أرشي بلاند: حرية التعبير ليس معناها أن أسيىء إليك .. والأفكار التي تمس مشاعر أعداد كبيرة من الناس ينبغي أن يعاد النظر فيها بلاند في الإندبندنت: هل من حرية الرأي اعتبار اعتقادات فئة معينة هدفاً للسخرية وإدراج المعترضين على ذلك تحت فئة المتطرفين؟ نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم، الأحد، تحليلاُ للصحفي البريطاني، أرشي بلاند، حول الكاريكاتير المثير للجدل الذي صور النبي محمد والمسيح يتبادلان التحية، وهو الكاريكاتير الذي استفز بعض المسلمين، وتسبب في تعرض مرشح حزب الليبراليين الديمقراطيين المسلم، ماجد نواز، للتهديد بالقتل لأنه دعم الكاريكاتير، وجاء التحليل تحت عنوان "حرية التعبير: هل من حقي أن أسيىء لك؟". يرى بلاند أن ماجد نواز له الحق المطلق في التغريد بصورة للنبي محمد، وقال "أنا لن أصوت لأي حزب سياسي يمنع نواز من القيام بذلك"، لكن في الواقع، هذا الجانب الأقل إثارة للاهتمام، على الأقل بالنسبة للمناقشة المثمرة بأكملها. وأشار بلاند إلى أن الجدل في هذا الموضوع تركز بالأساس حول نقطتين فقط هما التسليم بأن من رفضوا الكاريكاتير من المتطرفين والآخر هو ماهية الخط الفاصل بين حرية الرأي والإهانة. وقال الصحفي البريطاني إن هناك حدوداً لذلك، ولابد من مراعاة شعور الذين تأذوا من ذلك الكاريكاتير، ويرى بلاند أن الأفكار التي قد تمس مشاعر أعداد كبيرة من الناس ينبغي أن يعاد النظر فيها حتى لا تتحول حرية الرأي إلى حرية إيذاء. وتساءل بلاند "هل دائماً يجب أن تفوق حقوق الانسان الحقوق الدينية؟" وأضاف بلاند "ثمة جانب آخر تم اغفاله وهو هل من حرية الرأي اعتبار اعتقادات فئة معينة هدفاً للسخرية وإدراج المعترضين على ذلك تحت فئة المتطرفين؟"، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية تتمثل في أنه لا يوجد مقياس مجرد لفكرة الإهانة والمعاداة. واختتم أرشي بلاند تحليله قائلا: "واقع الحياة لا يسمح لنا بأن نترك الأمر عند هذا الحد، فحرية التعبير ليست مفهوماً جامداً، فهي يمكن ممارستها في نقاش عام أو حتى على تويتر".