تمر علينا اليوم الجمعة 24 ابريل ذكرى وفاة الفنان العظيم محمود مرسى الحادية عشر، مرور الكرام ، وسط تجاهل مؤسسات السينما فى مصر الرسمية والمستقلة.. وبالرغم إستقالته من إذاعة بى بى سى وتركه لها بعد عمل أستمر سبعة أشهر والعودة الى مصر للوقوف بجانب وطنه فى فترة العدوان الثلاثى عام 1956، وبالرغم من مشواره الحافل بالعديد من الاعمال السينمائية والدرامية التى ادائها عبر 23 عملا سينمائيا وما يقرب من 12عملا دراميا عبر الشاشة الفضية، وبرغم من إنسانيته ونعيه لنفسه إيمانا بعظمة الموت فى حياة الإنسان و حبه لإصدقاء الرحلة وعددهم 12 صديقا فى نعيه المنشور فى جريدة الأهرام بتاريخ 24 أبريل 2004، الا ان الصمت والنسيان يخيمان على ذكرى رحيل هذا المبدع فى مثل هذا اليوم . ولد محمود مرسى محمد في مدينة الإسكندرية في عام 1923، وبالرغم من دراسته في القسم الداخلي التابع للمدرسة الثانوية الإيطالية، وبعدها مباشرة التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم سافر إلى فرنسا من أجل دراسة الإخراج السينمائي وقضى هناك خمس سنوات كاملة ، ثم بريطانيا حتى عام 1956، الا انه قرر ان يعود الى وطنه للوقوف بجانب شعبها فى العدوان الثلاثى. وبدأ التمثيل منذ عام 1962 من خلال فيلم (أنا الهارب) مع المخرج نيازي مصطفى بأجر 300 جنيها، واستمر في العمل خلال فترة الستينات والسبعينات حتى قدم لنا عدد لا يستهان به من الأفلام القيمة والتى تقدر تقدر بثلاثة وعشرين فيلما من اروئع الأعمال السينمائية فى مصر والوطن العربى ، من أشهرها : " الخائنة، السمان والخريف، أغنية على الممر، طائر الليل الحزين، أبناء الصمت"، ومنذ أواخر السبعينات بدأ في الإتجاه للدراما التليفزيونية أكثر، فقدم ما يقرب من اثنى عشر مسلسلاً أشهرها:" رحلة السيد أبو العلا البشري، بين القصرين، العائلة، لما التعلب فات"، وعمل مدرسًا لمادة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، كما قدم برامج فنية وثقافية في الإذاعة، منها برنامج عن المسرح العالمي. تزوج مرة واحدة فقط من الفنانة سميحة أيوب وله ولد واحد اسمه علاء يعمل معالج نفسي. كرمته وزارة الثقافة سابقا عن جهوده كأستاذ لمادة الإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، تم تكريمه في مهرجان الفيلم الروائي في عام 1998 ،كرمه كل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإذاعة والتليفزيون، حصل على جائزة الدولة التقديرية في عام 2000 تتويجًا لمشواره الفني الطويل. أصيب بالأزمة القلبية التي أدت لوفاته خلال تصويره لمسلسل "وهج الصيف" توفى في مدينة الاسكندرية في عام 2004 عن عمر يناهز 81 عامًا