حرب دينية؟ أنور صالح الخطيب أضم صوتي لصوت رسام الكاريكاتير الفرنسي بلانتو الذي أعرب عن قلقه من تصاعد التوتر بين الغرب والعالم الإسلامي بعد نشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم لمشاعر ملايين المسلمين مجددا في الدنمرك. فرسام الكاريكاتير الذي قال لصحيفة "لوموند" "إذا استمررنا علي هذا النحو، فإننا سائرون إلي حرب" لم يخطئ بالتشخيص أبدا فالرسوم الكاريكاتورية وما نشر عن فيلم سيجري بثه خلال أيام لنائب هولندي متطرف يسيء للإسلام وللقرآن يجعل العالم الإسلامي والغرب علي شفي حرب دينية بالفعل إذا اشتعلت لا يعلم احد كيفية إطفائها. لا أحد يطالب بتقييد حرية التعبير لكن حينما تجري الإساءة لمعتقدات ومشاعر الملايين وحينما تجري الإساءة عن سابق ترصد للنبي الذي أرسل رحمة للعالميين باسم حرية التعبير المزعومة لا يكون مفرا أمام ليس أتباع النبي محمد بل أمام كل صاحب ضمير من الاحتجاج والثورة علي أصحاب الإساءة المقصودة والذين أتحداهم باسم ما يعتبرونه حرية تعبير -أن يقوموا بالسخرية- من أكبر أكذوبة يتستر عليها العالم "أكذوبة المحرقة" لنري أين سينتهي الأمر معهم؟ مبادرة بلانتو والتي عنوانها رسوم من اجل السلام ، والتي جمعت رسامين من كل أنحاء العالم وتهدف إلي نشر التسامح والتفهم المتبادل بين الشعوب ستلقي الدعم والتأييد من ملايين المسلمين لكنها وحدها لن تكفي لكي يشعر المسلمون أن الإساءة المقصودة لنبيهم ستتوقف فالمطلوب أكثر من ذلك بعد أن تكررت الإساءة ورفضت الصحف والحكومة الدنمركية الاعتذار للمسلمين سابقا ولا تزال ترفض حتي الآن بحجة حرية التعبير؟ حرية التعبير كما قال بلانتو هي إسالة الحبر لا إسالة الدماء لكن رسامي الكاريكاتير في الدنمرك لهم رأي آخر فحرية التعبير عندهم الإساءة للرسول الكريم ولمشاعر ملايين المسلمين الذين كما يرفضون الإساءة لنبيهم يرفضون الإساءة للرسل والأديان الأخري الإسلام في حقيقته دين تسامح ورسوله أول من بشر بالتسامح وقبول الآخر والاعتراف بمعتقده.. لكن الجهل الدنمركي وبعده الهولندي يمكن إذا استمر أن يجعل العالم علي أبواب حرب دينية بالفعل. عن صحيفة الراية القطرية 2/3/2008