لم يكن يعلم «مارادونا النيل»، حينما قرر مجلس إدارة «الأهلى» القيام بمذبحة النجوم الشهيرة عام 1992، أن القدر يخبئ له منصبا رياضيا رفيعا؛ فبعد نحو 21 عاماً من رحيل طاهر أبوزيد عن القلعة الحمراء، وقع اختيار الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء، عليه ليتولى حقيبة «الرياضة»، فى فترة من أصعب الفترات فى تاريخ البلاد. طاهر أبوزيد سيد عامر، صاحب ال51 عاماً، ابن مدينة البدارى بمحافظة أسيوط، مارادونا النيل وهداف مونديال 1981 للشباب، صاحب شخصية قوية لا تخضع لأى قيود؛ فهو يعشق التمرد على كل «التابوهات»، دخل فى صدام شهير مع الجنرال الراحل محمود الجوهرى، كلفه الظهور القوى فى مونديال 1990، ولم يشارك سوى لدقائق معدودة إلا أنه لم يرضخ أبداً وواصل النضال الرياضى، حتى بات أول من «تمرد» على الأسطورة صالح سليم، الذى يعد الرئيس الأبرز فى تاريخ القلعة الحمراء، ونجح فى اختراق قائمة المايسترو فى انتخابات القلعة الحمراء عام 1996، وفى الوقت الذى كان المرشح الأقوى للوصول لسدة الحكم فى الأهلى خلال المرحلة المقبلة، جاء تكليفه بوزارة الرياضة، ليتولى «المتمرد» على الفساد حقيبة وزارة الرياضة. طاهر أبوزيد وُلد موهوبا عاشقا للكرة، وهذا ما جعله مؤهلا لأن يتم اختياره للعب لفريق 13 فى مباريات الناشئين تحت سن 15 و17 سنة، وفى هذه السن الصغيرة استطاع «أبوزيد» أن يسهم خلال هذه الفترة فى فوز الأهلى بكل بطولات الناشئين وسجل بمفرده 159 هدفا. وفى عام 1979 انضم للفريق الأول وعمره لا يتجاوز 17 عاما بعد أن لفت نظر المدرب المجرى «هيديكوتى» فى مباراة الأهلى والزمالك وسجل يومها هدفى الفوز للأهلى. «أبوزيد» هو أول لاعب كرة قدم فى تاريخ مصر يتولى حقيبة وزارة الرياضة، ويعد الأشهر على مدار تاريخ هذا المنصب الرفيع، تنتظره مهمة غاية فى الصعوبة وذلك بعد حالة من الشد والجذب بين أطراف المنظومة الرياضية، أصبح الهم الأول له هو لم الشمل ورأب الصدع بين أطراف المعادلة، بجانب وضع لائحة جديدة للأندية والاتحادات، ، وإيجاد حل جذرى لأزمات الجماهير وروابط «الألتراس»، بجانب المهمة الأبرز المتمثلة فى استعادة النشاط الرياضى فى مصر لبريقه وانتظامه حتى تستعيد مصر مكانتها الرياضية وستبقى الأضواء مسلطة على ابن الصعيد طاهر أبوزيد تراقب تمرده كعادته على القيود للعودة بالرياضة إلى بر الأمان.