قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إنه قرر ترك موقعه وعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، لإتاحة الفرصة لجيل جديد من شباب الحزب لتولى موقع القيادة. وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أن التمثيل الضعيف للحزب داخل مجلس النواب الحالى له أسباب خارجة عن إرادة القيادات، مؤكداً أن الدولة تعمل ضد الأحزاب. انتقاد «زهران» لأداء الحزب «مزايدات انتخابية» وراضٍ تماماً عن فترة رئاستى ■ لماذا قررت ترك رئاسة الحزب ولم تترشح مجدداً؟ - لسببين، الأول من أجل تأسيس ديمقراطية حقيقية، هدفها تداول السلطة، لأننى أعتقد أن كل المناصب القيادية، سواء حزبية أو تنفيذية وحتى رئيس الجمهورية، يجب أن تكون لمدة محددة لأن طول المدة يؤسس للفساد والشللية والديكتاتورية، والسبب الثانى أن السن له أحكام، وبالتالى يجب ترك الفرصة للأجيال الجديدة، فلا بد للإنسان فى فترات معينة أن يغير طبيعة عمله، فكل فترة فى العمل لها مقتضياتها، ولذلك يكون لديك مرحلة للتغيير وإتاحة المجال لآخرين. ■ إذن ماذا سيكون موقعك داخل الحزب؟ - سوف أترك جميع المناصب القيادية، ولكننى سأحتفظ بعضوية الحزب، وهناك احتمال أن أكون فى مجلس أمناء الحزب أو أتولى قيادة المجلس، إلا أننى لن أكون عضواً فى أى موقع قيادى، وما سأفعله هو تقديم المشورة، والإسهام فى التمويل، والمشاركة فى زيادة العضوية. ■ برأيك، أياً من القائمتين تجدها أفضل؟ - السياسة ليس فيها حياد، وأرى أن من يتقلد منصباً يجب أن يكون محايداً، ولا أزال رئيساً للحزب حتى الآن وحتى نهاية الانتخابات، وبالتالى لا يمكن أن أعلن تأييدى الصريح لقائمة على حساب أخرى، ولا يمكن أن أوقّع على بيان تأييد أيضاً لأى منهما، وأرى أن الأفضل من بينهما هو من سيقوم أعضاء الحزب باختياره، وأرى أن كل مرشح منهم له مزايا وعيوب، والناخب هو من سيقرر. ■ لكن البعض وجّه انتقاداً قاسياً لفترة رئاستك بتراجع دور الحزب وحصوله على 4 مقاعد فقط فى الانتخابات البرلمانية رغم حصوله على 20 فى الانتخابات السابقة. - حصلنا على 20 مقعداً فى برلمان 2012 لعدة أسباب، الأول أن النظام الانتخابى كان يسمح لنا بالمشاركة فى الانتخابات من خلال القائمة النسبية والمقاعد الفردية، وكانت النتيجة أن جميع مقاعدنا التى حصلنا عليها فى هذه الانتخابات كانت من خلال القائمة النسبية ولم نحصل على أى مقعد فردى، أما انتخابات 2015 فإن النظام الانتخابى فيها كان القائمة المغلقة المطلقة والفردى، وبالتالى الموقف كان أصعب ومع ذلك حصلنا على 4 مقاعد فردية، والسبب الثانى أننا خُضنا انتخابات 2012 داخل تحالف الكتلة المصرية، وهذا التحالف كان له أياد دعائية كبرى بجوار حزب المصريين الأحرار ووجود قناة كبرى تدعمنا وهو ما افتقدناه حالياً. ■ لكن فريد زهران تحدث عن رغبته فى ضم الأعضاء الذين تركوا الحزب احتجاجاً على بعض الأمور. - لم أكن أود التحدث فى هذه النقطة، لأن أحد الأسباب المهمة فى ترك بعض الشخصيات عضوية الحزب هو تصرفات بعض قياداته، ولن أذكر أسماء حتى لا أؤثر على سير الانتخابات الداخلية، ويجب التأكيد على أن حجم العضوية حالياً، وأنا أستعد لترك موقع الرئاسة، أكبر بكثير مما كان عليه منذ عامين. ■ وما رأيك فى هجوم فريد زهران وانتقاده لك؟ - أرى أنها مزايدات انتخابية، ولن أرد عليه، وأتمنى له إذا وُفق فى النجاح أن ينال أكبر شعبية فى تاريخ الحزب، ويصبح قادراً على إيجاد تمويل ضخم، بل ويستطيع أن يحصل على عضوية 50 نائباً فى البرلمان المقبل وليس 4 فقط. ■ لكن لا يمكن أن ننكر أن هناك أزمات داخلية فى الحزب نتج عنها انقسامه إلى جبهتين؟ - أنا كرئيس للحزب لا أتخذ أى قرار إلا بعد موافقة حقيقية من الأعضاء، وما حدث داخل الحزب ليس انقساماً وإنما تنافس حقيقى مشروع. ■ وهل تؤيد دمج الحزب مع أحزاب أخرى؟ - أرجو أن يحدث ذلك مستقبلاً، لأننا يجب أن نكبر، وأعتقد أن الوضع السياسى فى مصر سوف يؤدى إلى انخفاض أعداد الأحزاب السياسية الموجودة والاندماج فى كيانات كبيرة، لأن الدولة تعمل ضد الأحزاب الحقيقية.