على بعد مترين من باب مدرسة رفاعة الطهطاوى الابتدائية يبدأ السوق.. أعداد كبيرة من البشر تختلط بها عربات الخضراوات والفاكهة ومحال الأقمشة، «سوق الخميس» إحدى علامات حى المطرية، تمكن لليوم الثانى من العرس الانتخابى من سحب البساط من تحت أقدام الناخبين، فالمدرسة التى بدت أمس الأول –أول أيام انتخابات الرئاسة- كمدرجات كرة القدم من فرط الناخبات المصطفات أمامها، صارت خاوية على عروشها، فمع دقات العاشرة من صباح الخميس حول أهالى المطرية، خاصة نساءها وجهتهن من الصندوق إلى السوق. «مش هياخدوا بكلامنا» تقولها الست فايزة من أمام عربة خشبية مغطاة بالبهارات، الأرملة الأربعينية ترى فى الذهاب إلى السوق خلاصاً من الصندوق الانتخابى، فقد عزمت عدم الإدلاء بصوتها فى الماراثون الرئاسى «أصلنا انتخبنا فى مجلس الشعب ولسة المشاكل بتزيد يبقى إيه الفايدة» وتعقب الأم لثلاثة أولاد «الكرسى بيغير فنشوف حالنا أحسن». تحمل فى كلتا يديها أكياس الخضار والفاكهة فى محاولة مضنية لمغالبة ضعف جسدها الضئيل الآيل للسقوط إثر «التسويقة» التى تحملها، وتقول بابتسامة صغيرة «نجيب طلبات البيت الأول وبعدين ربنا يسهل وننتخب بالليل». «التليفزيون شتت دماغ الناس»، تقولها الست نادية بعيون حزينة من خلف النقاب، السيدة الخمسينية صاحبة «فرشة الستائر» ترى فى الإعلام سبباً فى الزهد الانتخابى للبعض، والبحث عن أكل العيش لديها أهم من التصويت. السوق الذى يملك بين جنباته بضاعة من الإبرة إلى الصاروخ فضله العوام كعادة أسبوعية، يأتيه أهالى المناطق المجاورة من عين شمس والمرج وشبرا وحدائق القبة من المشترين والبائعين منذ عقود، كالحاجة حنان بائعة ملابس الأطفال التى تحضر إلى السوق كل خميس منذ أكثر من 15 عاماً، والتى قررت حجب صوتها الانتخابى «عشان كلهم بيوصلوا للكرسى وينسونا».