عامان ونصف العام فقط، فصلا بين نهاية نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونهاية نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، ورغم ذلك ارتكب النظام الثانى نفس أخطاء النظام الأول، الغريب أن كلا النظامين سيحاكم على نفس الجرائم وهى «قتل المتظاهرين»، وفى نفس المكان وهو «أكاديمية الشرطة»، وفى نفس التوقيت خلال «الأسبوع الجارى». جلسة إعادة محاكمة مبارك والعادلى و6 من قيادات «الداخلية» عن تهم التحريض على قتل المتظاهرين، التى بدأت أمس، يتبعها محاكمة علاء وجمال مبارك بتهم الاستيلاء على أموال القصور الرئاسية غداً الموافق 19 أغسطس، وبعدها محاكمة حازم أبوإسماعيل عن جناية تزوير جنسية والدته، ويشهد 25 أغسطس محاكمة 6 من قيادات جماعة الإخوان فى جرائم قتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد. «سيبقى قفص الاتهام مكاناً وحيداً لكل من يعتدى على مقدرات الشعب المصرى، وشاءت الأقدار أن يستقبل قفص الاتهام، الذى أُعد لمبارك ومعاونيه، رجالاً من نظام الإخوان المسلمين».. تعليق خالد أبوبكر، عضو الاتحاد الدولى للمحامين، مؤكداً أن هذا القفص سيبقى عبرة لأى حاكم يحاول نهب أو سلب مقدرات المصريين. واعتبر «خالد» أن محاكمة كلا النظامين فى نفس التوقيت رسالة من الشعب للعالم أجمع مفادها أن نظرية حاكم ومحكومين انتهت، وأن الجميع صاروا أمام القانون سواء بما فيهم السلطة الحالية. وقال «عبدالمجيد» إن أخطاء «مرسى» القاتلة هى ما أوصلته إلى نفس مصير «مبارك»، ففى الوقت الذى كان من المفترض أن يقرر فيه إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد خروج مظاهرات تطالب بعزله أو حتى يعترف بأخطائه التى ارتكبها فى حق الشعب، إذا به يطلق فى خطابه الأخير إشارة إعلان الحرب على الشعب بدعوى الحفاظ على الشرعية: «سيذكر التاريخ أن من أشعل الفتنة فى مصر وجعل كرسى الرئاسة فوق الشعب المصرى ودمائه ووحدته هو (مرسى)».