رحلة بالإماراتوتركياوإيطاليا انتهت ب«محل صغير بالجيزة» بابتسامة صافية لا تغادر وجهه يستقبل زبائنه كل يوم، مرتدياً زيه الأحمر وطاقيته البيضاء، يصنع فطيرة تلو الأخرى على لوح الصاج الموضوع أمامه فوق شعلة نار هادئة، يمزج فطائره بالسكر المطحون ويقدمها لمن يرغب بالشراء مقابل جنيهين ونصف الجنيه، سعر الفطيرة الواحدة، أشكال مختلفة للفطائر يتقنها الرجل الخمسينى: «بعمل فطير بالمربى والموز والمكسرات، والبيتزا بأنواعها»، هكذا وصل الحال بالشيف رأفت، الذى عمل فى أكثر من دولة حول العالم، حتى انتهت به الرحلة إلى بائع فطائر شعبى. ورث عم «رأفت» مهنته عن والده، وقرر العمل بها وعمره 10 سنوات بعد أن ترك المدرسة وشغف بعمل الفطائر بأشكالها المختلفة: «المهنة ورثتها أباً عن جد، وأخواتى اتعلموها بس محدش كمل فيها غيرى، كان عندنا محل كبير فى الجيزة بس اتهد لأن البيت كان قديم والمحل راح»، من هنا بدأت مأساة الرجل الخمسينى التى جعلته يتجه إلى ممارسة عمله بالخارج، بدأ عم «رأفت» رحلة سفره بدولة الأردن، واستطاع ادخار مبلغ ضخم: «جوزت عيالى كلهم الحمد لله، وبعدها سافرت على الإمارات ثم السعودية ثم الكويت»، رحلته لم تنحصر بين الدول العربية فقط، بل توجه إلى أبعد من ذلك: «اشتغلت فترة فى تركيا ويوغوسلافيا، وقضيت فترة تانية فى إيطاليا بشتغل فى الفطائر والمعجنات، كل بلد ماكنتش بستمر فيها أكتر من 3 سنين، وفى الآخر رجعت بلدى»، بين الرحلة والعودة تغيرت معالم عديدة، من محلات ومطاعم العالم إلى محل صغير فى حارة صغيرة بحى بولاق: «بضطر أطلع على التروسيكل وأبيع فى الشارع، لأن المحل زى معمل كده بحضر فيه الفطير من بالليل وأصحى الفجر أجهز الحاجة وأطلع أسترزق، ولما ربنا بيكرم وبخلص الفطير اللى معايا كله بدرى برجع البيت، وبتكون الساعة حوالى 10 بالليل»، لا يعمل بمفرده، يشاركه أبناؤه: «عيالى متعلمين نفس الصنعة وبيساعدونى، إحنا فى مكان صغير وبسيط، لكن بنكسب كويس لأننا بنبيع كتير».