واقعة خطف جنودنا فى سيناء درس يدفع بنا إلى تحليل يتعلق بوجود دولتين تحكمان هرم المؤسسات فى مصر، إحداهما دولة وطنية تنتصر للسيادة والتحضر والمدنية والمصرية ويمثلها الجيش، والأخرى دولة تتسامح مع الإرهاب والتطرف والظلامية والتبعية ويمثلها «مرسى» وعشيرته الحاكمة، ويدور الصراع بين الدولتين على أرضية يشارك فيها آخرون خارج الحدود، تحركهم الرغبة فى هدم الدولة الراسخة والذهاب بها إلى مصائر أخواتها العربيات لتسقط آخر أوراق التوت عن الجسد العربى العارى، ومن ثم يعاد تشكيله بمساعدة من الإخوان المظلمين برعاية قطرية تركية إيرانية! «مرسى» وعشيرته يريدان للجيش المهنى أن يتنازل ليتفاوض مع إرهابيين متطرفين يستبيحون عرض مصر وشرفها وينتهكون سيادتها وأمنها القومى، «مرسى» وعشيرته يريدون مصر واهنة ضعيفة تستجيب للإرهاب والظلام، «مرسى» وعشيرته يخونون وطناً سقطت دماء أبنائه للدفاع عن تراب سيناء، «مرسى» وعشيرته لا يدركون معنى الوطن وقيمة الانتماء فمشروعهم لا وطنى يتجاوز الحدود الجغرافية، «مرسى» يساوى بين الخاطف والمخطوف يساوى بين جندى يحمى حدوده وأهله وبين خاطف يتاجر فى الحرام ويرهب الآمنين. دولة «مرسى» وعشيرته تكره القانون، فهذه عقيدة عندهم تؤكدها واقعة خطف الجنود، التاريخ سيكتب أن دولة «مرسى» خانت الأعراف والتقاليد الوطنية وكرست اللاقانون وتجاوزت السلطات وكفرت بالديمقراطية واعتبرتها ركوبة إلى الصناديق وبعدها ألقت بها فى مستنقع الظلام! «مرسى» وجماعته «المظلمة» يظنون أن المصريين سيسكتون عليهم وأن الشوارع لن تفيض بالمتظاهرين مرة أخرى، لكنه الرهان الخاطئ الذى اعتقد فيه «مبارك» فكانت نهايته، المشهد سيتكرر آجلاً أم عاجلاً فى ظل أفاعيل الخونة العملاء التابعين الساعين إلى هدم الدولة لصالح أجندات المؤامرة على مصر! الدولة التى تسعى لحماية الوطنية المصرية ما زالت قوية راسخة تعطى دروساً للظلاميين كل يوم وتنتصر لكيان الدولة ورسوخها وتقف أمام محاولات تفكيكه وانهياره، ويقف الجيش وراءها مع انفتاح على كافة طبقات التأثير فى المجتمع، مع إيمان بشرعية وحيدة هى الشعب، دون مزايدات الصناديق التى يحتج بها «الظلاميون»! من الواجب محاكمة «مرسى»، ليس للدماء التى سفكها فحسب، بل لأنه لا يدرك قيمة الوطن الذى يحكمه، يستهين بجنود مصر وينسى أنهم العيون التى باتت تحرس فى سبيل الله، ويضعهم فى نفس المنزلة مع إرهابيين مجرمين يروعون المصريين ويهددون السيادة الوطنية! واقعة سيناء ستتكرر بصورة أو بأخرى، وسترى جماعة «المظلمين» فى صفوف الصامتين على انتهاك السيادة الوطنية بل وتدافع عن الإرهاب وتبرر آراءها بأنها تحب الحوار السلمى حتى ولو كان مع إرهابيين! نحن إزاء نموذج تتنافس فيه دولتان، الأولى تقف وراءها المجموعات المتأسلمة الكارهة للدولة، والأخرى يقف وراءها شعب معظمه لم ينتظم فى مظاهرات، لكنه يفعلها كل يوم فى أحاديثه وحواراته ومنتدياته، رافعاً راية الاحتجاج ضد «المظلمين». تمردوا.. فمصر تنتظر منكم الكثير، فإما الحياة بكرامة وشرف، وإما اليأس فتكون عبداً أو خروفاً!