بداية الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى وظيفته الأساسية سد العجز أو الفجوة بين الصادرات والواردات، ويتم قياسه على مستوى الزمن بمقدار ما يغطيه الاحتياطى من مدة زمنية لتلبية الاحتياجات الأساسية للدولة من السلع، ولقد بلغ الاحتياطى النقدى فى مصر قبل بداية الثورة مباشرة 36 مليار دولار، فى حين بلغت قيمة هذا الاحتياطى بنهاية شهر فبراير عام 2012 -أى بعد عام من الثورة- 15٫7 مليار دولار، بتناقص أكثر من 20 مليار دولار، وبما يقترب من حد الخطر على مستقبل مصر الاقتصادى، وبما يهدد السلم الاجتماعى، ومن هنا كان السؤال: هل يمكن أن نقف مسلوبى الإرادة أمام انهيار الاحتياطى؟ ومن هنا أيضاً كانت الفكرة بإطلاق مبادرة شعبية لدعم الاحتياطى النقدى -والفكرة الشعبية للمبادرة تعنى أنها بمشاركة ورقابة وإدارة شعبية بالدرجة الأولى - وتكون بعيدة تماما عن أى نوع من أنواع الإدارة الحكومية وملخص المبادرة يتمثل فى الآتى: - فتح حساب تحت اسم دعم الاحتياطى النقدى لدى كافة البنوك العاملة فى مصر. - تغذية تلك الحسابات بمصادر متنوعة من العملات الأجنبية تتمثل فى الآتى: - كل من يحتفظ بأى مبالغ نقدية بالعملة الأجنبية على سبيل التذكار، سواء نقدا أو فى حساب، وهى مبالغ صغيرة وهى ما نسميه البركة الشعبية لحساب المبادرة ويتم إيداعها فى الحساب. - دعوة كل أصحاب الأنشطة التصديرية (قطاع عام أو قطاع خاص) للتنازل عن جزء ضئيل من حصيلة الصادرات لحساب دعم الاحتياطى. - دعوة البنوك العاملة فى مصر للتنازل عن جزء ضئيل من عمولاتها بالعملة الأجنبية لحساب دعم الاحتياطى. - تحصيل عشرة دولارات من كل سائح مقابل منحه ميدالية تذكارية يتم تصميمها بما يعكس حضارة مصر وبشعار (ادعم مصر أم الدنيا أم الحضارة الإنسانية) وليس فى هذا عيب، فمصر فعليا هى أم الدنيا والأمور أصبحت مكشوفة عالميا. - دعوة كل مصرى يعمل بالخارج لتحويل أية مبالغ -بحسب استطاعته- إلى حساب دعم الاحتياطى، وأنا أراهن على ولائهم ووطنيتهم. - العمل خلال الفترة القادمة على تقنين عملية الاستيراد غير المبرر لجميع السلع غير الضرورية التى تحمل على كاهل الاقتصاد تدبير عملات أجنبية لاستيرادها فى وقت تعانى فيه الدولة من قلة الموارد بالعملة الأجنبية اللازمة لتحريك الاقتصاد. - مخاطبة المشرع المصرى لإصدار قانون يسمح بإيداع ثروات المسئولين الفاسدين، الذين صدر بشأنها أحكام مصادرة لإيداعها فى حساب دعم الاحتياطى النقدى. الجزء الثانى من المبادرة الشعبية لدعم الاحتياطى بالعملة الأجنبية هو تشكيل فريق عمل شعبى يتم اختياره على أساس من الوطنية والكفاءة، ويكون فريقا غير مرتبط بأى أعمال رسمية أوحزبية، وبشكل تطوعى، ويتم الإعلان عن هذا الفريق بوسائل الأعلام المختلفة، ويقوم فريق عمل المبادرة بإعداد خطة استثمار آمنة لهذا الحساب وتحديدا فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ذات الفرص التصديرية التى تدر عائدا بالعملة الأجنبية، ليعاد ضخ الأرباح فى حساب دعم الاحتياطى النقدى، ولخلق فرص عمل حقيقية للمواطن المصرى. ومن المعلوم أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى الأمل الوحيد القادر على إقالة مصر من عثرتها التصديرية وتوفير العملة الأجنبية، وكثير من الدول يعتمد اقتصادها على تلك المشروعات مثل بريطانيا، والكثير من دول شرق آسيا، ولابد من العمل على إزالة جميع المعوقات الإدارية والقانونية أمام تلك المشروعات وبخاصة التراخيص، ففى مصر يمكن أن تحلم بعبور البحر ماشيا أما أن تحصل على رخصة مشروعك فهو درب من دروب الخيال. تبقى كلمة أخيرة: مطلوب دعم المبادرة لتكوين احتياطى نقدى بمشاركة شعبية؛ تعزيزا للانتماء والتوافق على شىء بين أبناء الوطن، بعد أن فرقتنا السياسة والساسة، وتكون المبادرة تحت رقابة شعبية، ويتم الإعلان عنها وعن أرصدتها فى كل وسائل الإعلام، ويتم الإعلان أيضاً عن الفريق الذى يتولى تلك المبادرة، وبعيدا عن الأجهزة الرسمية إلا كدور الداعم لها. وللتواصل مع المبادرة على الفيس بوك: http://www. facebook. com/Elmobadra