف محاولات الإخوان لجرّهم نحو العنف. وامتثل المعزول للمرة الأولى فى قفص الاتهام، وقاطع رئيس المحكمة قبل أن يبدأ الجلسة، قائلاً: «أنا الرئيس الشرعى للبلاد. وأنبّه الجميع أننى هنا بالقوة. وأنا أربأ بالقضاء المصرى العظيم أن يكون فى يوم من الأيام غطاء للانقلاب. والانقلاب خيانة. وأنا الرئيس الشرعى للبلاد وأطالب المحكمة بالإفراج عنى من هنا». وأشار مرسى بيديه بعلامة رابعة، وتبعه البلتاجى والعريان وأحمد عبدالعاطى وأسعد الشيخة، حيث ظهروا جميعاً مرتدين الملابس البيضاء الخاصة بالحبس الاحتياطى، فيما عدا مرسى والشيخة، وقابلهم محامو المتهمين بالهتافات المؤيدة لهم، ومنها «يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا فى دولة مش فى معسكر»، و«الشعب يريد تأييد الرئيس.. والشعب يريد دستور الرئيس»، و«الشعب يحيّى صمود الرئيس» ورد عليهم المدعون بالحق المدنى وصحفيون: «إعدام يا مرسى.. إعدام يا مرسى». وبالتزامن مع جلسة المحاكمة، نظم الإخوان مسيرات فى القاهرة وعدد من المحافظات، واشتبكوا مع المواطنين، خاصة أمام دار القضاء العالى وفى الإسكندرية، وحاولوا تعطيل المرور، غير أنهم فشلوا فى تنفيذ خطة «شل القاهرة» مرورياً.