معوقات كثيرة ومتعددة تواجه أداء شرطة المرور، وتحول دون انتظام حركة سير السيارات، وانسيابها، نتيجة وجود مواقف لسيارات الأجرة، وأماكن انتظار عشوائية، وأسواق للباعة الجائلين، إلى جانب السلوك المعيب لبعض سائقى السيارات داخل القاهرة الكبرى، والمحافظات، ما أدى لتفاقم الزحام على مدى السنوات الثلاث الماضية، وأسهم فى الارتباك والفوضى والتكدس المرورى، وانتهى لحقيقة أن اجتياز أى مسافة بات يحتاج لعشرة أضعاف المعدل الطبيعى لها من الوقت. «الوطن» حاورت اللواء حسن البرديسى، مدير مرور القاهرة، لاستطلاع موقف وزارة الداخلية وإدارة المرور من سبل مواجهة هذه الأزمة. ■ كيف ترى حالة المرور فى ظل الانفلات والإهمال الذى يسود الشارع منذ ثورة يناير؟ - هناك مشكلة مرورية، لكن أستطيع أن أؤكد أن القاهرة ستكون بخير من الناحية المرورية، المرور فى القاهرة يدفع ثمن عصر فساد المحليات، وتراكمات سنوات زمن الرشاوى، والمحسوبيات، والفساد، العمارات، وناطحات السحاب ارتفعت بشكل جنونى يصل إلى أكثر من 12طابقا، لا يتناسب مع عرض الشوارع، أنشئت دون جراجات، والثمن معروف، تخصيص طابق بالعمارة المخالفة كرشوة لمهندس فاسد فى إدارة التنظيم بالحى كى يغض البصر، ولفاسد فى إدارة الكهرباء لتوصيل التيار، ولثالث فى مرفق المياه لتوصيل المياه، واستمر هذا النمو السرطانى للعمارات، والأبراج المخالفة، والبركة فى موسم الانتخابات، حيث كان الحزب الوطنى يتغاضى عن كل المخالفات، وعن طريق فساد المحليات أيضاً تحولت الجراجات أسفل العمارات إلى محلات، ومخازن، وتسببت فى الازدحام، والتكدس المرورى، تصميم الكبارى به أخطاء فنية جسيمة من الناحية المرورية، فكوبرى أكتوبر الذى يعد أكبر شريان بطول 18 كيلو مترا يربط شرق القاهرة بغربها حتى الجيزة، يوجد به العديد من الأخطاء الفنية، وطريقا المحور وصلاح سالم بهما العديد من الأخطاء، عمليات الرصف التى كانت جميعها غير مطابقة للمواصفات، بفعل السرقة التى كانت تتم عن طريق المقاولين، والمهندسين المرتشين، كانت تتسبب فى خلع، وتلف الطبقة الأسفلتية بعد ساعات من انتهاء عمليات الرصف دون محاسب أو رقيب، لأن الكل اقتسموا غنيمة السرقة، والنهب. والسبب الثانى هو السلوك ولكى نحل المشكلة المرورية نعتمد على 3 أضلاع، الضلع الأول الإنسان، وكل إنسان عليه واجب ومنهم فرد الشرطة القائم على تنظيم حركة المرور، والضلع الثانى عنصر الطرق لأنه لو كان الطريق ممهدا سيكون المرور به سيولة، والمطبات وأعمال الحفر كلها تعمل على تعطل حركة المرور. أما الضلع الثالث فهو المركبة، ولدينا مركبات كثيرة متهالكة وتنتج عن ذلك أعطال مستمرة تتسبب فى توقف حركة المرور، وتنبعث عنها عوادم كثيرة تضر بصحة المواطنين، ولا أحد يهتم بعمل الصيانة لسيارته. ■ هل مشكلة المرور ترجع لقصور فى القانون أم لعدم إمكانية التطبيق؟ - بالفعل القانون به ثغرات، تحصرها إدارات المرور حاليا لعرضها، ومطلوب من مجلس الشعب القادم، مناقشة جميع مواد قانون المرور، وتعديل المواد المعيبة التى تصطدم مع آمال، وأحلام المواطنين، لأن قانون المرور من القوانين التى تمثل عصب الحياة للمواطن، قانون المرور لا بد أن يكون محددا، ومخالفاته محددة، حيث توجد مواد فى القانون القديم أضحوكة، خاصة فيما يتعلق بالحدين الأدنى، والأقصى للمخالفات، وهذا ليس له وجود فى أى دولة فى العالم إلا فى مصر، إذ لا يوجد معيار للتمييز بين الحدين الأدنى، والأقصى للمخالفات، فتوجد مخالفة سرعة مثلا 300 جنيه وأخرى 500 جنيه، ولا بد أن تكون مخالفة المرور واضحة ومحددة، بينما التعديلات التى أجريت على القانون القديم، للأسف الشديد، كانت غريبة، هناك مخالفات جسيمة عقوبتها بسيطة ومخالفات بسيطة عقوبتها مغلظة، ونحن الآن ضد العقوبة المغلظة التى لا تطبق، فلماذا نضع نحن 20 ألف مخالفة ونضع لها عقوبات متعددة؟ لا بد أن يصل مفهوم المرور لجميع الفئات، المتعلم، والجاهل وكل فئات المجتمع. ■ متى ستجرى إزالة الكتل الخرسانية من ميدان التحرير؟ - قرار إزالة الكتل الخرسانية من ميدان التحرير ليس قرار المرور فقط، بل عدة جهات، لأنه قرار أمنى قبل أن يصبح مروريا، ونتمنى إزالة الكتل الخرسانية من ميدان التحرير اليوم قبل الغد، لأنه يساعدنا فى التغلب على التكدس، والاختناق فى منطقة وسط البلد. ■ وماذا عن الحملات المرورية فى القاهرة؟ - رجل المرور يبدأ عمله بتسهيل وصول المواطنين إلى أعمالهم، ويبدأ من السادسة صباحا، وحتى التاسعة، ليصل الطلاب إلى مدارسهم والموظفون إلى أعمالهم، تليها فترة هدوء فى الشارع، وفى هذه الأوقات يبدأ رجال المرور، كل فى موقعه، تنظيم حملات مصغرة، حتى فترة الذروة، وعودة الطلاب، والموظفين إلى منازلهم، بعدها يبدأ رجل المرور حملته فى ضبط المخالفات، والدليل على ذلك تحرير مليون، و600 ألف مخالفة العام الماضى، وضبط 12 ألف دراجة بخارية، وهذا أكبر دليل على الحملات المستمرة لرجال المرور. ■ ما خطتكم للتغلب على مشكلة المرور فى القاهرة؟ - وضعنا خطة للخروج من الأزمة، تتمثل فى تركيب كاميرات مراقبة فى الميادين التى تعانى من اختناق مرورى، على عدة مراحل، الأولى تشمل 400 كاميرا، وبدأنا بتركيب 52 بتكلفة 5 ملايين جنيه، ويجرى استكمال باقى المرحلة بالتنسيق مع محافظ القاهرة، وتبين مواضع التكدس المرورى، وتعطيك الحل، كما توجد الشريحة الذكية التى توضع على أرقام السيارات، لتحرير المخالفة من خلال الكاميرات دون تدخل العنصر البشرى، كما سنستغنى عن بوابات الرسوم وما يعانيه المواطن من انتظار، حيث يقف المواطن أكثر من ساعة فى كثير من الأحيان لدفع الرسم والعبور من البوابة، ولكن فى حالة وجود هذه الكاميرات، سيجرى رصد السيارة ودفع رسم العبور من خلال دفع المخالفات آخر العام، وثانيا: توعية المواطن، حيث إننا كلنا متهمون ومجنى علينا فى موضوع المرور، متهمون لارتكابنا مخالفات يمكن عدم ارتكابها، ومجنى علينا من خلال المخالفات التى ترتكب خارج إرادتنا والناتجة عن عيوب فى الطرق والمحاور والكبارى والجراجات وأماكن الانتظار، وسنبدأ بعد إجازة العيد فى حملة مكبرة شعارها «المصرى يقدر» لتوعية المصريين. ثالثا: بتحديث السيارات، حيث إن 70% من السيارات التى تجوب الشوارع غير صالحة للاستعمال، ما يؤثر على حركة المرور بسبب الأعطال المستمرة. رابعا: الاستعانة بالجراجات الذكية مثل عدد من الدول العربية، والأجنبية التى تعانى من تكدس مرورى، ومن الممكن إقامته على 50 مترا تصلح لوقوف 40 سيارة، والجراج 4 أدوار يعنى 50 مترا تسع 10 سيارات وإذا انتشر سيحل أزمة «الركنة» التى تؤثر على حركة المرور وتعطل الشارع، وهو مربح جدا حال تنفيذه. ■ سرقة السيارات أصبحت ظاهرة بعد ثورة يناير كيف ستتعاملون معها؟ - الحالة الأمنية التى شهدتها البلاد بعد ثورة 25 يناير أدت لارتفاع نسبة سرقة السيارات فى مصر، ونعتمد فى الوصول إلى السيارات المسروقة على أساليب بدائية، وهى تتبع المجرمين المتخصصين فى هذا النوع من السرقات، وبدأنا خطوات لتركيب أجهزة «جى بى إس» لتتبع حركة السيارات المسروقة، خاصة أن أسعار التكلفة أصبحت متاحة للجميع، وسنبدأ بسيارات الشرطة أولا وبعد ذلك سيجرى تعميمها على كل السيارات، حتى نتمكن من القضاء على السرقات التى أصبحت ظاهرة يعانى منها المواطن المصرى. ■ كثير من المواطنين يشكون من صعوبة استخراج رخص القيادة فكيف يمكن التخلص من هذه الشكوى؟ - كل يوم هناك جديد فى إدارة مرور القاهرة، وكما حدث فى الرخصة المصرية من تقنيات عالية جعلتها مؤمنة ومحدثة وأصبحث فى مصاف الرخص الدولية، فسنقدم خدمة جديدة للمواطنين فى القريب العاجل وهى سيارات مجهزة ومعتمدة توجد فى الأماكن البعيدة، والطرق السريعة، لفحص السيارات وترخيصها.