يتعاطف القارئ لتاريخ جماعة الإخوان مع ما حدث لبعض أعضاء الجماعة فى سجون نظام جمال عبدالناصر، لعلها كانت واحدة من السقطات القليلة للزعيم العربى التى أخذها البعض عليه، فيما بررها آخرون له، لكن يبدو أن وفاة الرجل والسنوات الطويلة التى مرت بعدها لم تكن كافية بالنسبة للجماعة التى لم يبد أنها نست أو سامحت، فمع كل خطاب أو فعل يتعلق بالزعيم تنضح الكراهية وتبدأ الاتهامات التى كان آخرها ما كاله الدكتور عصام عريان إلى ناصر عبر تويتر. لم يكن أمر الكراهية الذى تكنه جماعة الإخوان للزعيم الراحل يخطر على بال أحد ليكون مادة حديث، لكن جملة الرئيس الشهيرة التى تخللت خطابه فى ميدان التحرير، عقب فوزه بالرئاسة: «الستينات وما أدراك ما الستينات؟»، لفتت النظر إلى ما يحمله الإخوان والرئيس القادم منهم من بغض، دفع البعض إلى الرد عن الرئيس الراحل وفترة حكمه، فخرج عبدالرحمن الأبنودى، الشاعر الكبير، يرد على الرئيس بكلمات معبرة، منها: «دفعنا تمن الحرية بدم مش بدينار ودولار، ويوم وقفته فى (المنشية) خلى الرصاص يهرب من عار أعداء جمال عبدالناصر، عمره ما جاع فى زمانه فقير، أو مالتقاش دوا للعلة، دلوقتى لعبة اخطف طير والأمة فى خدمة شلة، تكره جمال عبدالناصر»، أما العالم المصرى أحمد زويل، فقد تحدث باستفاضة عن فضل الستينات موضحاً مدى درايته بفضلها. إمعاناً فى الكيد، يتردد اسم عبدالناصر مرارا مقترنا بمقولات من عينة: «عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهمش أمان»، فضلاً عن الفيديو المشهور الذى يتبادله الشباب بعنوان: «جمال عبدالناصر يكشف حقيقة الإخوان»، لا أحد يعلم إن كان هذا هو السبب وراء قرار الرئاسة إخلاء قبر عبدالناصر من المكتب الموجود، وإعلامهم بأنها لم تعد مسئولة عن تأمين الضريح، مسندة المهمة إلى القوات المسلحة، وهو القرار الذى ظهر فى توقيت غريب، كانت البلاد خلاله تشتعل بالتظاهرات والاشتباكات فى كل من بورسعيد والسويس وميدان التحرير، فضلا عن باقى المحافظات، وهو الأمر الذى أثار استغراب الابن «عبدالحكيم عبدالناصر». بدا أن ذكرى عبدالناصر وخياله لن يفارقا السيد الرئيس، حيث طارده شبح الزعيم خلال زيارته الأخيرة الهند، حيث جلس الرئيس فى نفس المكان الذى جلس فيه من قبله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذى انقطعت علاقات الهند الوثيقة من بعده مع مصر، لكن الرئيس المصرى لم يذكر اسم سلفه فى الحكم، ولم يشر إلى تلك المسألة من قريب أو من بعيد. فى خضم الأحداث التى تشهدها البلاد حاليا، وفى ظل المشاحنات الشديدة بين العديد من المتظاهرين الغاضبين وبين جماعة الإخوان المسلمين، خرج د. عصام العريان ليصف عبدالناصر بالقاتل الذى ذبح 70 ألف جندى مصرى بيده، فى سيناء واليمن، متهماً إياه بشهوة السلطة. انتقادات العريان حول ناصر لم تكن الأولى، فقد سبق له اتهامه بأنه من طرد اليهود من مصر، وذلك خلال دعوة العريان لهم بالرجوع إلى البلاد، ما يجعل الكثير من أنصار ناصر عاجزين عن الرد إلا بجملة واحدة: «إنتو فى إيه ولّا إيه؟».