ما حقيقة العلاقات بين القاهرةوواشنطن؟ من الواضح أنها تمر بمنحنى متدهور منذ مظاهرات الفيلم المسيئ أمام السفارة الأمريكية منذ 6 أشهر. ومنذ ذلك الوقت وهناك عدة ملاحظات أمريكية على أداء الحكم فى مصر ظهرت فى اللقاءات الشخصية بين كبار المسئولين الأمريكيين والرئاسة المصرية وظهرت فى تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية. ويبدو أن الرئيس باراك أوباما قد نقل للرئيس المصرى منذ 4 أشهر مخاوفه من التوتر الحاد فى العلاقة بين الحكم والمعارضة ووصول الأمور بينهما إلى حالة قطيعة تكاد تحدث شللاً فى عملية التطور الديمقراطى التى تنتظرها واشنطن من مصر. ومنذ تولى السيناتور جون كيرى منصب وزارة الخارجية خلفاً للسيدة كلينتون وهناك اهتمام أمريكى متزايد بالتفاصيل الدقيقة للوضع الداخلى المصرى. وليس سراً أن السيناتور كيرى قال فى آخر لقاء شخصى له مع الرئيس مرسى فى أديس أبابا إن بلاده قلقة من أداء الحكومة المصرية فى مجال حقوق الإنسان وإن مصر بحاجة إلى الأخذ بإصلاحات جذرية فى الاقتصاد بما يتناسب مع «ورشتة» صندوق النقد الدولى. ويتردد أن واشنطن توقفت عن مساعيها الحميدة الإيجابية لحث صندوق النقد على دعم الاقتصاد المصرى وأبلغت إدارة الصندوق أن يترك الأمر كله لتقييم الجانب الفنى فى الصندوق للموافقة أو الرفض للقرض البالغ 4٫8 مليار دولار أمريكى. ويبدو أن الجانب الأمريكى يراقب الأداء الحالى لصانع القرار المصرى «بحذر وقلق» ولديه مخاوف أن تكون هناك اختلالات هيكلية فى أسلوب إدارة الأمور داخلياً وخارجياً.وتراقب الإدارة الأمريكية الآن 4 أمور رئيسية فى أسلوب إدارة الحكم لشئون البلاد: أولاً: العلاقة بين الحكم والمعارضة. ثانياً: تدهور العلاقة بين السلطتين التنفيذية والقضائية. ثالثاً: مدى القدرة على الالتزام بآثار روشتة صندوق النقد الدولى. رابعاً: نمو حركة «تمرد» ونتائجها فى الشارع المصرى حتى تاريخ 30 يونيو الحالى. هذه العلاقات المعقدة بين كل هذه القوى بحاجة إلى نوع من فك الاشتباك وإعادة التنظيم وإيقاف نزيف التدهور. المذهل فى كل ما يحدث أنك حينما تدخل فى أعماق تفاصيل الحدث من خلال حوارك مع صانعيه تكتشف أنه لا أحد يكترث برد فعل الأمريكان ولا برد فعل الشارع ولا حتى الجن الأزرق!