قال الدكتور مجدي يعقوب الجراح العالمي، خلال جلسة الاستماع التي عقدتها له الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور اليوم الثلاثاء، ان مصر تمر بمرحلة انتقالية هامة جدا بعد مدة تخلف طويلة،وانها بدأت تتحرك من اجل الوصول لمكانتها التي تستحقها خاصة وان الشعب المصري يمتلك نباهة ضخمة فضلا عن القوة البشرية الهائلة اولموارد الاخرى. واعرب عن ايمانه بان الدستور سيكون له فاعلية ضخمة في تطور البلاد وان العلم والتكنوولجيا والابتكار لهم اهمية ضخمة بالنسبة لتطوير مصر، موضحا ان اهمية الدستور تكمن فى اتباعه فى المستقبل، لافتا الى انه اذا تم النظر في دول العالم سنكتشف ان تطور الدول اعتمد على تطور العلم والتكنولوجيا والابتكار المباشر، مرجعا ذلك الى ان العلم يخلق كرامة المواطن في اي دولة وتخلق الموارد الهائلة كما اوضح ان العلم تعود فائدته الى مائة الف مرة على الشعوب والمجتمعات. وتساءل كيف سنحقق العلم في الوقت الذي وصل فيه التعليم الجامعي لحالة مؤسفة وكيف سنصل لمستوى التعليم الجامعي ليساعد على نشر العلم والابتكار والاكتشاف، مؤكدا ان الدستور هو الباب الوحيد الذي سيفتح ذلك المجال لانه هو الذي سيشجع للتفكير وحرية الرأي الهامين في تقدم العلم، موضحا ان حرية الرأي في السياسة لها انعكاس على حرية الرأي في العلم مؤكدا على ضرورة ان التعليم لا يجب ان يكون معتمدا على حفظ الكتب ولكن على حرية الراي والابتكار. وقال يعقوب بضرورة تشجيع حرية الرأي العلمي في الدستور ليكتشف كل مواطن امكاناته في البحث العلمي خاصة وان البحث العلمي ليس مقصورا على جزء واحد من المجتمع ولكنه يقوم بالاعتماد على المجتمع كله خاصة وان عقل الانسان في اي مجال قادر على الاكتشافات والابحاث العلمية وهو ما اوضح انه لن يتاتي الا بالنص عليه فى الدستور، موضحا الاهمية الضخمة للبحث العلمي وضرورة رصد الميزانيات الضخمة لهذا البند الذي تعتمد عليه الدول في تقدمها، لافتا الى ان بعض الدول ترصد اموالا ضخمة تفوق ميزانيات دول كبرى في المنطقة على بند واحد من البحوث العليمة مثل الطب. واعرب عن حزنه لضآلة الميزانية المرصودة للبحث العلمي في مصر، مؤكدا ان ابحاث الطب هامة جدا لانها تحسن من صحة المواطنين ومواردهم وتعتبر مصدر دخل كبير فضلا عن اهميتها للحفاظ على كرامة المواطن، مؤكدا ان لن نستطيع الوصول لهذا الا بانشاء هيئات للبحث العلمي لتساعد الحكومة في تنفيذ برامجها في الوقت الذي لا تنفق مصر فيه على هذه الابحاث إلا 1% فقط، مؤكدا على ضرورة حرية التفكير لهذه الهيئات المتخصصة في البحث العلمي . واقترح يعقوب بإنشاء هيئة متخصصة لتشجيع الأبحاث العلمية عن طريق رصد هذه الهيئة لبعض الجوائز القيمة لأفضل هيئة بحث علمي وأفضل مؤسسة صناعية وأفضل مركز علمي وأفضل جامعة والعمل على تسويق هذه الشركات أو مراكز الأبحاث لدعمها . واكد على ضرورة انشاء الاكاديميات العلمية مثل الجمعية الملكية في بريطانيا والتي يعتبر هو شخصيا احد اعضائها وقد احتفلت بعيد ميلادها 350 ، والتي تحبذ على الابداع فى العلم في العالم كله، مشيرا الى ان مصر بها بعض الاكاديميات التي تحتاج لدعم اكبر من الدولة لتقوم بدورها، وان ترفع الدولة يدها عن هذه الاكاديميات لتستقل بتفكيرها وابحاثها العلمية، موضحا ان هذه الاكاديميات تحارب في مصر لانها من الممكن ان تحارب الحكومة وتنتقد ادائها في مواجهة مشكلات البلاد، كما أكد على أهمية دور الجمعيات الأهلية التي تساعد على نشر ثقافة المشاركة الشعبية في الابحاث العلمية، خاصة وان هناك افكار سائدة في المجتمع بسبب الحكومات السابقة بان الابحاث العلمية التي يجريها العلماء هدفها اجراءها على المواطنين وتصويرهم حقل تجارب مما يكره الناس في الابحاث العلمية والمشاركة معها. وقال ان الشعوب في الغرب تتحمس جدا الى مساهدة الابحاث العلمية بل يصل الامر الى ان الحكومة ترفع بعض الضرائب عن المواطنين الذين يقومون بمساعدة هذه الابحاث، كما اكد على اهمية التامين الصحي في رفع مبدأ الأنانية عند البعض من خلال مشاركة المجتمع في المستشفيات الخيرية لعلاج الحالات الفقيرة.