بالفيديو| في حي الحسين .. صناعة السبح "ثروة روحانية"

عم حسين: الشغل اليدوي في تطعين السبح ميعملهوش غير المصريين.. حتى الألمان ملوك المكن ميقدروش عليه

يجلس في ورشته بحي الحسين في القاهرة، ينتظر زبائنه المسافرين لأداء العمرة والحج، فيطلبون منه بضاعة لتسويقها في السعودية، ولكنها ليست بضاعة تقليدية، وتحمل الكثير من الروحانيات، إنها "السبحة"، التي ينتجها عم حسين من خامات طبيعية خالصة، وذلك بعد أن اجتاحت الصين الأسواق المصرية بسبح من البلاستيك منتجة بالملايين، ولكنهم يعجزون حسب وصفه عن فعل ما يصنعه المصريون بأيديهم.
22 سنة قضاها "عم حسين" في تلك الصنعة التي ورثها عن أبائه وأجداده، ويعلمها اليوم لأبنائه، "زمان كان الشغل على مكن من الخوص، بالأيد والرجل، ودراع المكنة كان بيتشد بحبل، وكنا ممكن نعمل في الأسبوع كله 50 حته، أما دلوقت المواتير بتيجي من تركيا ساعدتنا كتير، وفرت علينا مرحلة واحدة في عملية لف حباية السبحة وتكون مدورة"، ويتابع عم حسين حديثه " زمان كان بطيء كان هناك الكهربا قليلة، والمكن مش موجود، سواء مخرطة أو مثقاب كهربي".
"عضم الجمل، ونواة المانجو، وثمرة الكوك، وسن الفيل أو العاج "، هذه هي الخامات الطبيعية التي تصنع منها السبح حسبما يقول "عم حسين"، فيأتون بعضم الجمل ويفتتونه وبعد ذلك يتم تنعيمه وصنفرته في الورشة وخرطه إلى حبات صغيرة، أما عن أغلى الأنواع التي يصنع منها السبح فهي "العاج"، والتي تأتي من جنوب إفريقيا ولها زبونها الخاص.
"تطعين حبة السبحة بالمعدن سواء بالنحاس والكهرمان والفضة شغل ميعرفش حد يعمله في العالم غير المصريين"، هكذا يقول عم حسين عن تلك المرحلة في صناعة السبح، والتي تطلب صبر وقوة إبصار، حيث إن الحبة الواحدة تطعن بالمعدن في 150 ثقبا، الثقب قطره "نصف ملي"، مضيفا "لو الصين عرفت تعمل الشغلده هنقعد في بيوتنا، ودي رحمة ربنا علينا إننا يكون لسا لينا رزق، لأن الشغل ده محدش في العالم يعرف يعمله سواء على مكن أو يدوي غير المصريين، لا الأمريكان ولا الصنيين ولا حتى الألمان ملوك المكن".
وعن الإقبال على تعلم المهنة، قال عم حسين، "الإقبال كبير جدا، وعلمت ناس كتير وفتحوا ورش، ولكن المشكلة إن الشاب لما يتعلم الصنعة يسيب التعليم لأنه بيلاقي منها عائد مادي كويس"، متابعا حديثه "المهنة تعليمها سهل وخلال شهر تكون صنايعي وتفتح ورشة".
وحول الإقبال على الشراء، قال "قبل الثورة كان هناك إقبال كبير على منتجاتنا خاصة من الدول العربية (سوريا ولبنان والعراق وليبيا)، ولكن نتيجة للأحداث في مصر والدول العربية قل الإقبال، واعتمادنا بيكون على الناس المسافرين للعمرة، بيخدوا كميات كبيرة، ويبيعوها في السعودية، خاصة السبح المصنعة من عضم الجمل والمطعنة بالمعدن لجودتها وجمالها وندرتها".