رغم أن المسافة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الإنتاج الحربى لا تستغرق أكثر من 3 دقائق، فإنها قد تستغرق وقتا طويلا للمرور من أحدها إلى الأخرى بسبب الباعة الجائلين المنتشرين على جانبى الطريق وفى منتصفه. بمجرد أن تخرج من محطة مترو «سعد زغلول» وتدخل شارع الفلكى متوجها إلى مبنى وزارة التربية والتعليم لقضاء مصلحة ما ستواجه صعوبة بالغة، فالطريق إلى مدخل الوزارة المخصص للجمهور، ملىء بعربات كارو تحمل الفاكهة والخضار، وعربات خشبية تحمل بضائع مختلفة مثل: لوف وأمشاط وأدوات منزلية، بالإضافة إلى عدد كبير من الباعة ممن لا يملكون تلك العربات، ويفرشون ملاءات قماشية عليها كل ما يمكن شراؤه. المهمة تبدو أصعب عندما تمر من أمام مدخل الوزارة ولا تراه بسبب كثرة الباعة المحيطين به، الأمر الذى يضطرك إلى العودة مرة أخرى، والمرور بين أقفاص الباعة ومحاولة تفادى الدراجات السريعة التى تحمل هى أخرى بضائع من نوعية «عيش وسميط». حال المواطنين من حال موظفى الوزارة الذين يصلون إلى مكاتبهم بالكاد، فمثلاً راقية محمد، لم تجد سوى القفص الخشبى الملاصق لمدخل الوزارة مكاناً، لتبيع الخضراوات، لتعود بسرعة لطفليها، خاصة أنها مطلقة وتعول أمها المسنة. روائح الخضراوات والفاكهة الفاسدة، وضجيج المارة، أصبحا ملمحاً أساسياً لمدخل الوزارة، رغم أن الهدوء يخيم على الباب الرئيسى للوزارة المخصص للسيارات فقط. رجال شرطة المرافق، لم يقفوا متفرجين، فكثيرا ما شتتوا الباعة من حول الوزارة لكنهم سرعان ما يعودون للبيع بالطريقة نفسها. محمد أحمد، أحد أفراد الأمن المخصص للوزارة، قال إن أعداد الباعة ارتفعت بعد الثورة وكادت تغلق مدخل الوزارة تماماً. «فرشة» ملابس داخلية حريمى هى أول ما يواجهك بمجرد الوصول إلى البوابة مباشرة، ويزيد الأمر حرجا، حينما تقف السيدات لشراء كل ما يحتجنه، دون الالتفات إلى مفتش أو موجه عام ممن يدخلون الوزارة، فقط ما يخشاه الباعة هو القضاء على مصدر رزقهم بعد اختيار رئيس للجمهورية، قائلين: «إحنا كبش الفداء لأى رئيس جمهورية جاى، على أساس إننا سبب العشوائيات اللى هيقضى عليها».