أعلنت الحركات الثورية والاتحادات الطلابية بجامعات مصر، تحت شعار "حركة طلابية واحدة"، زحفها إلى مبنى وزارة التعليم العالي، رافعة راية النضال الطلابي ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الطلاب بمختلف الجامعات، والتي تنوعت مؤخرًا ما بين الاعتداء على الطلاب بالخرطوش بجامعة وأعمال بلطجة بأخرى وتهديد مصير طلاب بإحداهم، وما تبعها من تدهور أحوال المدن الجامعية وحالات تسمم ولحوم فاسدة بها، وغيرها الكثير من الأسباب التي دفعت طلاب مصر للتوحد من أجل المطالبة بحق الطالب الجامعي. وعلى الرغم من مشاركة طلاب الجامعات الحكومية والخاصة بقواها السياسية بالمسيرة، بما في ذلك طلاب الدعوة السلفية على خلفية أحداث جامعة المنصورة، إلا أن طلاب جماعة الإخوان المسلمين لم يظهروا بالمشهد ولم يعلنوا مشاركتهم في المطالبة بحقوقهم، باستثناء حركة طلابية ل"أخوات" الجماعة، والتي أعلنت على صفحة الدعوة الرسمية للمسيرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن مشاركتها غدًا مع زملائهم، إلا أنها قوبلت بوابل من الرفض والهجوم من قِبل الحركات المشاركة، ما دعا الحركة الثورية بالجامعة البريطانية لإعلان رفضها التام لمشاركة أي طالب إخواني. وأعلن عماد عبد الحميد، المنسق الطلابي لحركة شباب 6 أبريل بجامعة القاهرة، في تصريحه ل"الوطن"، رفضه مشاركة طلاب جماعة الإخوان المسلمين، قائلًا "إن هدف المسيرة الاعتراض على أداء وزير التعليم العالي المنتمي لجماعة الإخوان، لأنه سبب ما آلت إليه أحوال التعليم الجامعي في مصر، ومن المؤكد أن تصدر هتافات مناهضة لجماعة الإخوان"، متسائلًا "ماذا سيكون موقف طلاب الإخوان عندما نهتف ضد جماعتهم وهم معنا؟"، مشيرًا إلى أن تواجدهم بالمسيرة ليس له مبرر، على حد قوله. ومن جانبه، أعرب محمد الجزار، عضو اتحاد طلاب الجامعات الخاصة، وممثل الحركة الطلابية بالجامعة الروسية، ل"الوطن"، عن دهشته من إعلان بعض طلاب الجماعة عن مشاركتهم، مشيرًا إلى أن مطالب المسيرة إقالة وزير التعليم العالي ورئيس المجلس الأعلى للجامعات، وهو ما لم يؤيده طلاب الجماعة، موضحًا أنه تم إقصاء الجامعات الخاصة من اتحاد طلاب مصر، وما تعانيه الجامعات الخاصة من تهميش هو حصيلة ما فعله طلاب الإخوان وهي أحد الأسباب الرئيسية لمطالب الغد، لافتًا إلى أن مشاركة البعض منهم هي وسيلة ل"حفظ ماء الوجه" فقط، على حد تعبيره. أما معاذ عامر، عضو حركة "ثورتنا مستمرة" بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، فوصف طلاب الإخوان بأنهم "ليسوا أحرارًا في قراراتهم وإنما تحكمهم التزامات تنظيمية للجماعة، على غير طلاب القوى الثورية الذين رغم حزبية بعضهم إلا أنهم يتحركوا وفقًا لصالح الحركة الطلابية"، موضحًا أن طلاب الجماعة تحالفوا مع الإدارات ضد العمل الثوري والطلابي بالجامعات، لافتًا إلى أنه في حال مشاركتهم فهي ناتجة عن عدم تأثيرهم وخسارتهم الساحقة في الانتخابات الطلابية، واصفًا محاولة مشاركتهم في مسيرة الغد بأنه "خلق دور من العدم"، على حد قوله. فيما صرح أحمد نصار، رئيس اتحاد طلاب جامعة النيل، برفضه التام مشاركة طلاب الإخوان المسلمين في مسيرة الغد، التي تنادي بحقوق الطالب، معلقا على ذلك بقوله "طلاب الإخوان ليس لهم تأثير بين الطلاب حاليًا، وانتخابات الاتحادات الطلابية أكدت ذلك، ومحاولة وجودهم في مسيرة الغد هو أمر فيه تناقض وازدواجية، لأنهم السبب الرئيسي في معاناة طلاب الجامعات الخاصة والحكومية بسبب تخاذلهم وتهميشهم لنا، وغير منطقي مشاركتهم معنا لأنها مسيرة مناهضة للوزير الإخواني، فكيف يشارك فيها طلاب الجماعة؟". وبدوره، علق وسام البكري، مسؤول طلاب حركة "مقاومة" بجامعة حلوان، على محاولة بعض طلاب الجماعة المشاركة في مسيرة الغد، بقوله "طلاب الإخوان وافقوا على اللائحة الطلابية وكانوا سببًا في تمريرها رغم اعتراض كل طلاب الحركات الأخرى، وما زالوا يتبعون خطى النظام السابق، ويبدو أنهم أدركوا كره الشارع لهم وبين الوسط الطلابي، لذلك يحاولون خلق شرعية لهم بوقوفهم بجانب الطلاب"، واصفا ذلك ب"إزاي يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، مؤكدًا رفض الحركة مشاركة الإخوان شكلًا ومضمونًا.