نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية مقالاَ لكون كافلين، المحرر العسكري للصحيفة في البحرين، بعنوان "شيزوفرينيا السياسة الخارجية للولايات المتحدة تدفع الدول العربية نحو روسيا". قال كافلين إن علاقة الولاياتالمتحدة بالدول العربية يغلب عليها سمة "انفصام الشخصية"، مما يوثق العلاقات بين الشرق الأوسط وروسيا. ويري كافلين أن التوتر في العلاقات بين واشنطن ومعظم الدول العربية بدأ الشهر الماضي منذ اتفاقية الولاياتالمتحدة مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وفي حوار لكافلين مع الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد البحرين، حذر الشيخ سلمان إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما من أنها ستخسر نفوذها في المنطقة إذا استمرت مع سياستها "العابرة التفاعلية" في الشرق الأوسط. وقال الشيخ سلمان أن تعامل الرئيس أوباما من أزمة سوريا الأخيرة بشأن الأسلحة الكيماوية، مما جعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يستولى على مبادرة أيدتها بعض الدول، ومن ثم تعيد الولاياتالمتحدة النظر في علاقتها بالشرق الأوسط. وأضاف سلمان في حواره مع "التليجراف" أن الروس أثبتوا انهم أصدقاء موثوق بهم، على حد تعبيره، مشيراً إلى تدخل بوتين لمنع عمل عسكري غربي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد بشار الأسد. وأشار سلمان إلى أن تورط أمريكا في صراعات المنطقة في الفترة الأخيرة يجعل العديد من الدول العربية تشك في إذا كان ما يمكنها الاعتماد على الغرب لحماية مصالحها، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع أن تأخذ موقف الحكم من بعيد، ودائماً ما تحتاج شركاء لتحقيق أهدافها. واستخلص كافلين ذلك قائلاً: "إن بعض الدول في المنطقة بدأت بالفعل إعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن، وشرعت في تعدد علاقاتها مع دول آخرى بدلاً من الاعتماد على واشنطن"، مضيفاً "يبدو أن أمريكا تعاني من انفصام في الشخصية عندما تتعامل مع العالم العربي".