تظاهر العشرات من المنتمين إلى الطرق الصوفية، بمحيط مسجد المرسي أبي العباس بالإسكندرية، دعمًا للإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ضد ما وصفته بمحاولات النيل من سمعته بغرض أخونة المنصب، والتآمر عليه من قبل جماعة الإخوان المسلمين، أثناء تكريمه في الإمارات، بالتلاعب في الأغذية المقدمة إلى طلاب الأزهر، والتلميح بمسؤوليته فيها. وفي الوقت ذاته، انطلق المئات من النشطاء السياسيين والمتظاهرين المستقلين، في مسيرات من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، إلى مقر المجلس الشعبي المحلي، المقر المؤقت لديوان عام محافظة الإسكندرية، في جمعة "الإسكندرية حرة.. والبرنس بره"، للمطالبة بإقالة المحافظ المستشار محمد عطا عباس، ونائبه القيادي الإخواني، الدكتور حسن البرنس. وطالب الصوفيون المتظاهرون عقب صلاة الجمعة، تلبية لدعوة المشيخة الصوية بالمحافظة، المسلمون وكل المصريين، بدعم شعبية الأزهر وتعبيره عن الإسلام الوسطي، وشد أزره ضد جماعة الإخوان التي تحاول إقحامه في السياسة وتغييره بآخر ينتمي فكريا إليها، والدعوة السلفية التي تحاول جره إلى اشتباكات مع المذهب الشيعي ودولة إيران لخدمة أهدافها الخاصة، على حد قولهم. وردد المشاركون هتافات: "وإسلاماه"، و"لا إله إلا الله"، و"إلا الأزهر"، و"لا إخوانية ولا سلفية مصر ستظل وسطية". ونددوا بمطالب القوى السلفية وبعض التيارات الإسلامية، بحل جهاز الأمن الوطني، معتبرين أنها خطوة على طريق تنفيذ مخطط التمكين لجماعة الإخوان المسلمين وكافة أجهزة الدولة السيادية، مؤكدين وقوفهم في وجه أي محاولات للقضاء على أجهزة الدولة. وقال الشيخ جابر قاسم، شيخ المشيخة الصوفية بالإسكندرية، في كلمته خلال الوقفة، إن الأزهر الشريف هو رمز الوسطية الإسلامية على مدار تاريخه، ولم يتوان عن أي دور من شأنه الدفاع عن الدين والدولة، مطالبًا كافة القوى والجماعات برفع يديها عنه، وتركه بعيدًا عن الصراعات السياسية والنعرات الحزبية الضيقة. وأضاف: "أن المؤامرة التي حاكها الإخوان ضد شيخ الأزهر مكشوفة، حيث ادعت تسمم الطلاب وهم في الحقيقة ينتمون إلى الجماعة، ثم أعقب ذلك هتافات لإقالة شيخ الأزهر، لكن الأزهر مؤسسة عريقة ولن ينال منها أحد مهما فعل، خاصة وأنهم يحكمون البلاد بمنطق أصحاب العزبة التي ورثوها عن آبائهم". بينما رفض المتظاهرون أمام مسجد القائد إبراهيم، تسريبات حزب الحرية والعدالة، بتنصيب الدكتور حسن البرنس في منصب المحافظ، مع اقتراب حركة المحافظين المقبلة، مطالبين بفتح تحقيقات نزيهة وشفافة وعاجلة حول تصريحات المحافظ الحالي والتي اعترف فيها بأخونة الجهاز الإداري للمحافظة دون علمه. ورددوا هتافات منها: "الإسكندرية حرة والبرنس برة"، و"يا برنس قول لمرسي.. إسكندرية أكبر مني"، و"يا شباب يا أحرار البرنس هايولعها نار"، رافعين لافتات منددة بأخونة الجهاز الإداري للدولة، وصور لنائب المحافظ وعليها كلمة "مطلوب للعدالة الشعبية". وفي المقابل، تجاهل الإخوان المسلمون، التظاهرات المتفرقة المناوئة للجماعة، ونظمت بالتعاون مع ذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، حفلا لعيد العمال بالصالة المغطاة بإستاد إسكندرية بحضور أكثر من 2000 عامل وأسرهم، في وجود أعضاء المكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية، ونوابها السابقين بمجلس الشعب. وقال المهندس إبراهيم السيد، القيادي العمالي بالجماعة، نيابة عن مدحت الحداد مسؤول المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية، إن العمال هم الأمل لنهضة الوطن، وإن الحرية والعدالة سيبذل قصارى جهده لحصول كافة العمال على حقوقهم في الفترة المقبلة.