كشفت مصادر دبلوماسية ل «الوطن» عن ترتيبات تجرى حاليا بين مسئولين فى القاهرةوالخرطوم لزيارة يجريها الرئيس السودانى، عمر البشير، إلى القاهرة خلال أيام، كأول رئيس عربى يلتقى الرئيس المصرى الجديد، محمد مرسى، بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة. وحرص الدكتور وليد السيد، رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطنى فى القاهرة، على تهنئة الدكتور مرسى بفوزه فى الانتخابات، مؤكدا أن «البشير» كان أول من هنأ «مرسى» فى اتصال هاتفى، عقب إعلان النتيجة مباشرة، وأضاف «السيد» أن الشعب المصرى بكافة طوائفه نجح فى العملية الديمقراطية واستكمال نجاح ثورته، وأن السودان يتطلع لعودة مصر قائدة للأمة العربية وتحقيق المستوى الذى ينبغى أن تكون عليه العلاقات بين شعبى وادى النيل بتجاوز العقبات التى كانت موجودة فى ظل النظام المصرى السابق. واعتبر الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل فى مركز الأهرام للدراسات، هذه الزيارة بأنها «براجماتية» من الدرجة الأولى، أو «زيارة مصلحة»؛ لأن حزب المؤتمر الوطنى، الذى يرأسه «البشير»، يعتبر نفسه حزبا إسلاميا وامتدادا للحركة الإسلامية فى السودان، حيث نشأ فى البداية كأحد أفرع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطنى سبق وأعلن دعمه الصريح لمرشح الإخوان المسلمين فى مصر. وأضاف رسلان أن نظام البشير يعتبر وصول الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر بمثابة رئة جديدة له قد تتيح له مساحة أكبر للتحرك على الصعيد الإقليمى، وربما الدولى، بما قد يعينه على تجاوز التحديات التى بات يواجهها حاليا، وأشار إلى أن النظام الحاكم فى الخرطوم كان من أكثر المرحبين برحيل نظام مبارك، وأفصحوا صراحة عن أن النظام المصرى السابق كان يمثل خنجرا فى ظهر السودان، رغم ما كانوا يبذلونه من جهد لإقامة جسور مع هذا النظام.