اللعبة انتهت يا مرسى

عندما يبدأ عهد بلعنة الستينات وعهد عبدالناصر، ثم يأتى بعد ذلك ويتمحك فى سيرة جمال عبدالناصر داخلياً ودولياً قبل أن يكمل عامه الأول.. فيكون علينا أن ندرك أننا أمام سلطة بلا منهج وحكم بلا منطق.. حكم ارتجالى.. عشوائى.. غير منضبط وغير منتظم.
داخلياً وقف الدكتور مرسى فى مشهد مبهر داخل مصنع الحديد والصلب يخطب فى العمال مهنئاً بعيدهم.. فكان من الطبيعى أن يذكر ناصر وعزيز صدقى، فهو بين الشريحة التى كونها عبدالناصر ودافع عنهم وكان ظهرهم فى هذا البلد مثلما كان سند كل فلاح.
لم أستغرب تماحيك الدكتور مرسى فى سيرة زعيمنا خالد الذكر جمال عبدالناصر.. فعندما ذهب مرسى إلى القمة الأفريقية فى إثيوبيا بعد توليه الحكم بأيام تحدث عن أمجاد مصر فى أفريقيا وهى كلها تدور فى الحقبة الناصرية وعندما ذهب إلى روسيا، خرجت التسريبات تتحدث عن مطالبته باستعادة دور روسيا القديم فى مصر ودعمها مثلما كان الحال أيام ناصر.
ولا أستغرب هذا السلوك فى الدكتور مرسى.. فهو إخوانى قطبى بين الإخوان.. وسلفى متشدد عندما يجالس السلفيين.. وليبرالى متمدن إذا ما حضر مجلساً للمرأة.. ومتسامح سمحٌ إذا ما تحدث للمسيحيين.. ولا ننسى أنه صديق مخلص للإسرائيليين إذا ما خاطب شيمون بيريز.
فكان من الطبيعى أن يكون على خطى عبدالناصر وهو بين العمال.. وغرض الدكتور مرسى معروف من التمحك فى سيرة عبدالناصر الذى يكرهه مثلما يكرهه كل إخوانجى ولكن عبدالناصر حبيب الشعب وكلمة حلوة فى حق ناصر تحبب فيك الخلق وتساعد فى خلق شعبية لرئيس لا يستحق.
كان أولى بالدكتور مرسى أن يعتذر عما بدر منه فى حق ناصر عندما وقف فى ميدان التحرير يقول الستينات وما أدراك ما الستينات.. قبل أن يتمحك فى سيرة جمال عبدالناصر.. ومن أنت يا دكتور مرسى لكى نضع اسمك فى جمله مفيدة بجوار اسم جمال عبدالناصر.. ليس كل من جلس أو سيجلس على مقعد الرئاسة سيحسب نفسه متساوى الرأس مع عبدالناصر.
ولو إحنا كدابين..أنت مصدق نفسك يادكتور مرسى؟.. أنت مصدق أنك رئيس بحق لكل المصريين؟ أنت متأكد أنك لست تابعاً للمرشد؟ أنت متأكد أن كلمة خيرت الشاطر لا تسبق كلمتك فى البلد؟ أنت مصدق أن العالم لا يعرف حقيقة السلطة فى مصر؟ أنت مصدق أن المصريين شعب من السذج سيسلم بما يلقى له من أكاذيب وأساطير وهمية عن شلة الحكم فى مصر وأنه شرب كذبة النهضة؟ أنت لا تعرف أنكم سنة أولى حكم وأن المصريين سبعة آلاف سنه فى التعامل مع الحكام؟
يا دكتور مرسى، اللعبة انتهت طال الوقت أو قصر.. المصريون عرفوك وعرفوا شلة الحكم فى مصر.. جربوا حكم الطبيب البيطرى وتاجر العملة.. المصرى يعرف رئيسه ويعرف مدى قدراته وحدود قوته.. والمصريون عرفوا قدراتك.. يعنى بالعامية «عرفوا تمامك».. ولو مش مصدقنى، اسمع آخر نكتة فى مصر!!