قال الدكتور أحمد عمران، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المجتمعية، إنه يتفق مع تكوين الجماعة الإسلامية لجاناً شعبية للدفاع عن الوطن، وإنه يرحب بقرار النائب العام بمنح الضبطية القضائية للمواطنين لكى يجرى القضاء على البلطجة والسرقة والتعدى على المنشآت العامة، ورفض عمران دعوة البعض لإقالة وزير الداخلية أو الحكومة، مشدداً على ضرورة إعطاء حكومة قنديل فرصة لكى تؤدى مهامها. ■ فى البداية، بصفتك قيادياً بالجماعة الإسلامية هل تتفق مع وجود جماعات مدنية أو لجان شعبية تتولى حفظ الأمن فى الشارع؟ - نحن كجماعة إسلامية نتبنى فكرة وجود لجان شعبية فى الفترة التى أعلن فيها ضباط الشرطة الإضراب، على أن تكون تلك اللجان بالتنسيق مع قيادات الداخلية ولا تكون منفصلة عن الشرطة، فضلاً عن أن قانون النائب العام، الذى خرج مؤخراً وأعطى حق ضبط المتهمين للمواطنين، شىء طيب وضرورى فى تلك المرحلة ويساعد تلك المجموعات على أداء عملها. ■ أى أنك ترحب بصدور قرار الضبطية القضائية للمواطنين؟ - نعم، خصوصاً أن إضرابات الشرطة مستمرة، والمواطن من الممكن أن يدان لو قبض على أحد، أما الآن فالأمر أصبح قانونياً. ■ لكن هذه الجماعات توصف بأنها ميليشيات إسلامية لقمع المواطنين؟ - هى ليست ميليشيات، بل جماعات تدعم المواطن فى حماية حياته وممتلكاته وتطارد من يقومون بالعنف، والنائب العام أصدر قراره بالقبض على اللصوص والبلطجية من قبل المواطنين واحتجازهم ثم تسليمهم، وهو قرار تأخر كثيراً. ■ هل يحق لأية جماعة موجودة فى الشارع تجنيد المدنيين بحجة الدفاع عن الأمن؟ - هو ليس تجنيداً بل لجان شعبية بالتنسيق مع الشرطة، فى فترة يجب ألا يتخلوا عن مهام عملهم، وأنا ألوم ضباط الشرطة فى إضرابهم فى تلك المرحلة المهمة، خصوصاً قبل حكم قضية بورسعيد بيوم، وهذا ليس فى مصلحتهم بل ضدهم، لكن بالنسبة للأغلبية من الشرطة لم تدخل فى إضراب، وما زالت المراكز والأقسام تعمل، ولكن نسبة بسيطة هى التى أضربت، ويجب أن يلاموا لأن الوطن يمر بمرحلة حساسة ونجد إضرابات الشرطة التى من مهمتهم حماية الوطن. ■ هل أنت مع إقالة وزير الداخلية كما يطالب البعض؟ - وزير الداخلية له مدة قصيرة فى عمله، وأنا لست مع إقالته، فالشرطة تطالب بالتسليح؛ لأنها لا تتمكن من الدفاع عن نفسها وتطالب بإقالة وزير الداخلية، والمعارضة تطالب بإقالة الوزير؛ لأن هناك اعتداءات من قبل الشرطة على المواطنين، وهو أمر عكس المنطق، ويجب أن يأخذ وزير الداخلية فرصته ووضعه، وموضوع الإضرابات الفئوية لم يقابل بحسم. ■ كيف ترى استهداف وسائل الإعلام ومنها حرق جريدة «الوطن»؟ - حرق جريدة «الوطن»، ليس من الشرع والدين وهو شىء مؤلم جداً أن نجد الجريدة وصحفاً أخرى تُحرق، وهى تعبر عن آراء ولو كانت معارضة، لكن لا أحد يرضى أن يُقصف قلم أو يجرى الاعتداء على صحيفة أو وسائل الإعلام. ■ وهل أنت مع بقاء حكومة الدكتور هشام قنديل؟ - نعم، أنا أرفض إقالة الحكومة فى هذه الفترة، وأتفق مع بقائها حتى وجود برلمان جديد، تبادر من خلاله الأغلبية إلى تشكيل الحكومة الجديدة، ولا بد أن نعطى الحكومة فرصة لكى تحل مشاكل المواطنين؛ لأن الأزمة ليست فى تغيير الكراسى، بل فى تهيئة المناخ العام لكى تستطيع الجهات المسئولة العمل من خلاله. ■ وما موقفك من قوى المعارضة التى تنادى بانتخابات رئاسية مبكرة؟ - هناك أناس من المعارضين لا يملكون رؤية واضحة، وآخرون مخربون، وهم مضلِّون ومضللون، والهدف الأساسى وراء الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة هو القفز على مقعد الرئاسة، وليس لمصلحة الوطن، وأؤكد أن هناك اتجاهات وطنية نحترم آراءها وهم يجلسون للحوار ويريدون حل الأزمة، وإن لم يكن هناك احترام متبادل بين الأغلبية والمعارضة، فلن نشهد استقراراً، والرئيس لم يأخذ فرصته كاملة ولم تكن هناك فرصة لرئيس منتخب أن يكمل رؤيته وهناك إضرابات واعتصامات فى الشارع السياسى لإرباك الرئيس، وهناك صندوق احترمناه، هذه هى الديمقراطية، وإذا كنتم تحترمونها فلتقبلوا بالصندوق ولا تدعوا إلى انتخابات مبكرة. ■ تعنى أن من يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة يريد القفز على منصب الرئيس؟ - حتى وإن عقدت انتخابات رئاسية، هؤلاء يعانون من سوء تقدير، لأن الانتخابات الرئاسية لن تأتى بهم، بالعكس، الشارع الآن يشاهد من يخرب ومن يكسر، ومن يحاول البناء. ■ وهل الرئيس مرسى بالفعل قادر على إكمال مدته؟ - بقدراته الشخصية ومؤهلاته والمؤسسة الرئاسية التى تعمل معه والحزب الذى رشحه، هو قادر. ■ لكن هناك من يقول إن قرارات الرئيس تأتى من مكتب الإرشاد؟ - هذا كلام غير صحيح، وعلاقته بالجماعة أنه كان واحداً من الإخوان، الرئيس يتشاور مع كل القوى السياسية وكل الاتجاهات وليس عيباً أن يتشاور الرئيس مع الحزب الذى ينتمى إليه والحزب الذى رشحه. ■ وهل الدكتور مرسى الآن رئيس لكل المصريين؟ - نعم، هو رئيس لكل المصريين، وأكثر شخصية يمكن أن تمثل هذا الدور.