لا تعد محاولات تنظيم الإخوان، عبر تصريحاتهم وفتاواهم الأخيرة لشق صفوف المؤسسات، خاصة الجيش وقبلها وسائل الإعلام، جديدة؛ فالدكتور محمود عزت، المرشد المؤقت الحالى، متخصص فى محاولات شق الصفوف وزرع جواسيس فى أماكن كثيرة لخدمة التنظيم. ولأن له معى حكاية سبق فيها أن هددنى هاتفيا عندما كنت أعمل فى إحدى الصحف المستقلة، أرى أن من حق القارئ الآن معرفتها، التى تعود إلى قبل عامين وشهور قليلة؛ حيث كنت أغطى مؤتمرا جماهيريا للإخوان فى إمبابة، معقل التيار الإسلامى، وتحديدا فى 14 أبريل 2011، أى بعد نحو شهرين من رحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكانت البداية حول الحديث عن سعى «الإخوان» لتطبيق الحكم الإسلامى والحدود؛ حيث سأل أحد الإخوان «عزت» حول إمكانية تطبيق الحدود، فرد عليه نصاً: «إن هذا الأمر يأتى بعد امتلاك الأرض، ولا بد أن تقام الحدود»، فذهبت ثانى يوم للجريدة وكتبت تصريحاته وكان معها تصريحات للمهندس سعد الحسينى، عضو مكتب الإرشاد وقتها، حول أنهم يمهدون مصر للحكم الإسلامى، واهتمت الجريدة بهذه التصريحات، وقبل الانتهاء من الطبعة الأولى، دق هاتفى المحمول، فإذا بمحمود عزت يتصل بى، ويقول لى: «هانى، التصريحات اللى انت ناشرها على لسانى بكرة هقاضيك لو تم نشرها، إحنا عندنا عيون عندكم وفى كل الصحف»، فرديت عليه: «كل ما قلته هو مسجل ومكتوب نصا وستتأكد بنفسك عندما ينشر بكرة»، فضعفت لهجته: «يا هانى مفيش مشكلة بينى وبينك، ولو عايز تعمل حوار معايا بكرة أنا جاهز، وما تسمعش كلام رؤسائك دول هيودوك فى داهية»، فعدت التأكيد عليه: «لا يوجد مشاكل بيننا وبينك، وكلامك مسجل، وإذا خرجت ونفيته سوف نبث التسجيل على الموقع»، فقال لى: «إذا لم يكن دقيقا سوف أقاضيك».. وانتهت المكالمة، وبالطبع قمت بتسجيلها وعرضتها على أحد مديرى التحرير وقتها، وعرفت أن كادرا إخوانيا من داخل الجريدة قام بإبلاغ «عزت» بنشر هذه التصريحات التى تكشف عن عزم ما تفعله «الإخوان» فى مصر وسعيها لامتلاك الأرض -أى الوصول للحكم- قبل وصولهم له بعام. وفى اليوم التالى، تقدم «عزت» ببلاغ للنائب العام ضدى، وقمت ببث التسجيل على موقع الجريدة الإلكترونى، وكانت المفاجأة أن موقع «إخوان أون لاين» بث فيديو لكلمة «عزت» يؤكد صحة ما نشرته الجريدة، وحُفظ بعد ذلك البلاغ. ولا يعرف الإخوان أن محاولاتهم لشق صفوف المؤسسات أو تخيلهم أن هناك أفرادا أو جنودا سينقلبون على قادتهم، هى محاولات رخيصة ستفشل؛ فالمرشد الهارب شخصية ضعيفة ليست قوية كما يعتقد البعض، لا يملك إلا التهديد؛ فالثعلب الماكر لم يعد «ماكرا» كما يعتقد أنصاره، وتكفيره للمجتمع وارتكاب أنصاره لأعمال الفوضى والعنف سيكتبان نهاية «التنظيم» بعد كتابة الشعب سقوط «حكم الإخوان».