لليوم الثانى على التوالى انطلق الآلاف فى مسيرات حاشدة بشوارع السويس لمواصلة احتفالاتهم بخرق حظر التجول، ورفض قانون الطوارئ. وأكد أبناء الغريب أن يوم 27 يناير، وهو يوم صدور قرارات الرئيس مرسى بحظر التجول وتطبيق الطوارئ، أصبح عيداً سنوياً، سيحتفلون به كل عام كدليل على عدم خنوع السوايسة للديكتاتورية. وفى الوقت الذى لم يطبق هذا الحظر بشكل فعلى على أرض الواقع، فقد طُبق على جماعة الإخوان المسلمين الذين اختفوا من الشوارع، فيما أعلن الثوار انطلاق دورى لكرة القدم تحت اسم «دورى الحظر». وليلة أمس الأول بدأ ثوار السويس يتوافدون على ميدان «الشهداء» بحى الأربعين، عقب صلاة العشاء، وجلبوا دمية على شكل «لمبى» للرئيس محمد مرسى يرتدى طربوشاً، وكتبوا عليها «ارحل يا مرسى» وهتف المتظاهرون «احنا فى الميدان.. والحظر للإخوان»، و«بالطول والعرض.. هنجيب مرسى الأرض»، ورفعوا لافتات دونوا عليها «30 يوم عسل لشعب السويس»، وأخذوا يغنون وينشدون «يا اللى من البحيرة ويا اللى من آخر الصعيد.. ويا اللى من إسماعيلية الحرة أو من بورسعيد.. قال بيطبق حظر علينا ده.. احنا اليوم فى عيد». وبمجرد أن وصلت الساعة التاسعة مساء بدأت تنطلق مسيرة حاشدة من ميدان الشهداء تضم الآلاف من أبناء السويس، وتضم جميع طوائف أبناء الغريب، من رجال ونساء وأطفال، رافعين أعلام مصر والسويس، وصوراً لشهداء ثورة 25 يناير، وشهداء الأحداث الأخيرة يتوسطهم «اللمبى» الخاص بالرئيس، وربط بعض الثوار فى مقدمة المسيرة، أيديهم بالحبال، ورفعوها لأعلى دليلاً على تقييد الحريات، وتكميم الأفواه اللذين يحاول فرضهما الرئيس مرسى بقراراته على مدن القناة. وتحولت المسيرة إلى احتفال كبير، حيث رقص الثوار على الطبل البلدى وسط أصوات السيارات والدراجات البخارية، والألعاب النارية. وانطلقت الزغاريد من شرفات المنازل وألقى الأهالى من منازلهم الحلوى على المتظاهرين تعبيراً عن تضامنهم معهم. وتميزت التظاهرات بالسلمية الكاملة، حيث أمّنتها اللجان الشعبية وأمّنت المؤسسات الحيوية بشارع الجيش الذى انطلقت فيه التظاهرة، ومنعوا مرور بعض المتظاهرين للشارع المؤدى لمبنى محافظة السويس حتى لا يحدث احتكاك بين الثوار وقوات الجيش المكلفة بتأمين المحافظة. وأكد أحمد الكيلانى، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن شعب السويس أثبت أنه لا يركع لأى ديكتاتور، وعلى أرض الواقع تحول حظر التجول ليطبق بشكل فعلى على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فلا يستطع أحد منهم التجول الآن فى الشوارع، ومعهم مدير الأمن والمحافظ. فى السياق ذاته انطلقت مساء أمس المباراة الأولى لدورى «حظر التجول» لكرة القدم بين فريقى حركة «قادمون السياسية»، وحركة «كاميرا السويس»، انتهت بفوز «قادمون» بنتيجة 3-2. وأكد تامر ريفو، الناشط السياسى بالسويس، أن الدورة تم تنظيمها اعتراضاً على قرارات الرئيس مرسى وأن المباريات ستبدأ يومياً الساعة التاسعة مساء، وقت بدء الحظر وستستمر مبارياتها لمدة شهر كامل حيث تقام المباراة النهائية فى آخر يوم. وفى ميدان الشهداء بحى الأربعين قضى المتظاهرون ليلتهم فى الغناء والرقص على أنغام السمسمية و«الحنة السويسى» والأغانى الشعبية التى تشتهر بها السويس. من جانبها أصدرت «جبهة الإنقاذ الوطنى» بالسويس بياناً طالبت من خلاله بعزل وزير الداخلية، واللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، وتقديم الأخير لمحاكمة عاجلة بتهمة التسبب فى قتل 8 من الشهداء خلال تظاهرات إحياء الذكرى الثانية للثورة فى 25 يناير الماضى.