منذ اللحظة الأولى لإطلاق شرارة البدء في العملية الشاملة التي تشنها القوات المسلحة والشرطة "سيناء 2018"، وتتوالى مبادرات أهل سيناء لمساندة رجال الأمن في حربهم الشرسة ضد الإرهاب، كُلٌّ يستغل خبرته في خدمة الأهالي قدر المستطاع حتى الوصول إلى الهدف المنشود وإعلان سيناء خالية من الإرهاب. وكانت وزارة التربية والتعليم، علقت الدراسة بمحافظة شمال سيناء، تضامنًا مع جهود القوات المسلحة لمكافحة الإرهاب بالمحافظة، وحرصا على حياة الطلاب والمعلمين، بادر عدد من معلمي المحافظة إلى التغلب على الظروف الحالية وتوصيل علمهم للطلاب مهما كانت الظروف، فتحولت الصفحات الخاصة بالمدارس والصفحات الشخصية للمعلمين إلى منصات لاستقبال أسئلة الطلبة الخاصة بشرح أجزاء من المنهج. "الصفحة مفتوحة للرد على أي سؤال في المواد الدراسية وشرح الدروس كلما أمكن"، إعلان نشرته الصفحة الرسمية لمدرسة سالم اليماني الابتدائية بمحافظة شمال سيناء، تدعو طلاب المدرسة وأولياء الأمور إلى إرسال أسئلتهم المتعلقة بشرح أجزاء من المنهج عبر صفحة المدرسة ليتم الرد عليهم، حرصًا منهم على مصلحة التلاميذ واستمرار العملية التعليمية، حسب قول برلنتي عبدالحميد إسماعيل، صاحبة الفكرة ومعلمة اللغة العربية والتربية الدينية بالمدرسة نفسها. استدنت المعلمة إلى دعوة وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، المعلمين لشرح المناهج على أسطوانات وإرسالها للمديرية لعرضها ثم إنزالها على صفحات التربية والتعليم، وحسب حديث عبدالحميد ل"الوطن"، أنا كمعلمة مؤمنه برسالتي ومن حق التلاميذ تتعلم والسنة الدراسية يستفيدوا منها وواجب عليا مؤازرة جيشنا وشرطتنا في الوقت الحالي وقررت أساعد التلاميذ بأي شكل وفكرت في شرح المناهج ونشر ملخصات على صفحة المدرسة والرد على كل أسئلة الطلبة. تعاني شبكات الاتصالات هناك من الانقطاع في بعض الأوقات، ومن هنا فكرت معلمة اللغة العربية في البحث عن بديل إلى جانب الرد على أسئلة الطلبة على صفحة المدرسة، فأعلنت أن منزلها مفتوح لأي تلميذ يحتاج إلى شرح أي جزء في منهج اللغة العربية، "مستعدة أدرس المنهج في بيتي لأي طالب لوجه الله عشان نبني بلدنا لأن التعليم بيصنع أبطال بيحبوا الوطن". لم تكتف المعلمة السناوية بنشر ملخصات المنهج على صفحة مدرسة سالم اليماني التي تعمل بها وفتح منزلها للطلاب، بل درست معنى الوطنية والانتماء للوطن لطلابها الصغار بعيدا عن منهج اللغة العربية، "عملت مباردة لشرح معنى الوطنية لبث روح الانتماء في الأطفال عشان يعرفوا بلدهم ويحبوها"، حسب قولها.