دخلت الخلافات فى طريقة اختيار أمين عام جديد لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري "الحاكم"، شهرها الرابع على التوالي، بعد السحب الثقة من عبد العزيز بلخادم يوم 31 يناير الماضي. فقد أرجأ منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير عبد الرحمن بلعياط عقد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية لانتخاب الأمين العام للحزب بسبب ما وصفه بالاتفاق على الشروط التى يتوجب توافرها فى الأمين العام الجديد وطريقة اختياره وهل تكون بالتوافق أو بالإجماع . وقال عبد الرحمن بلعياط، فى تصريحات له نشرت اليوم، إن أعضاء اللجنة المركزية مجمعون على ضرورة انتخاب الأمين العام للحزب إلا أن استدعاء دورة طارئة لهذا الغرض لم تستوفِ شروطه بعد. وأضاف "لابد من توفير الظروف اللازمة لنجاح اجتماع دورة اللجنة المركزية المخصصة لانتخاب خليفة بلخادم على رأس التنظيم وأنه يعمل مع أعضاء المكتب السياسي في إطار الصلاحيات المخولة له لتحقيق هذا الغرض". وكان أبرز المرشحين لتولى منصب الأمين العام للحزب الحاكم، وهو عبد الرزاق بوحارة، قد توفي فى الحادي عشر من شهر فبراير الماضي، إثر تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة، عن 79 عاما. ويرى العديد من المراقبين أن عدم تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة -الرئيس الشرفي للحزب - فى حسم اختيار خليفة لبلخادم أدى إلى تفاقم النزاع، حيث يرى أتباع بلخادم ضرورة أن يتم أختيار الأمين العام الجديد بالتصويت مثلما تم سحب الثقة من بلخادم بفارق أربعة أصوات فقط، وهو الأمر الذى يرفضه خصوم بلخادم بشدة لفشلهم حتى الآن فى ضمان أصوات الأغلبية لأعضاء اللجنة المركزية للحزب ويطالبوا بأن يكون الأمين العام الجديد بالتوافق. وكان خصوم بلخادم - من بينهم وزراء بارزون فى الحكومة الحالية وهم أعضاء فى اللجنة المركزية بالحزب الحاكم - قد اتهموه قبل الثقة منه ب"محاولة تسخير مؤسسات الدولة لخدمة طموحاته الشخصية فى الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة فى عام 2014. وقد تمكنت جبهة التحرير تحت قيادة بلخادم الذي يشغل منصب الأمين العام منذ 2005 من الفوز بالانتخابات التشريعية التشريعية والمحلية لعام 2007 وكذلك انتخابات 2012. تجدر الإشارة إلى أن جبهة التحرير كانت شهدت أزمة مماثلة في 2003 أدت إلى استقالة أمينها العام علي بن فليس. ومنحت الجبهة حينها صلاحيات واسعة لبن فليس أثناء مؤتمرها الثامن في مارس 2003 بينها خصوصا تعيين كوادر الحزب ثم دعمت ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2004. لكن أعضاء في الحزب بينهم بلخادم رفضوا هيمنة بن فليس وشجعوا بوتفليقة القيادي التاريخي في الجبهة، للترشح مجددا للانتخابات الرئاسية.