"يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي"، ذلك هو نص المادة "98" من قانون العقوبات، والمعروفة باسم "مادة ازدراء الأديان"، والتي كانت سببًا في حبس العديد من المثقفين والكتاب والمفكرين. "إسلام بحيري"، و"فاطمة ناعوت"، هما اسمان في ذيل قائمة طويلة للمتهمين بازدراء الأديان من ضحايا المادة "98" من قانون العقوبات، اختلفت اتجاهاتهم السياسية والعقائدية، وتنوعت أسباب الاتهام، لفنانين وكتاب وصحفيين ومخرجين ومفكرين ودعاة من السلف والإخوان، فمثلًا الداعية السلفي محمد حسان، واحدًا ممن اتهم بازدراء الأديان، بسبب قوله في أحد البرامج التلفزيونية: "ليس من العيب أن يعرض الأب ابنته للزواج من صاحب الدين، والسيدة خديجة هي من عرضت نفسها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، كما اتهم مجدي حسين، أحد قيادات تحالف "دعم الشرعية" المؤيد للإخوان، بازدراء الأديان وتحريف القرآن، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات. الروائية "نوال السعداوي" نالتها التهمة عام 2007 بسبب روايتها "الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة"، وأيضًا المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، حينما قال "بس خلاص" بعد الانتهاء من قراءة القرآن، وكذلك المخرجة إيناس الدغيدي، والإعلامي باسم يوسف، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، والداعية السلفي "أبوإسلام" بعد تمزيقه "الإنجيل"، حتى نجم الكوميديا الفنان عادل إمام لم يسلم منها، هو والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى. المصريون عرفوا مصطلح "ازدراء الأديان"، مع المادة "98"، والتي أدخلت على قانون العقوبات في يونيو عام 1981، ووضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك عقب أحداث الفتنة الطائفية، التي شهدتها القاهرة، وتحديدًا في منطقة "الزاوية الحمراء"، وراح ضحيتها العشرات من المصريين، وتم إحراق ممتلكات للأقباط، وتتضمن بعض المنازل والمحال التجارية، وعرفت ب"أحداث الزاوية الحمراء"، وروج النظام المصري وقتها، بأن المادة وضعت لوأد الفتنة الطائفية، وتجريم استخدام أي دين لسب دين آخر. ويمر 35 عامًا على المادة، التي وضعت لوأد الفتنة الطائفية، إلا أن أحداث الفتنة لم تنته، وظهرت على فترات متباعدة، كما أن الكثيرين سقطوا ضحايا لتلك المادة من المسلمين والمسيحيين، فكما سقط "إسلام بحيري، وفاطمة ناعوت، ومحمد حسان، وأبو إسلام، وعادل إمام"، سقط أيضًا من الأقباط ضحايا، منهم "نجيب ساويرس"، والذي نجا من الحبس في مارس 2012، عندما نشر صورة ل"ميكي ماوس وزوجته ميني"، بلحية ونقاب. برأت محكمة جنح قصر النيل، رجل الأعمال نجيب ساويرس، إلا أن تلاميذ المنيا لم ينجو منها، وحكمت محكمة مصرية على 4 طلاب مسيحيين بالحبس 5 سنوات في فبراير 2016، بسبب فيديو به مشهد تمثيلي أداه التلاميذ، تهكموا فيه على أداء "داعش" للصلاة، وذبح ضحاياهم في نفس الوقت، فصبت عليهم لعنة "المادة 98"، أو "ازدراء الأديان".