قال الدكتور عبدالله الدردري، مدير إدارة التنمية الاقتصادية والعولمة في "الإسكوا"، إن إيرادات النفط حافظت على مستوى مرتفع تاريخياً في ظل الربيع العربي، مما أدّى إلى خلق قطبين متباعدين للنمو هما الدول المصدرة للنفط مقابل باقي منطقة الإسكوا. وأضاف أن القنوات التي كانت تربط الدول المصدرة للنفط بباقي الدول وتؤدي إلى استفادتها من زيادة إيرادات النفط أصبحت شبه معدومة نتيجة الأزمات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي الذي يسود بعض دول المنطقة. جاء ذلك في تقرير "مسح التطورات الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الإسكوا لعام 2011-2012"، والذى حصل "الوطن" على نسخة منه. وتابع الدردري أن التقرير يستنتج أن المناخ الاقتصادي الخارجي في منطقة الإسكوا خلال 2012 كان إيجابياً، ويعود ذلك إلى أعلى مستويات شهدتها المنطقة تاريخياً لكل من إنتاج وإيرادات النفط. وأشار إلى أن الإسكوا تقدّر مجموع إنتاج النفط الخام لعام 2011 في المنطقة بحوالي 20.4 مليون برميل في اليوم بحيث يكون 16.3 منها لدول الخليج، ويتوّقع أن يرتفع مستوى الإنتاج بشكل نسبي في عام 2012 إلى ما يقارب 20.9 مليون برميل في اليوم على أن يكون 17.2 مليون برميل لدول الخليج. وقال إن الإسكوا تتوقّع أن تحافظ أسعار النفط الخام على هامش مرتفع خلال 2012، مع انخفاض نسبي ليبلغ سعر البرميل الواحد مائة دولار لعام 2012. وأشار إلى أن انخفاض تدفقات رؤوس الأموال داخل المنطقة يتجلّى عبر الركود المرصود في تراكم احتياطي العملات الأجنبية، وبالتالي فإن الحصانة الاقتصادية التي تمتّعت بها منطقة الإسكوا في مواجهة الأزمة العالمية خلال فترة 2008-2009 عبر تراكم احتياطي العملات الأجنبية قد تلاشت خلال 2011، مضيفاً أنه خلال هذه الفترة أظهرت المزيد من الدول مثل مصر وسوريا والسودان واليمن هشاشة مالية قد تؤدي إلى حصول كارثة في ميزان المدفوعات. وفيما يتعلّق بنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2011، قال الدردري إن التقرير يتوقّع أن ينخفض معدله من 5.7 بالمائة في عام 2010 إلى 5.1 %، مضيفاً أن دول الخليج ستشهد ارتفاعاً في معدل نموه ليبلغ 6.3 % مقارنةً بمعدل 5.7 % عام 2010، وسيحافظ العراق على أعلى معدل هو 9.6 %. أما الجزء الآخر من منطقة الإسكوا والذي يضم كل من مصر والأردن ولبنان وفلسطين والسودان وسوريا واليمن، قال إن معدل النمو بلغ 0.8 % مقارنة ب 5.3 % لعام 2010، ويتوقع التقرير أن يستمر هذا الشرخ بين مجموعتي الدول خلال عام 2012، حيث يكون معدل النمو في دول الخليج 4.5 بالمائة وفي العراق 10.5 % أما باقي دول المنطقة فلن يتعدى معدل النمو فيها 0.6 %. واختتم الدردري:"إن التقرير يؤكد أن هذا الاستقطاب في النمو سيؤدي إلى ترسيخ حالة عدم الاستقرار المهيمنة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مع الإشارة إلى أن معدل البطالة في منطقة الإسكوا هو الأعلى في العالم. وشدّد على ضرورة إيجاد إطار تعاون إقليمي يعزز التكامل في المنطقة ويكون وسيلة لاستيعاب التحديات من داخل المنطقة نفسها.