تعد المستشفيات أحد أهم المنشآت الحيوية والتي تنهار تحت وطأة الضربات المتتالية، فبعدما عجزت الدولة عن إيجاد حلول لمشكلة البلطجة التي ترتب عليها إغلاق اقسام الاستقبال والطوارئ واعتصام الأطباء وتهديدهم بالإضراب، ووصل الأمر إلى دعوة مجلس النقابة العامة بأن يحمل الأطباء أسلحة للدفاع عن أنفسهم، فيما يعرف بحملة "سلاح لكل طبيب"، تتعرض المستشفيات مؤخراً لانقطاع مستمر في التيار الكهربائي وبصورة متكرره، مما دفع الأطباء لمطالبة المسئولين بوقف تلك المهزلة فوراً حفاظاً علي حياة المرضى، بعد تعذرهم إجراء عمليات جراحية حرجة لانقطاع الكهرباء، فيما تجرى عمليات أخرى على أضواء الشموع أو الهواتف المحمولة محملين وزارة الصحة المسئولية عن توفير الكهرباء بشكل ملائم. قالت د. مني مينا عضو مجلس نقابة الأطباء والمتحدث الرسمي لأطباء بلا حقوق، أن ما يصعب الأمور أن المشكلة تبدو وكأن لا أحد يريد حلها، محذره من خطورة الأيام المقبلة إذا تنتهي تلك الأزمة، فالأمر سوف ينتهي بكارثة يتم علي إثرها إغلاق المستشفيات نهائياً كرد فعل من الأطباء على التجاهل التام لمطالبهم بتوفير حراسة على المستشفيات وتأمينها، وأصبح من المعتاد يومياً سماع أنباء عن إصابة طبيب أو إطلاق نار في مستشفي أو أقتحام أهالى لغرف عمليات. وتابعت أن الاعتداءات فاقت الحد ولا يوجد طبيب يستطيع العمل في مثل تلك الظروف، وهو لا يأمن علي حياته، مضيفة أن قرار الرئيس محمد مرسي لا يمثل سوي حل مؤقت للأزمة بشكل جزئي وليس علاج جذري، فنحن نطالب بأن يكون التأمين دائم وليس مؤقت لحين انتهاء الأزمة، ولفتت لاستمرار اعتصام الأطباء لحين صدور قانون لتأمين المستشفيات وقانون لتشديد العقوبات علي أي شخص يعتدي علي المستشفيات أو الأطباء. وشددت مينا علي أن تكون الحراسة ليست مجرد واجهه بل مستعده للدفاع عن المستشفي تماماً قائله " نحن لسنا أقل أهمية من السفارات ، أو مقرات الأنتخابات التي قامت الحكومة بتأمينها بشكل كامل وحاسم " . وأما عن الأنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن المستشفيات فيما يمثل كارثة جديدة تضاف لإنعدام التأمين تضيف مينا ، ان أنقطاع التيار الكهربائي، فوصفته بالكارثة التي لا تقل عن مصيبة الاعتداءات فمعظم أجهزة الإعاشة بالمستشفيات تعمل بالكهرباء وحضانات الأطفال، وثلاجات الدم، مما يعرض حياة الأطفال للموت، بجانب المرضى القائمة حياتهم على أجهزه الإعاشه التي تعمل بالكهرباء، مشددة انه علي الحكومة إيجاد حلول سريعه لمواجهه انقطاع الكهرباء حفاظاً علي حياة المرضي. وأكد الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء، على أن الأعتداء علي الأطباء أصبح ظاهره الآن، ستتزايد قريباً لأنه لا يوجد رادع في ظل التجاهل المتعمد من المسئولين، مضيفاً ان ما يحدث يمثل جريمة يرتكبها المسئولين بتجاهل نداءاتنا. وعن انقطاع التيار الكهربي، قال أنه يتلقي يومياً العديد من الشكاوي من مستشفيات مختلفه بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي وخاصة مستشفيات المحافظات والصعيد، مضيفاً انها كارثة أخري تضاف الى الكوارث الموجودة بالفعل، مشدداً علي مشاركة وزارة الكهرباء والصحة والحكومة ككل في المسئولية عن وفاة أي مريض بسبب أنقطاع التيار الكهربائي وعن دعوة تسليح الأطباء، أوضح حسين أن النقابة طرحت الفكرة للتصويت عليها في الاجتماع الخاص بأمناء النقابات وأن الغرض منها ليس قيام النقابة بتوزيع أسلحة علي الأطباء ولكن فقط أن تقوم بتسهيل الأجراءات المطلوبة لإستخراج ترخيص سلاح للأطباء الذين أصبح عملهم الآن يمثل خطر علي حياتهم. من جانبه قال د. أحمد حامد، عضو أطباء بلا حقوق، لا أحد يستطيع العمل في مثل تلك الأجواء ، وقرار الرئيس محمد مرسي بتوفير الحراسة ل 100 مستشفي فقط هو قرار لحل الأزمة وليس علاج لها، متساءلاً انه لو تم تأمين المستشفيات المائة، فماذا عن باقي المستشفيات العامة. وأضاف حامد أن إغلاق أقسام الأستقبال بالمستشفيات العامة هي كارثة ولكن نحن مضطرون لذلك فالأعتداءات متكرره ولا توجد حماية ، فهل يعقل أن يضرب الأطباء وتكسر أجهزتهم وتسرق وتعرض حياتهم للخطر ويستمروا في العمل . وأشار الى أن المشاجرات تبدأ في الخارج ثم تتطور حتي تصل الى داخل المستشفي بسبب عدم وجود حراسات كافية ، فإذا جاء مريض ولم يجد مكان شاغراً بالمستشفي يقوم أهله بإعمال شغب وتكسير وضرب للأطباء كضغط علي العاملين بالمستشفي حتي يقوموا بتوفير مكان للمريض . وعن أزمة أنقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات يقول حامد أنه رأي بنفسه أنقطاع الكهرباء عن العديد من المستشفيات خلال الايام السابقة ، وأن الأطباء يعملون تحت ظروف بالغه الصعوبة ويستخدموا الشموع والكشافات وأضواء الهواتف المحمولة لأتمام العمليات الجراحية التي ينقطع التيار الكهربائي في منتصفها . وأضاف أن يوجد بالفعل بلاغات عن وفاة أطفال بسبب انقطاع الكهرباء عن الحضانات ، مشددا علي ضرورة إيجاد حل سريع لتلك المشكلة حتي لا تصبح غرف العمليات والمستشفيات مكاناً للموت . وعن فكرة " تسليح الأطباء " يقول حامد أنها دعوه فرضها هجوم البلطجية المستمر علي الأطباء وتعرضهم للضرب والأصابة ولن ننتظر حتي يلقي طبيب مصرعه في غرفه العمليات ، واصفاً الدعوة بأنها أقل رد فعل ممكن في مواجهه الأحداث الحالية بعد أن فاض بالأطباء الكيل بسبب الأنفلات الأمني ، مشيراً ان الفكرة مبالغ فيها ولكن الأطباء فرضوها لإعلان عدم أستطاعتهم السكوت علي هذه المهزلة .