ندفع مهرها من دماء أبنائنا، ندفع مهرها لأن الفاشى سافك الدماء يريدها حرباً أهلية، ندفع مهرها لأن الحرية تحتاج البذل، ندفع مهرها وتدفعه أسر وبيوت فقدت عزيزها بسبب جهل وكراهية جماعة دموية تكره الحق والعدل والفضائل وتنتصر للشر والمؤامرة، كم أماً أبكيتها يا بن العياط أنت وجماعتك البغيضة؟ كم نفساً أزهقتها بسبب غبائك وجلافتك؟ كم مصرياً روعت أمنه بسبب طمع عشيرتك فى الوطن؟! دفعتنا إلى بحر الدماء ظناً أنكم على دين الإسلام الذى يحض على حرمة الدم وترويع الناس، دفعتنا إلى بحر الدماء بهوى القاتل الذى يتحرك بين جنبيك، دفعتنا إلى بحر الدماء الذى لم تره مصر فى تاريخها، ظنناك مسلما فلم نجد منك سوى مصاص للدماء محب لإراقتها، أنت وجماعتك وأنصارك وإرهابيوك، ظننا أنك ستتخلص من غباء الطاعة وجهل الخراف، لكنك خيّبت ظننا كما عودتنا طوال عام، لقد قتلت التوافق وصنعت الجريمة وستحاكم عليها، سيكتب التاريخ أنك أول رئيس أعطى تصريحا مفتوحا بقتل المصريين بعضهم البعض فى الشوارع! كنا نعلم أن مهرها غالٍ، لكن النفوس محرمة ما دامت سبل السلام قائمة، كنا نعلم أن مهرها غال، لكن خوفنا على يتم أطفال وخراب بيوت يُكرهنا على السلام، خرجنا ملايين فى كل شوارعها لندفع مهرها بالسلمية فعدنا بالدم والجثامين الطاهرة، سيسعك القبر أيها القاتل وستحاسب أمام رب السماء، ندفع مهرها لأنها تستحق منا ذلك رغم التضحيات، ندفع مهرها ويدفعه جيش عظيم وشرطة عادت إلينا، ندفع مهرها لأن الإرهابيين ظنوا أنها سهلة المنال لكنها عصية بإرادتنا وحشودنا، ندفع مهرها وسندفع ومعنا يقين برب السماء أنها محفوظة حتى لو نالت منها الملمات وتحكم فيها الفشلة العاجزون الفاشيون سافكو الدماء، يا أمهات شهدائنا معذرة فقد أوجعناكن، لكنها مصر تطلبنا فنلبى وتنادينا فنجيب وتطلب أرواحنا فنقدمها، يا أمهات شهدائنا عذرا سيقتص لكن جيش عظيم وشرطة وطنية وملايين المصريين فى الشوارع والميادين، والله سنقتص لكن من القتلة والإرهابيين حتى لو كان الثمن حياتنا، سندفع مهرها لأن الظلام لا بد أن ينقشع والجهل لا بد أن ينكسر والتسامح لا بد أن يعود والوطن لا بد أن نستعيده، عام تاه فيه الوطن فى صحارى التكفير والإقصاء والاستحلال والكراهية، والآن يتخلص من خبثه والتضحيات ضرورة، ندفع مهر «المحروسة» التى كرمها الخالق عز وجل بمسلميها ومسيحييها، وندفع مهر الوسطى الوسطية أم الدنيا، ادفعوا مهرها ولا تبخلوا عليها؛ فهى تستحق أكثر من ذلك، إنها العظيمة مصر!