قال الناشطان السياسيان أحمد دومة وخالد تليمية إن جماعة الإخوان المسلمين انضمت للثورة المضادة منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير، فيما كان الشباب الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم العمود الفقري للثورة، ثم يأتي الإخوان ليتاجرون بها. وطالبا الشباب بعدم تأييد رموز الثورة من الشباب إذا لم يتحدوا ويعودوا للوقوف جنبا إلى جنب، كما كان المشهد خلال الثورة. جاء ذلك خلال ندوة عُقدت بكلية التجارة بجامعة الزقازيق. وطالب دومة بضرورة التمسك بتحقيق أهداف ومبادئ الثورة، والقصاص لدماء الشهداء الذين قتلوا على يد نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان، وعدم السماح بتسلل اليأس إلى نفوس الشعب لأن ذلك سيعطل مسيرة الثورة، مؤكدا أن اليأس خيانة، وعلينا عدم الانزلاق إليه لحماية مبادئ الثورة واستكمال مسيرتها. وأضاف أنه جاء إلى المؤتمر ليستمد الأمل من الشباب في مواجهة استبداد النظام الحالي، ولتحقيق مبدأ الترابط والتكاتف بين كافة أطياف الشعب، بعيدا عن الخلافات السياسية التي تحدث دائما بين الأحزاب، وللاتفاق على تصحيح المسار لمواجهة كل من حاول سرقة أحلام المصريين، داعيا إلى ضرورة التمسك بمبدأ النضال وصولا للحرية والوحدة الوطنية، التي افتقدها الشعب منذ تولى الإخوان الحكم. وتابع قائلا: "نحتاج من الشباب المشاركة في الرأي والتوجيه نحو الطريق الصحيح بعيدا المنصات والحوارات"، لافتا إلى أن الشعب هو صاحب السلطة والقرار، محملا الشباب مسؤولية التخاذل في عدم محاسبة رموز النظام السابق. وقال خالد تليمة إن شعورا بالسعادة ينتابه بسبب تولي الإخوان إدارة شؤون البلاد، موضحا أن المصريين كان لابد أن يعيشوا التجربة ليروا استعلاءهم على جموع الشعب. وأضاف أن من أهم مزايا الثورة إسدال الستار على كثير من المعارضين، الذين كانوا يعارضون نظام مبارك لمجرد أنهم ليسوا في الحكم، ضاربا مثالا بالمستشار أحمد مكي، وزير العدل، الذي اختلف موقفه تماما عندما كان يدافع عن استقلال القضاء، وبوصوله للسلطة أصبح يضرب به عرض الحائط. وطالب تليمة أيضا بعدم الاستسلام لليأس والإحباط الذي انتاب الجميع عقب قرار براءة مبارك من قضية قتل المتظاهرين، مضيفا: "يوم 1 يناير 2011 كنت أنا ودومة و30 آخرين من الشباب بوسط البلد ليلا نهتف بسقوط مبارك، وحاصرنا الأمن المركزي ورغم ذلك لم نفقد الأمل وكنا على يقين بسقوطه، ويوم 25 يناير نزلنا الميدان، ويوم 28 بدأت كل الأحزاب بالمشاركة والنزول"، مشيرا إلى أن هذا أصبح درسا يوضح أن كل حاكم ظالم يقف أمام إرادة الشعب ستكون نهايته "مزبلة التاريخ". وقال إن "هناك فئة من الشعب تلومنا على ما حدث في البلاد، ويقولون إننا السبب في الانفلات والانقلابات والفتنة، لكن كل البلاد مرت بمثل تلك الأزمات ولابد لها من فجر جديد مشرق بعد الإطاحة بالظلم". وأوضح أنه "أسعد إنسان بأن محمد مرسي هو رئيس البلاد، وأن الاخوان من يحكمون الآن، لأنني أرى أننا أصبحنا نقدر على المطالبة بمحاسبة النظام الذي يحكمنا". وأوضح أن نظام الإخوان أسوأ من نظام مبارك، فمبارك كان يجري اتفاقات مع الفاسدين في الانتخابات، لكنه لم يجرؤ حينها على الخروج على شاشات التليفزيون للحديث مع الشعب ليرهبه أو يحاصر المحكمة الدستوريه العليا، رغم الفساد الذي كان مستشريا في البلاد حينها"، لكن "مرسي أقال النائب العام، وامتلك الإخوان من الجرأة والبلطجة ما جعلهم يمتنعون عن تنفيذ قرارات المحكمة بعودة النائب العام السابق لمنصبه".