فرحته باليوم لم يكن لها علاقة بالحدث نفسه، فالاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة لم يمنعه من النزول ومواصلة عمله اليومي، لكن ثمة اختلاف يوضحه الرجل فرحا "زملائي قالولي إن اليوم هيكون الشغل فيه خفيف لأن الإخوان الله يباركلهم هينزلوا ينضفوا بدالنا". بدأ يومه من الثامنة صباحا .. أمسك بالمقشة منتظرا أن يري أحدهم قادما بمقشته وجاروفه، لكن سيد عامل النظافة بشارع المنصور بالدراسة لم يجد سوى مزيد من الأوامر من قيادات الحي "النهارده لازم الشوارع تبرق مش عايزين قشاية في الأرض". على بعد خطوات من مكان عمل عم سيد، جلس أمين حزب الحرية والعدالة داخل مقر الحزب بالدراسة مرحبا بفرقة الشرطة التي تتولى "حماية المقر و تأمينه"، وتحت شعار "قوتنا في وحدتنا" جلس يشرح برنامج الاحتفال في "عيد الثورة"،"احنا النهاردة مش مهمتنا التنظيف بأيدينا ولكن مهمتنا هي تحفيز الأجهزة التنفيذية على القيام بواجباتها ثم يبدأ دورنا بعد الظهر في التجميل بالدهانات والتشجير". "الجمالية" و"الدراسة" حازا على نصيب الأسد من أشجار "حي وسط" اليوم، حسب تأكيد إبراهيم داوود أمين الحزب في الجمالية، "احنا بنوزع الشجر على الناس بالبطاقة، اللي عايز شجرة بيسيب صورة البطاقة وإحنا بنوديها لحد عنده"، أدوات الدهانات اصطفت داخل المقر استعدادا لرسم علم مصر على كل أشجار الحي وتجميل أسوار المنشآت، إضافة لمهرجان التلوين للأطفال "الاحتفال بالثورة يكون بالعمل مش بالتظاهر والهتاف". يدخل أحد عمال النظافة سائلا "هي نتيجة المسابقة الدينية طلعت ولا إيه؟"، فيخبره داوود أن اسمه لم يكن بالكشوف، ويضيف "إن شاء الله المسابقة الجاية يا سعيد"، فيخرج سعيد متمتما "تلاقي الإخوان هما اللي فازوا ربنا يكتر من أفراحهم".