صباح الخير يا " مريم " ..صباح الخير يا " سيدتي الصغيرة " ..صباح الخير على " كائن " ظني ان الزمان لم يعد يحتفظ بمثله بعد ..صباح الخير على " الكبيرة الصغيرة القوية المقاتلة " ..صباح يليق بوجهك المضيء ..صباح مثل قلبك وعقلك الذي خصه الله ب" نور من عنده " سيدتي الصغيرة ..اكتب عنك وحجرتك الصغيرة في ذهني ....وصفتيها انت ب" القصر " ..واقوال انا انها " جنة الارض " ..هذه الغرفة التي احتضنت قلبك الكبير انت ووالديك و4 بنات ..هذه الغرفة التي من عليك الله بداخلها معاني " الفخر والاعتزاز والصبر " وبها " علمك " ..علمكي ما لا تعلمين وصرتي تعلمين وغيرك لا يعلم .وهذا يا " سيدتي " مكتبك ..ومرتبك ..وهذه شهادات التقدير والشكر والثناء التي حصلتي عليها طوال السنوات الماضية ..مكتبك يا سيدتي ..خشبي ..بسيط ..متواضع ولكنها يساوي افخم قطع الاثاث ولكنه زاد عنها كثيراً وتميز ..احتضنك وشاهد هو علي تعبك وسهرك وشقاكي ..مكتب في غرفة ليس بها باب .. الباب كان والدك ..كان يجلس امام غرفتك هذه في الشارع ..وعندما كان يسأله احدا في بدايات العام :" خير يا عم سعيد " ..كان يرد ..:" مريم بتذاكر جوه "..ولم يكرروا سؤالهم ..عندما كانوا يشاهدونه في ليال الشتاء القاسية جالسا علي كرسي خشبي ..كان يعلمون انه " مريم " في " محرابها " ..وفي عقلها شيء واحد ..ليس مجموعاً كبيراً في الثانوية العامة ..كان لديها هدف :" انا عايز افرح ابويا وامي " .وهؤلاء يا سيدتي عائلتك ..هذه " سمر " شقيقتك " الكبرى التي سمعت " بكاها " قبل صوتها ..وهي تقول لك مبروووك ..وهذه شقيقتك الاصغر منك ..في " تاينة اعدادي " والتي كانت " مطيعتك " طوال العام .. تقف وتصحو وتنام علي راحتك ..وهذه امك الطيبة ..التي لم تتعلم ..ولكنها تعلم وتتيقن ان العلم هو الاساس ووقفت بقوة وثبات الي جوارك وتقول :" بنتي هتبقي دكتورة ..وترفع راس ابوها ..تتذكر كلماتك وانتي في اولى اعدادي لابوكي وانتي تقولين :" انا هارفع راسك يا ابويا ..وهاخليك تقول انا مخلف راجل .." ..قالتها مريم حينها وربما قالت لنفسها ..يحتاج ابي الي " طاقة " ..في الريف والصعيد ..يقولون الكثير عن " خلفة البنات " ..وهخليهم يحلفوا ب" خلفة البنات " . وهؤلاء يا سيدتي جيرانك ..وها قد لمحت الفرحة في عيونهم التي " لمعت " واصواتهم التي " زغردت " وقلوبهم التي " قفزت " ا..احتفوا واحتفلوا ولما لا وانت واحدة ما عائلاتهم ..او هم من عائلتك . سيدتي الصغيرة ..لا تستحقين فقط اتصالاً من وزير التعليم ..ولا تكريماً من وزيرة التضامن ..ولا دعوة من البرلمان ..ولا " ذهبا " من جواهرجي شهير ..ولا رحلة سفر تنظمها جريدة الجمهورية ..ولا حفاوة من المجلس القومي للمرأة ..ولا مقعدأً في مؤتمر الشباب الذي يعقده السيد الرئيس..تستحقين يا سيدتي ان تكوني قصة في منهج دراسي ..تستحقين ان تكوني حاضرة محفزة ل الاف بل ملايين هنا في مصر ..تقولين انه لا مستحيل مع اصرار ولا صعب مع عزيمة ولا بعيد الا قريب ..تقولين ان حبك ل " ربك " وحبه لكي " سر كبير " تعلمينه انتي فقط ..تقولين ان عشقك وطاعتك ل" والديك " ..كنزاً كبير ..تملكين انت " مفاتيحه ..وتقولين للمرة الالف ب فخر واعتزاز :"ده ابويا ..شغلته حارس عقار ". وتحكين عن ظروفك القاسية وتقولين :" انا ماعنديش ظروف ..الحمد لله انا احسن من غيري وماكانش فى اللى يعطلنى عن مذاكرتى " تقصين لهم :" انا نفسى اعمل حاجه لبلدى " وتضيفين لمن لا يصدقك :" لأ .. انا مابقولش كلام انشا البلد دى اخدت منها مدرسه مجانى وطلعت الاولى ..ولسه البلد دى هاتدينى جامعه ببلاش ..فلازم لما اتخرج اعمل اللى يساعدها " ..تروي يا صغيرتي عن والدك الذي قال" بنتى تفوقت عشان اتحدت اهلها .. انا فلاح .. وعندنا فى الفلاحين العزوه بخلفة الرجالة وانا عندى 5 بنات فكان دا مش حلو " ..وقلتي له :" والله العظيم هاثبت لك انى احسن من مليون ولد واخلى كل الناس تتكلم عنك " ..واهو ده اللي صار ..وده اللي كان يا سيدتي الصغيرة .سيدتي الصغيرة ..اقول لكي ب" لسان الابنودي " ولحن عمنا ابراهيم رجب :"قصر الوالي طبعا عالي ..مليان حتى لو الكون خاليبدهب وفروز.. و كنوز في كنوز ..وإن شبعت بطنه اليد تعوزوإن عازت يده السرقة تجوز .. يضحك نبكي إحنا طوالي ..أمال ازاي يبقى الوالي " .."وبيوت الناس.. لا حيطان ولا أساس ..ولا ليها لون ولا ليها مقاسوحيطانها طين.. أصواتها أنين ..و غناها حزين" ولم يكن والدك " والياً " ..ولكن كانت غرفته قصر ..ولم تشبع بطنه كثيرا ولا يملك كنوزا ولا قال لنفسه " السرقة تجوز " ..وكان منزلك صغيرتي حيطانه هي " الامل " واساسه هو " الصبر " ..والوانه هي " السعادة " ..ومقاسه هو " الحب ..وفي وسط الضلمة تهلي أنت..ولا نعرف مين فين أو إمتىترفعي بنيان " الغلبان " وتطاطي بنيان " الوالي" ..شكراً مريم .. شكراً سيدتي " الصغيرة الكبيرة " .