سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صغرى فتيات "البلاك بلوك": خفة حركتنا وشجاعتنا وإحساسنا بالظلم من "الإخوان" أهم أسباب انضمامنا لا نفكر بالزواج ووهبنا حياتنا للسياسة وأرواحنا ليست أغلى من شهداء الثورة
لم يكن من السهل التعرف على هويتهم، أو ما إذا كانا شابين أم فتاتين، بعد أن أخفى القناع الأسود ملامحهما، لكن إحساسهم بالظلم ورفض الديكتاتورية وحكم الإخوان المسلمين ورغبتهم في تقديم أي شيء للوطن، كان من أهم أسباب انضمامهما إلى مجموعة البلاك بلوك في الإسكندرية.. إنهما "مي" و"منى" ابنتا ال18 عاما، والطالبتان بإحدى مدارس الثانوي التجاري. من يرى مي ذات الملامح الصغيرة البريئة لا يصدق عمرها الحقيقي، ولا أنها إحدى الأعضاء المؤسسين لحركة "البلاك بلوك" بالإسكندرية. تقول مي "كنت مستاءة من الظلم الشديد من قبل السلطة الحاكمة وتعاملها العنيف تجاه المتظاهرين السلميين ولم يكن باستطعاتي تقديم أي شيء ولكن بمجرد أن عرضت عليّ صديقتي فكرة الانضمام إلى هذا الجروب، لاقت الفكرة قبولا لدي، وبدأت في متابعتهم عبر موقع "فيسبوك"، وأرسلت لهم رسائل للانضمام، وبعد عدة مقابلات وافق قائد المجموعة على انضمامي إليهم وتسليمي كافة أدوات الفريق من أقنعة وملابس مدون عليها شعار الحركة". وتضيف بحماسة شديدة لا تتناسب مع عمرها الصغير، "بالرغم من خوف والدتي من انضمامي إلى هذا الجروب، بخاصة وأن والدي متوفى وأنا أكبر أخوتي، وتصديقها لما يتردد من اتهامات باطلة لمجموعتنا، إلا أنها عندما شاهدتني بتظاهرات 25 يناير لإحياء ذكري الثورة وأنا أقدم الإسعافات الأولية للمصابين اطمأنت وتأكدت أننا نعمل لمساعدة الآخرين، ولسنا بلطجية كما يردد البعض". وتستكمل "أنا بكره مرسي والإخوان المسلمين وأرفض أن أكون ضمن أي حزب سياسي أو حركة لأنهم يستغلونا، علشان كده قررت إني اشارك في السياسية من خلال "بلاك بلوك" بعد ما اقتنعت بفكرهم وأسلوبهم وحبيت العمل معاهم وحسيت إني بدافع عن الحق وعن ولاد بلدي اللي ماتوا في الثورة وأحداث بورسعيد والاتحادية والسويس، وشجعتني فكرة أن وجهى ملثم حتى لا يعلم أحد أنني فتاة، وأتمكن من التعامل مثل الشباب وأقوم بنفس مهامهم في الدافع وتقدم مسيرات الغضب". وأوضحت أنها لا تفكر في الزواج، وأنها وهبت حياتها للسياسية والوطن. وتستطرد "أنا اخترت طريق الحرية والدفاع عن الوطن حتى لا يعيش أولادي وأخواتي الصغيرين في فقر وجوع ويشوفوا الذل والقهر من خلال جماعة تحكم بالديكتاتورية". وتقول منى "بالرغم من رفض والديّ الشديد لهذا الجروب، إلا أنني تحديتهم وانضمت لاقتناعي الشديد بأفكارهم ورسالتهم"، لافته إلى أنها تعلمت الكثير الذي جعلها تسابق من في عمرها من "سرعة البديهة والتفكير الدائم والسريع واتباع التعليمات واحترام الرأي وبالأخص رأي قائد الفريق". وتشير إلى أن "الرهبة من المشاركة والخوف من المواجهة اختفت في أول مواجهة، وعند بدء الاشتباكات"، لافتة إلى أنها تعاند أكثر وتصر على وجودها في هذا الجروب كلما تستمع الى تصريحات الإسلاميين حول تكفير من يعارضهم. وتضيف أن أسلحتهم في الاشتباكات للدفاع عن نفسها الألعاب النارية والمولوتوف والطوب وليست رصاص أو آلي أو خرطوش، مؤكدة أنهم قبضوا على البلطجية خلال تظاهرات 25 يناير الماضية وقاموا بتسليمهم إلى قوات الأمن. "نحن لا نخاف من الموت لأننا أصحاب حق، فالحرية والعدالة الاجتماعية من حقوقنا المسلوبة، وأرواحنا ليست أغلي ممن ضحوا بأنفسهم لإسقاط النظام السابق"، هكذا كانت جملة النهاية لفتيات بلاك بلوك بعد ما ألقين اللوم على الأهالي الذين مازالوا يخشون الأنظمة الحكومية ويتهاونون في حقوقهم وويعيشون تحت حكم الديكتاتورية.