حرفي مبدع منذ صغره، فنان يتمتع بحاسة التذوق الفني، لقب بصاحب الأنامل الذهبية، فصدر السبحة المصرية للعالم شرقا وغربا ،فضلا عن الملوك والرؤساء والمشاهير في العالم العربي. وكان اول من ابتكر سبحة ال100 مليون تسبيحة انه الحاج مرسي علي مرسي الشهير بالحاج برهان الدين الذي يبلغ من العمر 73 عاما اشهر صانع سبح بمنطقة خان الخليلي والملقب بشيخ المهنة وأحد رواد صناعة السبح في مصر، ورث مرسي المهنة عن جده فالتحق بورشة والده وهو في سن 8 أعوام وتعلم كيفية تدوير وتشكيل حبات السبحة من خلال المخرطة اليدوي ,والتي ترتفع عن الارض بحوالي 20 سم وتعمل بواسطة اليدين والقدمين من خلال تحريك القوس وتحولت مع مرور الوقت الي جزء من جسده حيث كان يجلس عليها بالساعات الطويلة، بعد فترة من عمله بالمهنة تزوج وانجب ابنيه واصطحبهما معه لكي يتعلما الصنعة، بدأ يستقل بتأجير ورشة بمنطقة "ربع السلسلة "بخان الخليلي واخذ يتوسع في تجارته من خلال سفره للسعودية لتصدير السبح فترة 40 سنة وفي لبنان وسوريا انشأ مصنعاً لصناعة السبح هناك ولكن سرعان ما عاد الي مجاورة آل البيت بسبب مشكلات هناك ، ثم اختاره محافظ البحيرة وقتها "وجيه اباظة" ضمن 5 من اصحاب الحرف للعمل بدمنهور وهناك انشأ الحاج مرسي مركزاً لتدريب الاطفال علي صناعة السبحة وبالفعل درب 120 طفلاً وفي عام 1965 بدأ يصدر السبح لافريقيا. وفي عام 1967 راودته فكرة جديدة وهي زيادة عدد مرات التسبيح علي السبحة اكثر من 99 مرة خاصة ان له العديد من الاصدقاء اصحاب الطرق الصوفية الذين يكثرون من التسبيح بشكل دائم ومستمر، فقام بعمل عداد يحتوي علي 10حبات صغيرة، كل حبة تساوي مائة تسبيحة وفي حالة جذب ال10 حبات يكون قد وصل التسبيح الي الف مرة، فنجحت الفكرة وازداد الإقبال عليها فكرر نفس الفكرة بعمل خيط آخر به 10 حبات صغيرة ومع نفس التكرار يكون المسبح قد قام بالتسبيح 100 الف مرة ثم طلبوا المزيد، فكانت فكرة عمل محبس يقوم بحبس حبة من حبات السبحة الرئيسية والحبة تساوي الف مرة وبعد 10 حبات يكون المسبح قد قام بالتسبيح مليون مرة ونفس الشيء الي ان وصل الي ال100 مليون تسبيحة واطلق عليها السبحة "الابراهيمية" نسبة الي ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام ، وعن اشكال حبات السبحة فمنها خرط البلية والكروية ، والمربعة الزيتوني، والترمس التي تشبه حبة الترمس ، وفي احيان كثيرة يصنع الحاج مرسي سبحة طولها 15او 20سم بعداد ال100 مليون تسبيحة للاطباء وغيرهم ممن يريدون ان يسبحوا بدون لفت نظر من حولهم. من اشهر زبائن الحاج مرسي الرئيس الراحل انور السادات والذي كان يفضل السبحة النجومي، وايضا الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان يفضل سبحة الكوك فضلا عن الملوك والرؤساء في البلاد العربية .كما للحاج مرسي زبائن من غير المسلمين الاجانب مثل اليونان وكذلك اصحاب الديانة البوذية والذين يتخذونها كعلاج نفسي من حركة الاصابع عليها وصوت اصطدام حبات السبحة ببعضها البعض .يضيف الحاج مرسي بأن سبحة الكوك يقوم الباعة السريحة بجمعها من الارياف ثم نقوم بتصنيعها ولقد وصل سعر سبحة الكوك في 1980 الي 5 آلاف جنيه لندرتها في هذه الفترة، الي ان تيسر الحصول عليه مرة اخري اما الآن فسعرها 7 جنيه، هذا الي جانب السبح القديمة التي يجمعها السريحة من البيوت فيرتفع ثمنها ايضا لما تحمله من روحانيات من كثرة التسبيح عليها. للحاج مرسي اصدقاء من المسلمين الاجانب الذين يحرصون كلما جاءوا الي الحسين ان يزوروه، من المانيا وفرنسا وقبرص واستراليا وجنوب افريقيا والهند. يتفنن الحاج مرسي بتصنيع حبات السبحة بخامات مختلفة مثل الصندل والعود والابنوس والكهرمان واليسر. بعد هذا المشوار الحافل يشعر الحاج مرسي بالاسي تجاه مهنته والتي في طريقها الي الانقراض لانها صنعة دقيقة تستغرق وقتا طويلا لتعلمها وإتقانها. كما تحتاج إلي حرفي مبدع فضلا عن السبح الصيني التي اغرقت الاسواق ووقفت حال التصدير .