«حذاء.. مريلة.. حقيبة كتب دراسية». كل ما تبقى من الطفلة سارة، 7 سنوات، لأسرتها بعد أن قُتلت على يد جارتها بمنطقة الصف التى خنقتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة داخل منزل المتهمة، ثم وضعتها فى برميل بلاستيك قبل أن تلقى بجثتها بعقار مجاور. أهالى قرية عرب العيايدة لن ينسوا التطورات المتلاحقة للجريمة التى استغرقت 21 ساعة وبدأت باختفاء الطفلة سارة فى الساعة الثانية عشرة ظهر الأحد الماضى، والعثور على حذائها وحقيبتها فقط الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم، ثم العثور على جثة الطفلة، غارقة فى دمائها، داخل منزل مهجور. حمادة محمد، 40 سنة، عامل فى مجلس الشعب ووالد الطفلة، كلما ينظر إلى منزل المتهمة الملاصق لمنزله يشير إليه «حسبى الله ونعم الوكيل، منها لله اللى حرمتنى من سارة». أنا مبعملش حاجة وحشة فى حد. من الشغل للبيت والجامع. عمرى ما عملت مشكلة مع حد فى القرية، اللى حصل لسارة حصل لبسمة.. بسمة ده بنتى كان عندها سنتين ونصف وغابت عن البيت لمدة ساعة.. وبعد ساعة الأهالى قالوا إنهم عثروا على جثة طفلة فى الترعة.. الكلام ده كان من حوالى 5 أشهر.. قلت الحمد لله وربنا يباركلى فى دنيا بنتى الكبيرة عندها 8 سنوات وسارة الله يرحمها.. بس النصيب.. ربنا كريم. الأب يترك حديثه عن واقعة غرق بسمة ومقتل سارة ويتحدث عن رحلة كفاحه وظروفه المادية الصعبة «أنا اسمى حمادة محمد من محافظة سوهاج، متزوج من حوالى 10 سنين، كنت باشتغل فى الأرض عندنا فى سوهاج وقدمت على وظيفة فى مجلس الشعب.. أى حاجة.. وبعد فترة ربنا كرمنى واشتغلت فى المجلس.. فضلت فترة عايش فى القاهرة لوحدى أصل مرتبى كان حوالى 400 جنيه مكانش يكفى أى حاجة.. وبعد فترة أخدت أوضه وحمام إيجار فى منطقة بولاق الدكرور وبعت جبت عيالى وزوجتى هنا فى القاهرة.. وبعد فترة اشتريت بيت فى الصف عشان أعرف أعيش، المرتب مكانش بيكفى أى حاجة.[Image_2] وعن يوم الجريمة: «سارة حضرت من المدرسة يوم الأحد الماضى حوالى الساعة 12 ظهراً واختفت.. أنا وأهل البلد فضلنا نبحث عنها فى كل مكان فى المقابر ومنازل القرية كلها.. لكن لم نتوقع أن تكون مدفونة داخل برميل بلاستيك فى المنزل الملاصق لمنزلى. وفى حوالى الساعة التاسعة 9 مساء عثروا على حذاء وحقيبة الطفلة، وبدأ أهالى القرية يتحدثون عن أن الطفلة موجودة فى القرية، يتابع الأب حديثه قائلاً: «وفى حوالى الساعة التاسعة صباحاً عثرنا على جثة الطفلة ملقاة بمنزل مهجور.. وبعد حوالى 12 ساعة، كشفت أجهزة الأمن عن مرتكبى الواقعة ولم نتخيل لا أنا ولا زوجتى أن تكون المتهمة «فوز» جارتنا وبعد كده عرفت من العميد محمود شوقى، مأمور مركز الصف والمقدم محمد مختار، رئيس المباحث والنقيب أحمد الحمزاوى، معاون المباحث أن جوزها خليفة ساعدها فى إخفاء الجثة.. مكانش باين عليهم كانوا بيلفوا معانا على سارة، منهم لله حسبى الله ونعم الوكيل». تلتقط الأم أطراف الحديث من الأب وتقول: أنا سقطت على الأرض فى حالة إغماء لما عرفت أن سارة ماتت.. اللى حصل أنا كنت بشترى خضار من السوق وسارة اتأخرت عن ميعادها فى المدرسة لفيت عليها وسألت عليها كل الناس كلهم قالوا إن سارة وصلت البيت.. أنا مش مصدقة أن جارتى قتلتها. المتهمة «فوز» هى الأخرى لم تنس تفاصيل جريمتها، وقالت إنها لم تقصد قتلها بل كانت تعاقبها لضربها نجلها مصطفى وأثناء ذلك، صرخت الطفلة فكتمت أنفاسها حتى فارقت الحياة. تشرح المتهمة تفاصيل الجريمة: «سارة ضربت ابنى مصطفى، أنا دخلتها الشقة وضربتها وهى صرخت رحت كاتمه أنفاسها.. بعد كده أنا خفت من أن ينكشف أمرى والمباحث تقبض عليا.. فكرت فى إخفاء الجثة.[Image_3] أحضرت برميل بلاستيك كان موجوداً عندى فى الحمام ووضعت جثة المجنى عليها بداخله وعلى الجثة كمية من الأحجار.. وظلت الجثة فى البرميل 10 ساعات متواصلة والوقت ده كانت البلاد كلها بتدور على سارة.. وهى كانت عندى فى البيت.. رحت أنا كمان لفيت عليها عشان أبعد الشك عنى.. وبعد شوية حضر جوزى من الشغل.. كنت أنا رميت حذاء الطفلة وحقيبة المدرسة فى منزل مهجور مجاور للمنزل بتاعنا. وأول ما حضر جوزى «خليفة»،حكيت له على كل حاجة.. رد على: «خربتى بيتى ربنا ينتقم منك».. أنا فضلت أتكلم معاه وأقنعه بأن يساعدنى فى إخفاء الجثة.. والساعة كانت واحدة بعد منتصف الليل طلعنا على السطح أنا وجوزى ورمينا الجثة.