قال الله تعالى: (قُلْ إنَّ صَلاتى ونُسُكى ومَحْيَاىَ ومَمَاتى للهِ ربِّ العالمينَ، لا شريك له)، الأنعام: 162- 163. الخطاب فى الآية الكريمة للنبى (صلى الله عليه وسلم)، وهو خطاب عامٌّ لكلِّ المسلمين، وهكذا ينبغى أن تكون جميع أعمالنا وأفعالنا لخالقنا سبحانه، ولا نصرف شيئاً من العبادة والقصد والتوجُّه إلا له -جَلَّ وعزَّ-؛ فلا ندعو إلا الله، ولا نسأل إلا الله، ولا نذبح إلا لله، ولا نتوكل إلا على الله، ولا نطوف إلا ببيت الله؛ وبهذا يتحقق المفهوم الشمولىُّ المتكامل للعبادة فى دين الإسلام، فالدين كلٌّ لا يتجزَّأ. وفى الصحيح من حديث علىٍّ (رضى الله عنه) أنَّ النبىَّ (عليه الصلاة والسلام) كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجَّهتُ وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين. إنَّ صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربى وأنا عبدك، ظلمتُ نفسى، واعترفتُ بذنبى فاغفر لى ذنوبى جميعاً؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدنى لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت، واصرف عنى سيئها لا يصرف عنى سيئها إلا أنت، لبَّيك وسعديك، والخير كله فى يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك». وما خسر المسلمون إلا حينما كانت الحياة لغير الله؛ ويا لله! كم من صنوف العبادة تُصرف لغير الله: من دعاء، واستغاثة، وذبح، وطواف، وغير ذلك! ولهذا يجب أن تكون القضية العظمى التى يُعنى بها الدُّعاة والمصلحون هى: الدعوة للإسلام النَّقى المُصفَّى القائم على التوحيد الخالص، بعيداً عن الشِّرك؛ لنقول مقولة عباد الله المؤمنين على مَرِّ العصور والسنين: (قُلْ إنَّ صَلاتى ونُسُكى ومَحْيَاىَ ومَمَاتى للهِ ربِّ العالمينَ، لا شريك له). اللهمَّ أحينا مسلمين، وتوفَّنا مسلمين، واحشرنا مع عبادك الصالحين.