سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجندى": الإسلام برىء من دعوات تكفير المعارضة.. ويجب مراجعة الحاكم عضو مجمع البحوث الإسلامية يؤكد أن التيارات الدينية تقحم الدين فى السياسة بهدف «التمكين»
انتقد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، دعوات التكفير ومحاولات تشويه المعارضة من قبل المنتمين للتيارات الدينية الموالية للرئيس مرسى قبل 30 يونيو الجارى. وقال فى حواره ل«الوطن» إن الإسلام برىء تماما من تلك الدعوات، وإن الخروج على الحاكم بشكل سلمى والاعتراض عليه أمور لا علاقة لها بالإيمان أو الكفر كما يصور البعض. وأضاف أن بعض التيارات الدينية تسعى لتحقيق مآرب سياسية باستخدام الدين، بهدف التمكين والحفاظ على مصالحهم بغض النظر عن الصالح العام. * ما حكم دعوات التكفير التى يطلقها بعض المنتمين للتيارات الدينية على المعارضة؟ — لا يجوز تكفير المسلم بأى حال من الأحوال، فاختلاف الانتماءات ومعارضة سياسات الحاكم وأسلوب حكمه ومطالبته بوعوده التى قطعها على نفسه أمر جائز شرعا طالما فى إطار سلمى، ولا يجوز أن تتخذ حرية الرأى ومعارضة النظام الحاكم ذريعة للطعن فى إيمان قطاع كبير من أبناء الشعب الرافضين للسياسة القائمة. * ولكن بعض أقطاب التيارات الدينية يصرون على إخراج المعارضين من الملة؟ - هذا أمر يرفضه الشرع الحنيف ولو تفقهوا فى أمور الدين جيدا لما صدر عنهم ذلك، فمن قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها، ودائما ما يشدد الفقهاء على ذلك، فلا يمكن إخراج من يعارض الحاكم من الملة، لأن كلها أمور سياسية وقرارات دنيوية والحاكم يخطئ ويصيب ويجب مراجعته ومحاسبته، ولنا فى الرسول قدوة حسنة فعلى من يتشدقون بالإسلام مراجعة سيرة الرسول فقد خالفه أصحابه فى الرأى فى غزوة بدر وغيرها، والرسول نزل على رأيهم بعدما تبين له أنهم على صواب، والخلفاء الراشدون تقبلوا النصح لدرجة أن عمر بن الخطاب قال: «أخطأ عمر وأصابت امرأة». * هل معارضة الحاكم تخضع للحل والحرمة؟ - معارضة ولى الأمر الشرعى بطريقة سلمية لا علاقة لها بالإيمان والكفر، فالتظاهر السلمى حق مشروع ومن يكفرون الناس لمعارضتهم الحاكم يجهلون الدين، فالرئيس طالما تحمل المسئولية، من حق الرعية محاسبته مصداقا لقول الرسول: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» ومن حق الناس أن تقول للحاكم أخطأت أو وعدت ولم تف. * ولكنهم لا يقبلون الاختلاف؟ - أنا أتساءل لماذا يريد البعض السلطة ولا يتحمل المسئولية، ومن يروجون للطعن فى عقيدة من يخالفون الرئيس فكرهم خاطئ وبعيد تماما عن الإسلام، فهم فقط يستخدمون الدين من أجل التمكين لأنفسهم ومذاهبهم ومصالحهم بغض النظر عن الصالح العام. * وصل الأمر ببعض القيادات فى الجماعة الإسلامية إلى وصف 30 يونيو بالحرب الصليبية وقتلى المعارضة فى النار، وقتلى الإسلاميين فى الجنة؟ - هذا خلل وإساءة بالغة وطعن فى الدين الإسلامى، فهذه التيارات لا تمثل الدين وما يصرحون به منافٍ للعقيدة، فكل من نطق بالشهادتين لا يمكن تكفيره أو الطعن فيه. * لماذا إقحام الدين بهذا الشكل فى اللعبة السياسية؟ - للأسف يتم إقحام الدين لتحقيق مآرب سياسية وهذا مرفوض شرعا، ويعد نوعاً من أنواع الابتزاز، حيث يلعبون على وتر حب الناس لدينهم فضلا عن وجود قطاع كبير من البسطاء والأميين ويتم استقطابهم بالشعارات الدينية وبالتالى يصدقون هذا الكلام حبا فى الدين، رغم أن هذا سلاح خطير يسىء للإسلام فى حالة وجود إخفاقات من القائمين على أمور البلاد. * كيف ترى الاتهامات ضد المتظاهرين فى 30 يونيو بأنهم مخربون وأعداء للوطن والدين؟ - مَن يتهم الناس بالتخريب والتشكيك فى عقائدهم يثير فتنة تنال من وحدة الأمة، وهؤلاء ليسوا محاكم تفتيش على الناس وضمائرهم، واتهامهم للناس بالكفر مسلك خاطئ وتحريف للكلام عن موضعه والتفاف على أحكام الدين لنصرة فصيل معين، وعليهم أن يكفوا عن استخدام الدين مطية لتحقيق مآرب سياسية كما حدث فى استاد القاهرة وإعلان الجهاد فى سوريا. * كيف؟ - دعم سوريا ممكن بطرق عديدة من إمداد المقاومة بالسلاح والمال وتصعيد القضية دوليا ودعم اللاجئين السوريين بالقاهرة بدلا من تركهم يتسولون وغيرها من الأمور، أما إعلان الجهاد بعد مرور 27 شهرا من اندلاع الثورة ووجود آلاف القتلى والجرحى، فضلا عن أن توقيت الجهاد جاء بعد إعلان أمريكا إمداد المعارضة بالسلاح. * ماذا عن بيان الأزهر؟ - البيان أبلغ رد على المتشددين والمتاجرين حيث يؤكد أن المعارضة السلمية والخروج على الحاكم أمور لا علاقة لها بالإيمان والكفر، وعليهم إدراك أن الأزهر هو المرجعية وليست أى هيئات أو كيانات أخرى تحاول مهادنة الحاكم.