كثير من الاعتداءات تعرض لها محررو «الوطن» أثناء تأدية عملهم لم تثنِهم عن أداء دورهم فى كشف الحقيقة رغم الصعوبات التى واجهت بعضهم أثناء التغطية فى المظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية وأمام اللجان فى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، حتى بات الاعتداء على محررى «الوطن» جزءاً لا يتجزأ من عملهم اليومى. كانت البداية فى الخامس من يوليو عندما سافرت «شيماء عادل» إلى السودان لتغطى المظاهرات التى اندلعت هناك بعد هبوب رياح ثورات «الربيع العربى» على الدولة السمراء، وأثناء قيامها بتأدية عملها تعرضت «شيماء» للاعتقال طيلة 14 يوماً. وفى محافظة الإسكندرية، تعرضت الزميلة «مها البهنساوى»، لإيذاء وتعدٍّ من سيدة ترتدى «الخمار»، وصلت إلى حد اللكمة بالوجه بدون سبب واضح. مشهد الاحتجاز داخل إحدى اللجان تكرر مع الزميلة شيماء جلهوم، ففى لجنة مدرسة الزهرات بالدرب الأحمر اعترضها عقيد شرطة داخل المدرسة بسبب التصوير، واحتجزها ساعة ونصف داخل فناء المدرسة، محاولاً جذب الكاميرا من يدها، وأمام رفضها القاطع كان يلوح لأفراد الأمن باستخدام العنف ضدها لإرهابها. «هيثم الشيخ» مدير مكتب «الوطن» بالإسكندرية، تعرض لاعتداء همجى فى ميدان محطة مصر، عندما تكتل عليه 15 بلطجياً وأبرحوه ضرباً، أثناء تغطيته مظاهرة المعارضين للدستور أمام المجلس المحلى بالإسكندرية. من الإسكندرية إلى أسيوط الموقف واحد، «سعاد أحمد» مراسلة «الوطن» بمحافظة أسيوط، نالها من مصائب الاستفتاء نصيب، بمناسبة تغطيتها مسيرة تأييد للدستور فى منطقة «غرب البلد» بأسيوط، حينما هجم عليها عدد كبير من السلفيين والإخوان المسلمين المشاركين، وهددوها بالضرب. أثناء حصارهم مدينة الإنتاج الإعلامى وبمجرد معرفتهم بأن «عبدالعزيز الخطيب» محرر فى «الوطن» قام أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل بالاعتداء عليه، والسيناريو نفسه حدث مع «حسين العمدة»، الذى ذهب فى 14 ديسمبر إلى «أولاد أبوإسماعيل» لمتابعة وقفتهم الاحتجاجية بميدان لبنان، فأوسعوه ركلاً بالأقدام وصفعاً بالأيدى. مصورو «الوطن» كان لهم نصيب كبير من الاعتداء، ففى ذكرى أحداث شارع محمد محمود تعرض «محمد عمر» لاعتداء فى شارع محمد محمود على يد رجال أمن فى زى مدنى، وذلك بعد انتهائه من تصوير الاشتباكات هناك، حيث ربطوا يديه وهشموا الكاميرا، وانهالوا عليه بالضرب الذى أسفر عن إصابته بجرح قطعى «4 غرز». الأمر نفسه تعرض له المصور «محمود صبرى» عندما اعتدى عليه أفراد شرطة ممن يرتدون ملابس عادية، وذلك فى 20 نوفمبر الماضى أثناء تغطية المظاهرات المعترضة على الإعلان الدستورى بشارع قصر العينى، أصيب المصور الصحفى بجذع فى الكتف والكوع الأيسر وعدة كدمات وتجمعات دموية فى القدم والصدر. أما «فادى عزت» فتعرض لهجوم شديد من قِبل عدد من الإسلاميين فى أحداث «الاتحادية»، فبمجرد علمهم أنه مصور منتمٍ ل«الوطن»، هجموا عليه بشراسة وانتزعوا منه الكاميرا فأصيب بكدمات وجروح فى الجسد. «عمر زهيرى» لم يسلم من الاعتداءات التى تستهدف صحفيى «الوطن»، فأثناء تصويره النائب العام «طلعت عبدالله» أثناء خروجه من دار القضاء العالى بعد تقديم استقالته حاول الحارس الشخصى انتزاع الكاميرا منه، فرفض، فلكمه فى وجهه وذراعيه. وكما كان للصحفيين والمصورين نصيب، كان لمقر الصحيفة نفسها نصيب، ففى منتصف ديسمبر هدد أنصار حازم أبوإسماعيل بالاعتداء على مقر «الوطن» ومحاصرته، وفى 10 مارس تم الاعتداء بالفعل، حيث قامت مجموعة مجهولة مكوّنة من 40 شخصاً باقتحام مقر الجريدة، وأشعلوا النيران فى الطابق الأول وحطموا محتويات الطابقين الأول والثانى بعد نشر خبر عن علاقة «الألتراس» بالقيادى بجماعة الإخوان المسلمين «خيرت الشاطر». 24 مارس شهد أيضاً تعرض المحرر خالد محمد، للخطف من قِبل ملثمين قاموا بضربه بعصا وقالوا له: «لن نجرحك ولكن سنعرف كيف يتم تكسير عظامك». أخبار متعلقة: سنة أولى «طموح» عام من الانفرادات: من «يوميات مبارك» إلى قائمة الاغتيالات ووثيقة ماسبيرو عام من المعارك: قضايا وبلاغات.. هذا ثمن «الحقيقة»