قبل أيام قليلة من حلول العام الدراسي الجديد شهدت وكالة البلح التي تعتبر أقدم وأكبر أسواق الملابس المستعملة والجديدة في مصر رواجاً غير مسبوق من جانب المستهلكين بالنسبة للأسواق الأخرى وذلك يرجع لرخص الأسعار للمعروضات من ملابس الخاصة بزي المدارس وشنط المدرسة حيث تتباين الأسعار فيما تتميز بالرواج والتخفيضات والأقبال من قبل المستهلكين مع ارتفاع الأسعار في أسواق الملابس الأخرى . فهي تعتبر ملاذ الفقراء وغنيمة البسطاء ولعبة التجار . على حد قول التجار والمواطنين وأجمل ما يميز هذا المكان بالنسبة للفقراء وجود ملابس نصف مستعملة وتشبه الجديدة وفقاً لقول ذبائنها. بدأت جولة "الوادي" داخل وكالة البلح بين استاندات عرض ملابس المدارس والشنط المستعملة التي تبدأ من جنيهين ونصف حتى 70 جنيهاً فيقول أحمد عبد الباسط صاحب محل بالوكالة أن حركة المبيعات في وكالة البلح تبدو مرضية للغاية وخصوصاً في المواسم وقد نشط السوق قبل العام الدراسي الجديد بحوالي أسبوع حيث أن ارتفاع تكاليف الحياة جعل الزبون يفكر في الملابس فقط في المناسبات لأولاده والمدارس تعتبر موسم تضطر فيه المواطنين لشراء الزي لأولادهم لكن إرتفاع تكاليف الحياة جعلت أيضاً المواطن يأتي إلى وكالة البلح ليشتري بعض الملابس المستعملة التي تظهر عليها أنها جديدة خصوصاً وأن كل أسرة بها أكثر من تلميذ ولا يستطيعون شراء ملابس جديدة لكل هذا العدد فكان لذلك الإتجاه إلى المستعمل وخصوصاً في وكالة البلح .فهناك إقبال شديد من قبل المواطنين على شراء المستعمل وبدل القميص ممكن شراء إثنين بنفس سعر الجديد ولا فرق بينهما. مشيراً إلى أنه بعد أن كان معظم رواد الوكالة قديماً من البسطاء أصبح الأن معظم روادها من الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة وذلك بسبب سوء الحالة الإقتصادية التي أصبح يعاني منها الجميع مضيفاً بأن سوق الملابس المستعملة تعد منافساً قوياً للجديد خاصة أن أسعارها تقل عن الجديد بنسبة تصل إلى 50% ببعض السلع وهذا يمثل عامل جذب للكثيرين في ظل أن نسبة كبيرة من المصريين من محدودي الدخل .وفيما يتعلق بالأسعار أوضح أن سعر البنطلون الجينز يتراوح بين 60 إلى 70 جنيهاً والقماش يبدأ من 25 إلى 35 جنيهاً ويباع قميص المدرسة بأسعار تتراوح من 25 إلى 40 جنيهاً ويباع التيشرت بسعر يتراوح من 20 إلى 30 جنيهاً وتبدأ أسعار البلوزات بالنسبة للبنات حسب الجودة من 20 إلى 40 جنيهاً . ويقول ابراهيم عبد السيد تاجر بوكالة البلح لاشك أن حركة البيع لدينا أفضل من الأسواق الأخرى وخصوصاً فترة ما قبل الدراسة بسبب أن الأسعار لدينا تقل عن تلك الأسواق بأكثر من 70% بالرغم من أن معظمها بضاعة مستوردة لذلك يقبل على شرائها كثير من المواطنين من مختلف الفئات مشيراً إلى أن السوق كان يعاني من حالة ركود شديدة ألا أنه حدثت انفراجة في الأيام القليلة الماضية قبل بداية العام الدراسي الجديد أضاف أن سعر البضاعة يتوقف على نوعيتها حيث تصل البضاعة إلى موانىء بورسعيد والسويس قادمة من أوروبا في شكل بالات من خلال شركات إستيراد وهناك أنواع للبالات أحسنها الكريمة وهي البالة التي تحتوي على ملابس بواقي تصدير أو لا توجد بها عيوب . وبين الإستندات بوكالة البلح شاهدنا مصطفى محمود طالب في الإعدادية قال إنه نزل مع والديه لشراء ملابس العام الدراسي الجديد من وكالة البلح بالذات لأن أسعار الوكالة تنافس أسعار وسط البلد من حيث الجودة ومن حيث وجود تشكيلات مختلفة في الأذواق مع العلم أن أذواق وسط البلد هي نفس الأذواق داخل الوكالة مع وجود تنافس شديد في السعر فالأسعار هنا في وكالة البلح قليلة جداً بالنسبة لوسط البلد ومناسبة لدخل والدي الذي يعمل موظف بشركة كهرباء مدينة نصر فأنني إشتريت التي شيرت من الوكالة ب40 جنيهاً ويباع نفس التيشرت في محلات وسط البلد ب130 جنيهاً مشيراً إلى أنه بدلاً من شراء طقم واحد للمدرسة فأني اشتريت ثلاثة أطقم من داخل الوكالة بنفس الميزانية التي حددها والدي لشراء مستلزمات المدارس .لافتاً أنه لاحظ وجود ملابس مستعملة ولكن تشبه الجديدة. وأيضاً شاهدنا أمام محلات وكالة البلح السيدة فاطمة السيد علي ربة منزل 34 عام ومعها طفليها إنجي وكريم في المرحلة الإبتدائية وعند سؤالها عن سبب نزولها إلى وكالة البلح قالت فاطمة إنها توجد في الوكالة ملابس مستعملة لكن تشبه الجديدة وبصراحة أنا لا أستطيع شراء ملابس المدرسة كلها جديدة لأولادي فلذلك أتوجه إلى وكالة البلح لشراء إحدى الملابس مستعملة وممكن الأخرى تكون جديدة وبصراحة وكالة البلح فيها كل شىء وأسعارها في متناول الأسر البسيطة مثلي وكل عام أتوجه إليها لشراء ملابس المدرسة وليس فقط بل كنت هنا منذ أيام قليلة لشراء ملابس العيد لكن كانت كلها ملابس جديدة بسبب رخص الأسعار في وكالة البلح . وأضافت فاطمة أن طقم واحد للمدارس لا يكفي بل يجب شراء طقمين للتبادل بينهما خلال الإسبوع لذلك أشترى المستعمل بنفس سعر الطقم الجديد الواحد ... وهو ما يتناسب مع دخل زوجي الذي يعمل ميكانيكي سيارات .