تراجع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 10 مايو    ارتفاع معدل التضخم السنوي ل13.5% خلال أبريل الماضي.. والشهري يصعد بنسبة 1.3%    الولايات المتحدة تعرض على باكستان المساعدة في تسوية النزاع مع الهند    الاحتلال يواصل قصف مختلف مناطق قطاع غزة.. والمجاعة تفتك بالفلسطينيين    تعرف على مواجهات ربع نهائي أمم أفريقيا للشباب    مواعيد مباريات اليوم السبت 10 مايو 2025 والقنوات الناقلة    بالصور محافظ الغربية يتفقد أثار حرائق الكتان ويُعلن نجاح جهود اخمادها    موعد باريس سان جيرمان ضد مونبلييه في الدوري الفرنسي والقنوات الناقلة    منة وهنا وأسماء وتارا.. نجمات يسيطرن على شاشة السينما المصرية    ريشة «الفلافلي» حائرة بين الراهب وآدم وحواء    الداخلية تنقذ سيدة من الموت.. طليقها استعان بعائلته للتعدي على طليقته    علامات لو ظهرت على طفلك، مؤشر للإصابة بمقاومة الأنسولين    إطلاق 5 قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة"    اليوم.. محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"    الرئيس السيسي: أشكر بوتين على كرم الضيافة وأهنئ الشعب الروسي بعيد النصر    مشجع أهلاوي يمنح ثنائي البنك مكافأة خاصة بعد الفوز على بيراميدز    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة سوهاج لجميع المراحل الدراسية    تكريم مجدي يعقوب ورواد الطب بنقابة الأطباء اليوم    "جميعها حالات اختناق".. إصابة 11 جراء حريق قويسنا بالمنوفية (صور)    حبس لص المساكن بالخليفة    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 10 مايو 2025    مسيرات باكستانية تحلق في سماء نيودلهي وسط تصاعد التوترات    «المضارين من قانون الإيجار القديم» توضح مطالبها من القانون الجديد (تفاصيل)    اليوم.. بدء الموجة ال 26 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    أسعار الخضروات والأسماك اليوم السبت 10 مايو بسوق العبور للجملة    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    «ليه منكبرش النحاس».. تعليق مثير من سيد عبدالحفيظ على أنباء اتفاق الأهلي مع جوميز    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    ضبط تشكيل عصابي انتحلوا صفة لسرقة المواطنين بعين شمس    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو موسى: الانتخابات الرئاسية المبكرة «قضا أخف من قضا»
نشر في الوطن يوم 29 - 06 - 2013

قال عمرو موسى، القيادى فى جبهة الإنقاذ الوطنى، رئيس حزب المؤتمر: إن خطأ نظام حكم الإخوان أنه يعتبر كل معارضة إما مدفوعة وإما خلفها أجندة، ولا يمكن ترك الأمر فى يد حزب واحد، وإن الوضع فى مصر مضطرب وغير مستقر، وهناك حالة غضب فى الشارع فى عمومه وإحباط؛ فمنذ قيام الثورة حتى الآن لم تحدث أى تغييرات ملموسة، مشيراً إلى أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة «قضا أخف من قضا»، على حد تعبيره.
وأشار «موسى»، خلال ندوة استضافتها «الوطن» مساء أمس الأول الاثنين، إلى أن مصر لن تخرج من هذه الأزمة بسبب قرض من هنا أو منحة من هناك، بل ستخرج من المحنة برؤية اقتصادية شاملة يضعها مخططون أذكياء، تعليمهم عالٍ، ويفهمون كيفية التعامل مع هذه الأزمة؛ فهى ليست أزمة غير مسبوقة فى العالم، بل أزمة شهدتها دول كثيرة وتغلبت عليها، والوصفات موجودة، ومن ضمنها أن تحصل على شهادة من إحدى المنظمات الدولية الكبرى، مثل صندوق النقد الدولى، عبر قرض يكون إشارة للبنوك والمستثمرين.
* ما قراءتك لكلمة الفريق أول عبدالفتاح السيسى الأخيرة، خصوصا أن كل فصيل سياسى فسرها حسب هواه؟
- لاحظت فى بيان القوات المسلحة الذى ألقاه الفريق السيسى، وزير الدفاع، وعيه بالوضع الحالى وقلق المؤسسة العسكرية من الأوضاع الحالية، فضلا عن تأكيده فاعلية قواته وكفاءته لمواجهة أى ظروف، ثم انتقل إلى مسئوليته عن منع انهيار الدولة ومسئوليته عن حماية الإرادة الشعبية، وإننى أؤكد احترامنا للموقف الذى عبّر عنه البيان بشأن حالة الانقسام فى المجتمع وخطورته على الأمن القومى، وأن الإساءة إلى قواتنا المسلحة إساءة للوطنية المصرية، ولا يجب السماح بها أبداً، لكننى أوافق تماماً على وقف المزايدات وضرورة إيجاد صيغة تفاهم وتوافق وطنى، وأرى أن ذلك يتطلب من النظام القائم أن ينزل على إرادة الشعب التى تبلورت فى مطالبة حملة «تمرد» بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ لأن استمرار الحال على ما كان عليه خلال العام الماضى من حكم «مرسى» يحمل ضرراً كبيراً لمصر والمصريين، ومن المستحيل قبوله، وحان الوقت للتغيير.
* وماذا عن موقف جبهة الإنقاذ من دعوة «السيسى» للوصول إلى صيغة للتوافق؟
- أرى أنه من الضرورى الوصول إلى صيغة توافق أو ما يُعرف بالمصالحة الحقيقية التى يجب أن تأخذ فى الاعتبار ما يجرى على الساحة والنقطة التى وصلنا إليها وهى أن حركة «تمرد» عرضت فكرة المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة مصحوبة بتوقيعات الملايين من الشعب، ويجب أن نأخذ فى الاعتبار أن المصالحة الحقيقية تأخذ فى اعتبارها ما يجرى على الساحة وأى حوار فى هذا الاتجاه يأخذ فى اعتباره المحطة التى وصلنا إليها، وهى أن «تمرد» عرضت فكرة المطالبة بانتخابات رئاسية وأنه يجب أن يأخذ فى اعتباره ما تحدث عنه ملايين الناس من الانتخابات الرئاسية، وأؤكد أن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة هو من أفضل ما طُرح فى الفترة الماضية من مجموعة من شباب لم يقولوا ب«إسقاط النظام»، لكنهم فضلوا الرجوع إلى الصندوق مرة أخرى.
* وما تقييمك لعام كامل من حكم الإخوان؟
- أنقل إليك وجهة نظر الشعب الذى يقول إننا أيدنا الإخوان فى الانتخابات الرئاسية، لكنهم اليوم يقولون لا يمكن أن نظل نؤيدهم بعد عام كامل من الفشل والتخبط فى الحكم، وإننا نعلم أن الميراث من العهد الماضى كان ثقيلا فى جميع الملفات «الفقر، والبطالة، والزراعة، والصناعة، والاقتصاد»، لكنه ازداد سوءاً مع تنظيم الإخوان، إلى أن وصلنا إلى 30 يونيو ورأينا غضبا عارما فى الشارع من قطع العلاقات مع بعض الدول العربية وقلق بشأن مشكلة المياه، وإلى أى نقطة وصلت المفاوضات فى مشروع «سد النهضة» فأصبح هناك العديد من علامات الاستفهام التى تنطلق جميعها من زوايا سلبية، فضلا عن رؤية النظام الحاكم ووجهة نظره فى المعارضة وأنهم متآمرون ومعارضة مدفوعة وحاقدة وغير حقيقية. وأقول للنظام الحاكم: الإدارة السليمة لأمور البلاد تكمن فى عدم تجاهل مطالب الشعب الغاضب وإعطاء ظهرك لمطالبهم؛ فمصر لا تتحمل عاماً آخر من الفشل، وإن هناك تراجعاً فى جميع المجالات ومن هنا جاءت دعوة «تمرد» للتغيير والعودة مرة أخرى لصندوق الانتخابات.
* هل تندرج تصريحات «السيسى» فى إطار إنقاذ البلد قبل الوصول للهاوية، أم هدفها طمأنة المشاركين فى مظاهرات 30 يونيو، أم دعم «مرسى»؟
- أهم شىء من وجهة نظرى أن الجيش أكد أنه لن يقبل إهانة المؤسسة العسكرية ولن يسمح بتزوير الإرادة الشعبية وحمايتها، وهنا الشرعية غير مقصود بها رئيس الجمهورية، لكنها تقصد شرعية الشعب فى حرية التعبير عن رأيه وشرعية النظام والمعارضة فى مواقفها؛ فالشرعية شاملة وليست جزئية تختص بشخص الرئيس.
* ما رؤيتكم للمرحلة المقبلة قبل 30 يونيو فى ظل إصرار المعارضة على تحقيق مطالبها، ومن ناحية أخرى إعلان الإخوان وأنصارهم الاعتصام 28 يونيو وتهديدهم بحماية النظام حال عدم تأمين الشرطة والجيش له؟
- خلال فترة ال3 أشهر الماضية كان سؤال عامة الشعب: مصر رايحة على فين؟ فمصر فى مفترق طرق، ويجب ألا يستمر الوضع على ما هو عليه خلال عام كامل من الفشل، وهناك إجماع على أنه لا يصح أن تكون مصر فى هذا المستوى المتراجع وإجماع على ضرورة التغيير؛ فأنا كنت من المعارضين لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنى الآن غيّرت رأيى من منطلق «قضا أخف من قضا»؛ لأن البلد لا يتحمل استمرار هذا الوضع السيئ وإنه لا يستطيع معالجة الأمور بهؤلاء الأشخاص غير المؤهلين وغير ذوى الخبرة وغير المتخصصين الذين لم يستطيعوا معالجة الملفات الأساسية والدولية والحيوية مثل سد إثيوبيا، وإنى أنتهز الفرصة وأحيى وزير السياحة ومحافظ الأقصر الذى استقال بعدما زاد غضب الشعب ضده.
* هل ترى خطاب القوات المسلحة يكشف عن نيتها للعودة للحكم فى ظل موقف السفيرة الأمريكية برفض عودة الجيش للحكم مرة أخرى؟
- الجيش لن يكرر دخوله الحياة السياسية، ولا يود أن يلعب دوراً فى حكم البلاد والمصريين؛ فهو يؤمن أن الجمهورية الثانية لها ظروفها، ولن نعود مرة أخرى للحكم العسكرى، وأن حماية الجيش للمواطنين ووقوفه بجانب الشعب وحماية المنشآت أمر وطنى، ولا يجب الخلط بين هذه المهمة وبين العودة لحكم البلاد، وليس معنى ذلك أنه سيتدخل لإنقاذ الديمقراطية ليعيد للشعب قراره لينتخب من يراه أنسب فى الفترة المقبلة.
* وهل من الوارد قبول دعوة الحوار مع الرئاسة بوساطة الجيش؟
- ناقشنا الموضوع فى الاجتماع الأخير لجبهة الإنقاذ، لكننا لم نستغرق كثيرا فى الموضوع؛ لأنه أصبح لا يوجد وقت أمامنا وأصبحت المسألة ليست حوارا، وإنه يجب أن تتم صيغة التوافق التى دعا إليها وزير الدفاع على مطالب حركة «تمرد» بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
* كدبلوماسى محنّك، ما تفسيرك لتحركات السفيرة الأمريكية فى مصر بعقد لقاءات مع خيرت الشاطر وتصريحاتها بأن «مرسى» غير «مبارك» وأنه رئيس منتخب؟
- أصبحت الدبلوماسية الآن غير مقصورة على لقاءات وزير الخارجية فقط وإنما تمتد لعقد لقاءات مع رموز المعارضة، خصوصا فى بلد به أزمة مثل مصر، لكن يجب ألا تشغلنا لقاءات السفيرة الأمريكية مع خيرت الشاطر الذى أثبتت الأيام أنه شخصية محورية بتنظيم الإخوان؛ فمن الطبيعى أن يلتقوه ليتعرفوا على آرائه.
* ما الرسالة التى حرصت على توجيهها لخيرت الشاطر؟
- حرصت على القول: إن مصر تمر بأسوأ مراحلها، ولا يمكن القبول باستمرار الوضع الحالى، وإن دور الرئيس هو حل الأزمات، ومن أجل ذلك تُنتخب الحكومات فى بلاد العالم، وإن الشعب المصرى يعيش فى قلق وخوف وتوتر وإحباط ويأس، وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وخلال سنوات قليلة سيصل عدد سكان الجمهورية إلى 100 مليون نسمة والنظام الحاكم غير قادر على التخطيط وبناء استراتيجيات طويلة الأمد لتلبية طموحات الشعب، فمصر تعانى فشل إدارة الحكم، وما يحدث حاليا من ثورة وتظاهر أبناء الشعب بمثابة الرسالة الأخيرة للمرشد وجماعته بأن المصريين لن يستسلموا لقهر الجماعة.
* لكن تنظيم الإخوان يعلق إخفاقاته على الإعلام!
- ليس الإعلام فقط وإنما هناك مشكلة مع السلطة القضائية والإعلام ورجال الأعمال والسياحة؛ فنحن كنا نظن أنه بعد انتهاء نظام وبداية آخر ستختلف المعاملة وتتغير النغمة، لكن الآن أصبح بعض الشعب يقول: «أين النظام السابق؟»، وإن مصداقية الحكومة الحالية لا يمكن أن تتحقق إلا حين يوقن الشعب بقدرتها على حسن إدارتها لشئون الدولة، وإن الخلاف بين «الإنقاذ» والرئيس مرسى ليس شخصيا، وإنما اختلاف سياسى على إدارة البلاد، ويبدو أن الوقت يضيع دون الالتفات إلى مصلحة مصر.
* وماذا لو جرى اتخاذ قرارات توافقية ووصول إلى صيغة توافق قبل 30 يونيو؟
- يتوقف ذلك فقط على ماهية تلك القرارات وليس تغيير الحكومة بمبدأ «شيل ألدو وحط شاهين»؛ فرئيس الحكومة يجب أن يكون رجل حكومة ورجل دولة يستطيع أن يخرج البلاد من أزمتها، لكن فى حقيقة الأمر لا تقتصر الدعوات الآن على تغيير الحكومة، الذى طالبنا به فى أوقات سابقة منذ أشهر، لكن يجب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
* هناك معلومات عن إمكانية عودة الدكتور كمال الجنزورى لرئاسة الحكومة الفترة المقبلة؟
- أرى أن «الجنزورى» شخصية جيدة ويستطيع إدارة الأمور فى هذا التوقيت الحرج؛ فهذا التوقيت يحتاج شخصية قوية اقتصادية ورجل دولة يفهم العلاقات بين السلطات ويستطيع أن يجرى مفاوضات مع صندوق النقد الدولى.
* إذا نجحت تظاهرات 30 يونيو، ما البديل الذى ستقدمونه؟ وهل من الممكن أن تتوافقوا على مرشح واحد؟
- ممكن، لكنى لا أستطيع أن أخبرك من هو الآن، لكنى أشغل بالى بوصول الرسالة الحقيقية للنظام الحاكم أن الشعب غاضب ويجب التغيير؛ فالنظام الحالى وصل بطريقة ديمقراطية ويجب أن نعود لصندوق الانتخابات وانتخاب رئيس جديد ثم إجراء انتخابات برلمانية، فنحن لا نريد أن تنكسر مسيرة الديمقراطية ونعود للأنظمة الديكتاتورية.
* ماذا لو استطاعت المعارضة إسقاط «مرسى» وأتت برئيس آخر؟ هل تتوقع أن تحاول التيارات الإسلامية بعد أسبوعين إسقاطه مرة أخرى؟
- رأيى أن مطالبة «تمرد» بانتخابات رئاسية مبكرة وتأييد جبهة الإنقاذ لها، وبعد ذلك ملايين المواطنين الذين وقّعوا على استمارات الحملة.. ذلك كله حدث لأن هناك خطأ فى الحكم ومن السهل علينا أن نطالب النظام الجديد، إذا استمر على نفس الفشل فى إدارة الأمور، بالتغيير، وبأنك يجب أن تعمل على إقناع المصريين بأنك تعمل واجبك تجاه البلد وتحاول حل الأزمات التى نعانيها.
* وإلى أى مدى يمكن أن يكون موقف واشنطن فعالاً فى حسم الموقف بين المعارضة والنظام الحاكم فى مصر؟
- أمريكا لها قدرة هائلة و«بتتدخل فى كل حتة» ولسياستها ردود فعل خطيرة نراها فى كل بلد على حدة، إنما السياسة الأمريكية لها تحديدها ولا تعتقد أنها تؤمر فتطاع فى مصر، لكن مصر فى ضعفها هذا واحتياجها الحالى تعطى الفرصة للدول العظمى، خصوصا أمريكا، وأنا لو رئيس الحكومة وأقول إننى أعلم أن لمصر أموالا كثيرة لرجال الأعمال المصريين فى الخارج، وتريد أن تُستثمر هنا، ويجب وجود قانون يحمى حرية رجال الأعمال المصريين الجادين وأموالهم ويضمن لهم عدم منعهم من الحركة المطلوبة لنجاح مشروعاتهم وفق إطار قانونى رصين، وإن عودة رجل أعمال مصرى واحد سيتبعها على الأقل 10 من المستثمرين العرب والأجانب؛ لأن أموالهم تكفى كقاعدة للانطلاق الاقتصادى؛ حيث تزيد أموالهم كثيراً على مبلغ القرض المطلوب من صندوق النقد الدولى، وربما على كم الأموال المطلوبة عربياً.
* لكن الانطباع لدى المصريين أن واشنطن هى التى تمنح الشرعية للنظام الحاكم فى مصر؟
- أنا لا أرى أن واشنطن تمنح الشرعية للنظام، لكنها يمكن أن تكون داعمة له؛ فشرعية النظام يكتسبها من صندوق الانتخابات ولو اكتسبها من أمريكا فتكون ناقصة، لكنه يوجد فكر سياسى يتمثل فى أن العالم العربى مرّ بمرحلة أولى من الاستعمار ثم شهدنا نظما ديمقراطية ثم مرحلة الانقلابات العسكرية وصولا إلى وصول الإسلاميين فى الحكم، والأمريكان يتفهمون أن هذا الوقت مرحلة الحكم الإسلامى، والحقيقة أن الحكم الذى تولته الأحزاب الإسلامية وُوجه سريعا بواقع أغضب الشعب، فأصبح ليس لديه القدرة على انتظار 30 عاما للحكم على هذه التجربة وانتفض ضدها بعد مرور عام واحد، فنحن نهتم بالبعد الأمريكى ولكن لا نخاف منه.
* ما رأيك فى القرار الذى اتخذه «مرسى» تجاه سوريا؟
- فى الحقيقة أنا اندهشت من هذا القرار، ولم أفهم مغزى ولا توقيت إعلان الرئيس مرسى قطع العلاقات مع سوريا، وواضح أن القرار يتوجه إلى بعض القواعد السلفية فى مصر وربما فى خارجها أيضاً، لكن هذا لا يصح أن يكون باعثاً لتغيير فجائى غير مدروس للسياسة المصرية إزاء سوريا، ويلاحظ أن القرار المذكور جاء فى وقت تتغير فيه المعادلة السياسية الدولية فى التعامل مع بشار الأسد، ليكون جزءاً من الحل بدلاً من أن يكون المشكلة أو جزءاً من المشكلة، لكن فى الحقيقة موقف مصر بالنسبة لسوريا غير مؤثر لضعف الدولة.
* ما تقييمك لسياسة النظام الحاكم الخارجية؟
- فى الحقيقة لا أرى ملامح واضحة لسياسة خارجية متماسكة لنظام الدكتور مرسى، ولا توجد أى ملامح لعلم الأولويات فى اتخاذ القرار، وهذا الارتباك لأن «الخارجية» غائبة عن المشهد، وأنا رحّبت بخطوة دخول وزير الخارجية فى قضية «سد النهضة»؛ لأن وزير الخارجية إذا تحدث تحدثت مصر، ولا يصح أن نسمح بأن تكون الخطوط الأساسية للسياسة الخارجية المصرية محلا لأن تكون «صح أو غلط» من وقت لآخر، وبالذات حين يتصل الأمر بالقضية الفلسطينية وقضية التغيير فى العالم العربى ومنها سوريا وقضية العلاقة بين السنة والشيعة فى المنطقة، وكل هذه الأمور ضرورية أن يكون لها بعد وطنى وإقليمى.
* كيف ترى علاقة النظام الحالى بدول الخليج وهجوم الدكتور عصام العريان على الإمارات؟
- أرى أنه ليس من شأن الدكتور العريان أن يقوم باسم مصر بمهاجمة دول عربية، لكن أن يثير مشاكل لأسباب لديه فلا يجب أن نتحملها نحن، كما أن وصف الدكتور البلتاجى للجيش المصرى بأنه جيش النكسة أمر غير مقبول، وهجوم صفوت حجازى على شيخ الأزهر نرفضه جميعا ومصر كلها ستقف خلفه، ومثل هذه التصريحات غير مقبولة وسيدفعون ثمنها.
* وما تعليقك على إثارة فتنة بين السنة والشيعة؟
- إثارة موضوع الصراع السنى والشيعى فى غير وقته، وإثارة مثل هذا الصراع ستؤدى بنا إلى عقود من العنف، وإن الجريمة البشعة التى تعرض لها مواطنون مصريون فى أبوالنمرس تشمئز منها الإنسانية؛ فالقتل والسحل المذهبيان نتيجة لخطاب دينى منفلت وعنصرى واستغلال واضح وسطحى لقضايا مذهبية خطيرة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، وإنه لا بد من إيجاد صيغة للتعايش والتفاهم وليس إذكاء نيران الطائفية والمذهبية وتقسيم الشعب. فشل النظام فى حماية المصريين، ويجب أن نغلق الملف ولا نفتحه مرة أخرى، وأؤكد أن الرئيس «مرسى» يمثل مصر وليس السنة، ومن يمثل السنة «شيخ الأزهر».
* عمرو موسى يوم 30 يونيو، هيكون فين؟
- فى الشارع.
* وبعد 30 يونيو هيكون فين؟
- فى مصر.
* أخيرا، أليس لديك شعور بالخوف فى وجود صعوبة فى إيجاد بديل بعد أن رأينا المعارضة توحدت لإسقاط النظام ثم تفرقت؟
- حين نذهب لصندوق الانتخابات سنرى، وسنقف إن شاء الله خلف مرشح واحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.