في جلسة صاخبة, شهدت جلبة وفوضي وصياحا واشتباكات, قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف, تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 آخرين, من قيادات الإخوان في قضية اتهامهم بالقتل والتحريض علي قتل المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية, إلي جلسة8 يناير المقبل, لتمكين المحامين من الاطلاع علي القضية, والاستعداد لها. وتم نقل الرئيس المعزول بطائرة هليكوبتر إلي سجن برج العرب في الإسكندرية, حيث ارتدي ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء بعد أن خضع لجميع الإجراءات التي تطبق علي المساجين. وقد اضطرت المحكمة إلي رفع الجلسة, والعودة إلي غرفة المداولة مرتين, نظرا للإخلال بالنظام, حيث أصدرت قرارها بالتأجيل من الداخل, وأعلنه علي الحضور سكرتير الجلسة. فقد شهدت الجلسة في بدايتها أحداثا مثيرة, حيث تبادل المحامون من هيئة الدفاع عن المتهمين, مع بعض الحاضرين السباب والاشتباك, وردد كل طرف الشعارات المؤيدة لرأيه, الأمر الذي تسبب في رفع الجلسة بعد عشر دقائق من بدئها. وقررت المحكمة رفع الجلسة للمرة الثانية, بعد أن أصر الرئيس السابق علي التحدث من داخل قفص الاتهام, ومقاطعة سيرها, وترديد عبارات, وصف فيها نفسه بأنه الرئيس الشرعي للبلاد, كما وصف المحاكمة بأنها تجري في ظل ما سماه الانقلاب. وكان ثمانية من المتهمين في القضية قد أودعوا قفص الاتهام في الساعة التاسعة والنصف صباحا, بينما تم إيداع الرئيس المعزول القفص الساعة العاشرة والنصف, حيث بدأت الجلسة بعد ذلك بخمس دقائق. وظهر المتهمون مرتدين ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء, عدا مرسي الذي ارتدي بدلة كحلية اللون وقميصا أبيض, وفور دخول المتهمين قفص الاتهام رددوا هتافات معادية للقوات المسلحة, وتفاعل معهم بعض الموجودين في القاعة, بينما رد عليهم عدد من الحضور بعبارات مناهضة لتنظيم الإخوان. وقد بدأ رئيس المحكمة الجلسة قائلا: إن الأمر كله لله, وكان أمر الله قدرا مقدورا. وسارع الرئيس المعزول بالتحدث بصوت عال من داخل قفص الاتهام قائلا: إن ما يحدث الآن هو غطاء للانقلاب العسكري, وأحذر الجميع من تبعاته, وأربأ بالقضاء المصري العظيم أن يكون غطاء للانقلاب العسكري. كما حاول المتهمون مقاطعة حديث رئيس المحكمة بترديد الهتافات, وأعلنوا رفضهم المحاكمة, وقال المتهم محمد البلتاجي: هذه مهزلة وليست محاكمة. وأثبتت المحكمة حضور المتهمين المحبوسين احتياطيا, وعند النداء علي الرئيس المعزول, أجاب قائلا: أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية, وأنا محبوس بسبب الانقلاب, ورئيس جمهورية مصر موجود في هذا المكان قسرا وبالقوة, وهذا يمثل جريمة, علي حد تعبيره. وعقب تلاوة المستشار عبدالخالق عابد المحامي العام الأول للمكتب الفني للنائب العام أمر الإحالة المتضمن الاتهامات المسندة إلي المتهمين, واجه رئيس المحكمة كل متهم بالاتهامات المسندة إليه لمعرفة موقفهم من الاتهامات, غير أنهم رفضوا الإجابة, وقرروا أن المحاكمة غير شرعية. وسأل رئيس المحكمة الرئيس المعزول عما إذا كان يوافق علي توكيل الدكتور محمد سليم العوا محاميا عنه, غير أن مرسي رفض الإجابة, واكتفي بترديد عبارات: أنا الرئيس الشرعي.. والمحاكمة باطلة. وعلي جانب آخر, أكد مصدر أمني رفيع المستوي بوزارة الداخلية وصول الرئيس المعزول إلي مقر محبسه بسجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية. وأوضح أنه فور هبوط المروحية التي كانت تقله بمهبط الطائرات بسجن برج العرب, تم اقتياده علي الفور إلي مقر محبسه, وسط إجراءات أمنية مشددة. ومن ناحية أخري, أكد مصدر أمني نقل كل من المتهمين أسعد الشيخة, وعصام العريان, ومحمد البلتاجي, وجمال صابر, وأحمد عبدالعاطي, وأيمن عبدالرءوف وعلاء حمزة, إلي منطقة سجون طرة بسيارات مدرعة ترافقها عربات مصفحة وسط إجراءات أمنية مشددة.