اكتنف الغموض اختتام أعمال الدورة السادسة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم فى الجزائر مساء اليوم السبت فى ظل احتدام الصراع الدائر بين أنصار ومعارضى عبد العزيز بلخادم الذى تم سحب الثقة منه كأمين عام للحزب أول أمس الخميس بفارق أربعة أصوات فقط. وفى الوقت الذي أعلن فيه عبد الرحمن بلعياط عضو اللجنة المركزية عن جناح بلخادم عن اختتام الدورة السادسة للجنة المركزية والدعوة لاحقا إلى انعقاد دورة استثنائية لاختيار أمين عام جديد.
واعتبر عبد الكريم عبادة عن المعارضة المنضوية تحت لواء ما يسمى ب"حركة التقويم والتأصيل" أن الأمر يتعلق برفع الجلسة والإبقاء على الدورة الحالية مفتوحة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الخلاف وقع أيضا بخصوص لجنة الترشيحات لمنصب الأمين العام التى تم تشكيلها من طرف جناح بلخادم ، بينما رفضها معارضوه الذين دعوا إلى تشكيلها لاحقا وأن تكون نسبة التمثيل فيها بالتساوى بين الطرفين المتخاصمين.
وبفارق أربعة أصوات فقط وبعد ثمانى سنوات من توليه منصب الأمانة العامة للحزب الحاكم في الجزائر خسر بلخادم 68 عاما أول أمس الخميس منصب الأمين العام فقد أيد 160 عضوا فى اللجنة المركزية وهى أعلى سلطة فى الحزب سحب الثقة من بلخادم ، فى حين صوت 156 لصالح تجديد الثقة به أمينا عاما للحزب .
وكان عدد من أعضاء اللجنة المركزية من معارضى بلخادم اتهموه ب"محاولة تسخير مؤسسات الدولة لخدمة طموحاته الشخصية " فى تلميح إلى انتخابات الرئاسة المقررة فى أبريل عام 2014.
لكن بلخادم قال - فى تصريحات له - إن القصد من التهمة هو محاولة زرع الفتنة بينى وبين الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة ، مشيرا الى أنه كان دائما مع بوتفليقة.
ولم يعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة انحيازه لأى من الفريقين المتخاصمين فى حزبه.
ويتولى بلخادم منصب الأمين لحزب جبهة التحرير منذ عام 2005 ، فيما يرأسه شرفيا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ويرى المراقبون أن حزب جبهة التحرير الوطني تعتبر " بارومتر " لقياس درجة حرارة الصراع السياسى فهذا الحزب الذى حكم الجزائر بمفرده من 1962 إلى 1992 عرف أزمات وصراعات كادت تعصف به ورغم أن السلطة الجزائرية تدعمت بأحزاب أخرى تبنتها أو ولدت من رحم حزب جبهة التحرير ، إلا أن هذا الأخير ظل الركيزة الأساسية التى تستمد السلطة منها جزء كبير من شرعيتها.