حالة الطوارئ: كيف تتعاملين مع طفلك أثناء الامتحانات

بدأ ماراثون امتحانات نهاية العام بعد أيام وتدخل البيوت في حالة معسكرات دراسية، تقضي على كل أشكال الترفيه التي يمكن أن يحظى بها الطالب.
يسود الصمت داخل المنزل، يُغلق التلفزيون، يُمنع الأبناء من الجلوس أمام الكمبيوتر، وتسحب الهواتف المحمولة لمنع متابعة "فيس بوك" و"تويتر".
يبدأ الأبناء في استحضار تبريرات قوية للحصول على الراحة أو الخروج من دائرة المراقبة التي تمارسها الأمهات على الأبناء، منها الصداع، وتقلصات المعدة، وألم العين.
تبرر الأم هذه الأعراض التي يعانيها الأبناء في هذا الوقت بأنها طرق مبتكرة للهروب من المذاكرة، ولكن أطباء علم النفس يؤكدون أن هذا غير صحيح، لأن في هذا الوقت يشعر الطلاب بالتوتر والقلق، فضلا عن المجهود الذهني الذي يتضاعف في الدراسة، لذلك يجب على كل أم الانتباه إلى شكوى أبنائها وأخذها بعين الاعتبار، والعمل على تقديم طعام مناسب لهم في موسم الامتحانات.
تقول د. أميرة إبراهيم اختصاصية علم النفس التربوي: "إن تجارب الأبناء في الحياة قليلة، ولعل أكبر توتر وارتباك يتعرض له الطفل حتى ينضج، هي فترة الامتحانات؛ حيث يشعر أنه يتحمل مسؤولية وعبئا كبيرا، خاصة إذا ما ظلت الأم ترهب الطفل من حصوله على درجات قليلة وخوفه من العقاب ربما يدفعه للشعور بأنه المرض الذي غالبا ما يكون نفسيا، ويزول بزوال سبب التوتر.
وتضع أميرة لكل أم خطة لتساعد الأبناء على قضاء فترة امتحانات هادئة وناجحة، خالية من التوتر والخوف الذي تبثه الأمهات في نفوس الصغار، تبدأ بعبارة "أنت عندك امتحان وقاعد قدام التلفزيون"، وتنتهي بتهديد صريح "لو جبت درجات وحشة هحرمك من الخروج والمصروف"، وهذه العبارات في رأي أميرة تضع الطالب تحت ضغط نفسي.
إليك الخطة:
1. لا ترفعى شعار الطوارئ والجو المشحون بالقلق ما تزيد من توترهم وخوفهم، بل ساعديهم على التركيز بتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم.
2. ضعى مع كل ابن من أبنائك جدولاً مناسبًا لمرحلته الدراسية، وعمره ومدى تركيزه واحتياجه للراحة، على أن يضم الجدول المواد الدراسية وعدد ساعات دراستها، ومدة الراحة بين المادة والأخرى.
3. نظمى مواعيد النوم، خاصة وأن بعض الطلاب يحبذون المذاكرة ليلا، والنوم نهارا، وهذه عادة سيئة يجب أن توقفيها، لأن النوم 8 ساعات ليلاً يساعد على المراجعة والمذاكرة بتركيز ونشاط.
4. خصصى وقتا للترفيه والاسترخاء بعيدًا عن المذاكرة، اتركيهم لمدة معينة يتم الاتفاق عليها بينكم لمشاهدة التلفزيون أو استخدام الإنترنت أو التنزه أو القراءة.
5. ابتعدى نهائيا عن المقارنات بين أبنائك والآخرين، حتى لا يشعرون بالإحباط، والأفضل زرع الحماس فيهم للتفوق.
6. كفى عن الشدة واللوم واتهامهم بالإهمال، وعبري لهم عن حبك وتقديرك وثقتك بهم حتى يتولد لديهم الثقة بأنهم قادرون على اجتياز الامتحانات بتفوق.
7. ساعديهم بتهيئة الجو العام بالمنزل، من هدوء وإضاءة خاصة بالمذاكرة، والعزوف عن كل ما يشتت انتباههم وأفكارهم .
8. امنعى الشجار والمشاحنات مع زوجك، لأن هذا يؤثر على تركيز أبنائك أثناء الامتحانات خاصة وأن حالتهم النفسية لا تتحمل في هذا الوقت مزيدًا من التوتر والقلق.
9. استبدلى الشاي والقهوة والنسكافيه التي يعتقد الطلاب أنها تمنحهم تركيزًا أكبر، وكذلك المشروبات الغازية التي تمنع امتصاص الجسم للكالسيوم، بالعصائر الفريش التي تساعد على التركيز مثل عصير المشمش، والجوافة، والطماطم.
10. ساعديهم على التخلص من التوتر قبل النوم بعد إرهاق يوم كامل من المذاكرة بتقديم مشروب مهدئ للأعصاب كالنعناع أو الينسون، وكذلك مشروب الشيكولاتة الساخن أوكوب اللبن الدافئ .
11. احرصى على تناول وجبات غذائية سليمة خالية من الدهون الزائدة التي قد تسبب لهم عسر هضم بسبب الاضطرابات التي يعانونها.
12. ابتعدي تمامًا عن الوجبات السريعة، واستبدليها بالخضروات والسمك والألبان ومنتجاتها، لأنها تقوي الذاكرة وتساعد على مد الجسم بالطاقة اللازمة.
13. انتبهي إلى تعويض السكريات التي تمنحهم الطاقة والنشاط وتجنبهم الخمول، فملعقة العسل الأبيض ضرورية وكذلك المربى في وجبتي العشاء والإفطار.
14. انتبهي إلى مراعاة مشاعرهم في هذه الفترة، لأنهم يتأثرون وتثور أعصابهم لأسباب بسيطة، وصغيرة بسبب خوفهم من الإخفاق أمامك بعد مساندتك لهم.
15. اقترابك منهم أثناء المذاكرة والسؤال على أحوالهم ومعرفة إذا كانوا يرغبون في طعام أو شراب معين، يمنحهم دفعة للأمام وشعور بالأمان.