نفى أبوالعز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وعضو مجلس الشعب المنحل، ما تردد عن مقاطعة حزب التحالف الاشتراكى للمظاهرات الرافضة للإعلان الدستورى المكمل، مشيراً إلى أن الحزب يشارك فى بعض المسيرات التى تخرج بالإسكندرية، ولكن بعيداً عن مظاهرات الإخوان والسلفيين. وقال الحريرى فى تصريح خاص ل«لوطن»: إن ما يحدث الآن فى ميدان التحرير هو صراع على السلطة بين أجنحة نظام مبارك «العسكر والحزب الوطنى القديم»، والإخوان والسلفيين، الذين سماهم أبوالعز بالخوارج الجدد. وأوضح أن الأزمة الحالية هى نتيجة للتآمر على الثورة من قبل الإخوان والسلفيين. وتابع أن خطة التآمر بدأت منذ البداية منذ أن أجبر مبارك على التنحى، نافياً أن يكون مبارك قد فوض المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد، مستنداً فى ذلك إلى دستور 1971 الذى ينص على أنه فى حالة غياب الرئيس يتولى إدارة البلاد رئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية العليا قائلاً: المجلس العسكرى اغتصب السلطة وساعده على ذلك الإخوان والسلفيون، وتابع: إن الإخوان هرعوا إلى المجلس العسكرى بعدها ببعض أعضائهم لصياغة التعديلات الدستورية التى استفتى عليها الشعب فى استفتاء مارس الذى وصفه بالملعون، مشيراً إلى أنه تم إعداد قانون مجلس الشعب والشورى خصيصاً حتى يتمكن الإخوان والسلفيون من الاستحواذ على جميع المقاعد، ومن ثم السيطرة على تأسيسية الدستور كما حدث الآن. ووصف أبوالعز كل ما حدث خلال الفترة الماضية من إصدار لقوانين وانتخابات بالسيناريو الذى كان معداً من قبل بين هذه الأطراف، مستشهداً بحديث للقيادى السلفى للدكتور محمد يسرى بإحدى الصحف القومية حين صرح بأن الدستور المصرى تم إعداده بشكل نهائى من قبل الجماعة السلفية بمشاركة الإخوان المسلمين، وسوف يتم اعتماده فور الانتهاء من انتخابات مجلسى الشعب والشورى». وأشار أبوالعز إلى أنه حين صعد الخوارج الجدد الأحداث على الساحة وبدأ العسكر ونظام مبارك يشعرون بالخطر، أصدر المجلس العسكرى هذا الإعلان المكمل الذى فجر الأزمة، التى لم تكن من الأساس أزمة الثورة ومستقبل مصر بقدر كونها أزمة الصراع على السلطة بين العسكر ونظام مبارك وبين الطائفيين أو الخوارج الجدد. واعتبر الحريرى المجلس العسكرى متورطاً منذ البداية فى مثل هذا المخطط، وأن الأمر لم يكن على سبيل الخطأ غير المقصود قائلاً: ليس هناك جنرال لم يدرس السياسة، فضلاً عن أن المشير طنطاوى كان وزير دفاع مبارك لمدة 20 عاماً، وبالتالى فهم يعلمون جيداً ما يفعلون ويحسبونه بدقة، مشيراً إلى أن هذه الخطة هى نفسها التى اتبعها السادات للتخلص من النظام الاشتراكى حين استعان بالإخوان، وهو ما سار على نهجه نظام مبارك الذى طور من الأمر واستعان بالسلفيين لتقليم أظافر الإخوان، ليأتى المجلس العسكرى بعدها ويستعين بهما للقضاء على الثورة.